"قلوب تنبض!"

الأنبا إرميا
الأنبا إرميا
بقلم الأنبا إرميا
تحدثنا فى المقالة السابقة عن المحبة التى تجعل الحياة مثمرة، ومن خلالها يتحطم انعزال الإنسان عن العالم، ويعرِف الطريق إلى سعادة العطاء والمشاركة. وقد تكلمتُ عن المحبة أسلوب حياة ومبدأ فى حياة الإنسان، وأنها تتأثر بالأفكار التى نزرعها فى أعماقنا. واليوم نتحدث عن الأفكار التى يضعها البشر نُصْب أعينهم فتصير عوائق تؤثِّر فى محبتهم للآخرين.

أحد هٰذه العوائق هو ألا يرى الإنسان فى الآخرين سوى العُيوب ويضخمها، أى يكون دائم التركيز فى أخطائهم ونقائصهم فيرفضهم ولا يتمكن من محبتهم. فالعُيوب التى تُركِّز فيها تصنع جدارًا بينك وبين الآخرين فتراهم بصورة غير واقعية، ولا تستطيع أن تفهم كلماتهم وأفكارهم، فتزداد الفجوة بينك وبينهم جدًّا. لذٰلك، كُن عادلاً فى تلك الأحكام التى تُصْدرها على البشر من حولك، وتيقن أن إحدى قواعد الحياة هى أنه دائمـًا ما يوجد شىء سلبى فى كل إنسان مهما كان رائعـًا، وعلى النقيض توجد إيجابية فى كل إنسان وإن زادت سلبياته. وهٰكذا أنت أيضـًا: تحمِل فى داخلك إيجابيات وسلبيات.

ويظل الإنسان فى رحلة الحياة يسعى نحو التغلب على ما به من عُيوب، وتوطيد ما به من ميزات. ومن كلمات الزعيم الهندى "ألمهاتما غاندى": "أنا أنظر فقط فى مزايا فى الناس. ولأنى لا أخلو من العُيوب، لا يُفترض أن أتكلم عن أخطاء الآخرين". وما أعظم القلوب التى تبنى فى داخلها المحبة تجاه البشر، مع ما تراها من عُيوب فيهم! فإن القلوب النقية تستطيع هدم حواجز الرفض وبناء جُسور المحبة. وقد أعجبتنى كلمات تقول:

"لا تشتكِ سوء خُلقي، إنما أرِنى فيك كيف الأخلاق تكون".


والأمر الأشد صعوبة يكمن، لا فى عدم رؤية ميزات الآخرين، إنما فى محاولة الإنسان أن يتجاهل تلك الميزات، أو أن يقلل من قيمتها متى جاء الحديث عنها. إن هٰذا السلوك يعبّر عن عدم محبة فى أعماق هٰذا الشخص، وفى الوقت نفسه هو يعمّق هٰذه المشاعر بالأكثر فتصبح دائرة مفرَّغة يدور فيها الإنسان، فتنتج مشاعر سلبية تؤدى إلى ابتعاده عن هدفه، ورسالته فى الحياة التى خُلق لأجلها وسوف يحاسَب عليها.

عزيزى الإنسان: كُن أمينًا فى تقييمك للميزات الجيدة التى يتمتع بها الآخرون، فبه تفوز باحترام كثير من الناس، والأهم هو مشاعر احترامك لذاتك. أيضـًا ستشعر بالقوة والارتياح العميقين لأنك كنتَ صادقًا، وفى الحياة ستُرَدّ عليك أمانتك.

وتُعدّ "الأم تريزا" واحدة من الشخصيات التى كرست حياتها لخدمة الآخرين ومحبتهم، فعاشت وعلَّمت المحبة بحياتها وكلماتها: "لا تقدِّم المال فقط، فالمال غير كافٍ. إنهم فى حاجة إلى قلوب تَنبِض محبةً. لذا، اُنشر حبك فى كل مكان تذهب إليه.. فالجوع إلى المحبة أعظم من الجوع إلى الخبز"؛ لتكُن لك هٰذه المحبة التى تُضيء لك طريق الحياة.

•الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأُرثوذكسيّ.


Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلى يوافق على عرض إشتوريل برايا البرتغالى لضم محمد هيثم

سقوط حاويات فارغة من أعلى قطار بجوار طريق الإسكندرية الزراعي دون إصابات

مانشستر يونايتد يتعادل مع بورنموث 4-4 في مباراة مجنونة بالدوري الإنجليزي

موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025

إخلاء سبيل سائق الأتوبيس المتسبب في تهشم شقة مدينة بدر


الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

دخل علينا غرفة النوم.. تفاصيل اقتحام أتوبيس مدارس شقة سكنية فى بدر.. صور

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا


مشاجرة بين 4 ممرضات داخل مستشفى بسبب الحضور والانصراف

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

ملخص وأهداف المغرب ضد الإمارات 3-0 اليوم فى نصف نهائى كأس العرب

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

النهايات أخلاق.. انفصال إيمى شومر وكريس فيشر بود متبادل بعد 7 سنوات زواج

بعد عام من الغموض.. اتهام زوج ملكة جمال سويسرا بتقطيع جثتها وطحنها فى الخلاط

الأهلي يترقب وصول يوسف بلعمري للقاهرة لإجراء الكشف الطبي

ترف ودروس فى طب العيون.. كيف يعيش الأسد فى روسيا؟.. مصادر تكشف التفاصيل

أليو ديانج يرفض طريقة زيزو في الرحيل عن الأهلى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى