قانون ازدراء الأديان بين حلم البعض بتطبيقه دوليًا!!

د. إيمان رفعت المحجوب
د. إيمان رفعت المحجوب
بقلم - د. إيمان رفعت المحجوب
ينزل الله عز وجل لنا كتابا كريما فى ٦٠٤ صفحة تتفاوت آياته من حيث الوضوح والتورية حسب مشيئته تعالى وكل شىء عنده بحساب وكل شىء عنده بمقدار، لم يفسر الرسول "ص" منه إلا آيات معدودات بأمر من الله، ثم تناول البشر الكتاب بمليونى ضعفٍ شارحين منه ما صرح وما وارى وناسخين بعضاً منه بالحديث!

ما تركوا آية صريحة كانت أو موارية إلا وشملوها بالاجتهاد والإيضاح والشرح وخاضوا واختلفوا، وكان مُنْزِلَها تعالى أولى بذلك منهم لو أراد!

وكلها اجتهادات بشر ليس لها أن تدرك من مراد الخالق فى توريته التى يعمد إليها عامدا متعمدا إلا بالظن، وأن بعض الظن إثم وحاشى لله أن تزيد إيضاحا على ما أوضح سبحانه.

أتعرفون أنه بلغ بمن لا يجيدون العربية كأربابها الظن بأنفسهم أنهم معلمو اللغة أهلها مدعين أن بكتاب الله أخطاءً نحوية! متجاهلين فى ذلك حقيقة أن النحو نفسه وضع قياس على آيات القرآن وليس العكس وكأن العرب الأوائل كانوا غافلين عما فطنوا هم فى زمن لو فات على أحدهم الخطأ فيه ما فات على آخرين خصوصا وبه (ص) يتربص المتربصون ذلك الذى؛ بزعمهم ؛ مدعٍ يقول إنه يأتى بكلام من عند الله! كل ذلك وهو (عليه أفضل السلام) لا ينطق عن الهوى ولا يمكن للكتاب أن يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ! هؤلاء ماذا تظنون أنهم فاعلون بما صنعت أيدى الناس؟

وما بالنا بكتابات بشرية تحتمل الصواب وتحتمل الخطأ؟ هنا الحرج الذى وضعنا فى الحرج كله بما أضيف من صنيعة الصانعين مع ما صيغ من السيرة والحديث ظنا منهم؛ وقد أحسنوا الظن قطعا؛ أنهم سدنة الدين وخدمته! ولكن الله أعلم أأحسنوا العمل أم بالغوا فيه بما ليس فى طاقة البشر ولا علمه ولا ينبغِ الخوض فيه !

النتيجة، ما لم يطاله المتطاولون من المستشرقين وغيرهم من الكِتَاب طالوه من شروح وتفاسير وروايات البعض ولم يدخر هؤلاء جهدا فى حسابه على القرآن !
إذا نحن قبلنا أن نحول العمل الإلهى إلى عمل بشرى ! كيف نفترض أن على الناس احترام ما صنعت أيدينا؟
علينا أن نكون واقعيين وأن نتعقل لحل المشكلة التى تفاقمت حتى وصلت لشبابنا وفى عقر دارنا، فلن نمنع الناس عن التفكير والبحث وقد أصبح مناط الكل وهم فى يسر منه بعد دنيا الإنترنت، ولن نغل ألسنتهم فنحن إن ملكنا أنفسنا أو فرضنا عليها فرضاً لا نملك على الآخرين، فلماذا لا نقطع ما يثير الفتن إذا كنا لا نملك لألسنة الدنيا قطعا.

عموما قد وكِل للأزهر تطوير الخطاب الدينى، وزادنا اليوم رجلٌ من رجالاته مغردا داخل ذات السرب وخارج السرب الذى يسير فيه الكون تعليقا على مجريات الأحداث فى مصر يطالب بسن قانونٍ دولى إمعانا فى التمسك بقوانين لا مثيل لها اليوم إلا فى بلادنا وقد كنا نأمل أن نمحوها وتنتهى هى وكل ما يشوه الإسلام والمسلمين تماما من على وجه الأرض، لوجه الله ومحبة فى دينه لا غير، ولكن على العكس تماما من كل هذا وكأننا جميعا فى مصر نحرث فى البحر طالب سيادته مع كل الاحترام لثقافته بتطبيق "قانون ازدراء الأديان" دولياً !!

ليس لدى تعليق إلا أن أثبت حالاً:
"لا يزال قانون ازدراء الأديان مستمراً ولا يزال التراث على حاله مذ طالبنا بالتغيير ومازلنا بذلك نحارب الإرهابيين دون الإرهاب"

* أستاذ بطب قصر العينى.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد قرعة كأس العرب 2025 في قطر بمشاركة منتخب مصر

صندوق النقد الدولى: مصر تحرز تقدمًا ملحوظًا فى برنامج الإصلاح الاقتصادى

وزارة الأوقاف تفتتح 15 مسجدًا غدًا الجمعة ضمن خطتها لإعمار بيوت الله

المحكمة الرياضية تخاطب اتحاد الكرة لطلب توضيحات من أطراف أزمة مباراة القمة

العدل الأمريكية: منفذ الهجوم على السفارة الإسرائيلية بواشنطن سيحاسب بأقصى عقوبة


رابطة الأندية تحدد مواعيد نصف نهائي ونهائي كأس عاصمة مصر

رسميًا.. ريال مدريد يعلن رحيل لوكا مودريتش بعد 13 موسمًا و28 لقبًا

الأهلي يهزم درب سلطان المغربي ويتأهل لنهائى الكؤوس الأفريقية لليد

موعد مباراة الزمالك والترجى في نصف نهائي كأس الكؤوس الأفريقية لكرة اليد

وسائل إعلام أمريكية: إطلاق نار بالقرب من مقر وكالة الاستخبارات المركزية CIA


ريفيرا يهدد بقاء ميشيل يانكون في الأهلي

تحذيرات ودعوات للتدخل بعد واقعة عمر مرموش في الدوري الإنجليزي

يوم العيد.. موعد إعلان الأهلي عن صفقة زيزو

محافظ جنين: حادث استهداف وفد السفراء العرب والأجانب من قبل الاحتلال ممنهج ومدبر

المقابل المادى يهدد انتقال مزيزى للزمالك

انتهاء العقد يقرب الزمالك من التعاقد مع لاعب أنجيه الفرنسى

موعد مباراة الأهلي وفاركو فى دوري nile والقناة الناقلة

بدأ العد التنازلى.. مواعيد مباريات الأهلى فى كأس العالم للأندية 2025

مصرع طالب فى حادث جرار زراعة بجهينة سوهاج

الطقس اليوم الخميس 22-5-2025.. مائل للحرارة نهارًا وشبورة كثيفة صباحًا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى