العلاقات السياسية والثقافة

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم - أحمد إبراهيم الشريف
فى زمن الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتى، فى نهايات القرن العشرين، تواطأ الجميع بمساعدة واشنطن على أن يقدموا صورة رجال الاتحاد السوفيتى قساة القلوب، لا يعرفون سوى إطلاق الرصاص على المختلفين معهم، ويتجسسون معظم الوقت على غيرهم، بينما الثلج يحيط بمشاعرهم الغاضبة وبأرواحهم، وكانت هذه الصورة جزءا من أسلوب فرض الهيمنة الأمريكية على العالم، ونجحت أمريكا باستخدام السينما وفن الرواية والظروف فى إسقاط الاتحاد السوفيتى، وما زال البعض يحتفظ بهذه الصورة السلبية عن روسيا ورجالها، لكن ما فعله سرجى نارشكين، رئيس مجلس الدوما الروسى، فى زيارته لمصر يقدم شكلا آخر لرجال السياسة الروس، ويوضح كيف تعمق الدول علاقاتها مع الآخرين.
«من أراد أن يترك أثرا طيبا عند مجتمع ما، فليشاركه ثقافته ويتحدث عنها بلغة المحب»، هذه هى الرسالة السهلة والوصفة السياسية البسيطة للنجاح فى العلاقات الدولية، كما يؤكدها «نارشكين»، فعلى الرغم من أنه قادم للقاء أعضاء البرلمان المصرى، لكن أهم نتيجة فعلها مع البرلمان كانت دعوته لإنشاء لجنة للصداقة المصرية الروسية، وعندما ذهب لزيارة المتحف المصرى، قال كلاما يدخل فى إطار الشعر عن الآثار المصرية، حيث علق قائلا: «إن المتحف المصرى هو مصدر القيم الروحية ليس للشعب المصرى فقط، وإنما للشعب الروسى أيضا، ولا مفر من أن يجذب السياح الروس إليه، فى إشارة لعودة السياحة الروسية لمصر مرة ثانية، لكن المفاجأة تمثلت فى إصراره على شيئين، الأول التقاط الصور مع الملك الذهبى توت عنخ آمون بشكل ملفت، والأمر الثانى مشاركته فى افتتاح معرض القاهرة الدولى للكتاب مع شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، وحلمى النمنم، وزير الثقافة، كما أنه قام بجولة فى كثير من الأجنحة الموجودة فى المعرض».
وخلاصة الموضوع، أن رئيس الدوما الروسية قدم نفسه جيدا فى صور العاشق لمصر وتاريخها، ولما كان هو جزء من دولة كبرى، ولا يستطيع أن يقوم بحركة ما دون الرجوع لدولته والتنسيق معها، فإنه بهذا الشكل يقدم شكلا لما تراه روسيا فى مصر، بما يكشف أنه رغم الظروف التى حدثت، فإن الأمور تتحرك للأمام، وأن الدول الكبرى لا تتحرك تحت عاطفتها، فتحب دولا أو تعاديها بسبب موقف لا دخل لها فيه، لكنها تعيد حساباتها جيدا.
ربما ما قدمه «سييرجى» الروسى درسا لكل السياسيين المصريين، بأنه لا فاصل بين شخصك ووطنك، وأن الصورة التى تقدم بها نفسك لشعب بلد آخر، هى فى الوقت نفسه صورة الوطن الذى تنتمى إليه، سواء أكنت فى مهمة رسمية أو فى رحلة خاصة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

شاهد برومو فيلم "فرج فودة.. مفكر واجه الظلام" على شاشة الوثائقية

أحمد السعدنى ناعيا سامح عبد العزيز: طيبة القلب وخفة الدم

كلب تشيه تزو يصبح بطلًا بعد إنقاذ صاحبه من شق جليدى فى سويسرا..فيديو وصور

مصر والصين تؤكدان أهمية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران

الرياضيون يساندون إبراهيم سعيد فى أزمته.. قرب من ربنا وحل مشاكلك


الأدلة الجنائية ترفع الآثار والأدلة من سنترال رمسيس لبيان سبب الحريق

محمد هنيدى وشيكو وإدوارد ينعون سامح عبد العزيز: ربنا يصبرنا على فراقك

سامح عبد العزيز.. رحيل صادم وتاريخ مشرف فى السينما والدراما

الزمالك يربط بقاء دونجا بتخفيض راتبه مع اقتراب نهاية عقده

بدء تلقى أوراق الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ لليوم الأخير


فتح باب التقدم للالتحاق بمدارس المتفوقين وهذه شروط وموعد امتحان القبول

وفاة المخرج سامح عبد العزيز بعد تعرضه لوعكة صحية والجنازة من مسجد الشرطة

8 أغسطس موعد انطلاق بطولة الدوري المصري للموسم الجديد 2025 – 2026

القطار الأسرع فى مصر.. مواعيد "تالجو" وأسعار الرحلات اليوم الخميس 10-7-2025

بعد نظر أولى الجلسات.. معلومات عن خلية "دعاة الفلاح"

الزمالك يدرس الاستغناء عن صلاح مصدق لتقليص عدد الأجانب

أرباح أندية أوروبا من الدوري السعودي.. أستون فيلا فى الصدارة

غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

وداعًا للطوابير.. تعرف على خطوات الاستعلام عن مخالفات السيارات أونلاين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى