المتاجرون بالثورة

جمال أسعد
جمال أسعد
بقلم جمال أسعد
اعتدنا كل عام وفى ذكرى هبة 25 يناير أن نسمع لغطاً عالى الصوت ودعوات فيسبوكية تسرح وتمرح فى الفضاء الإلكترونى، تدعو إلى ما يسمى بقيام ثورة جديدة أو ثورة ثالثة.

وكأن هؤلاء الذين يتاجرون بالثورة وبكل ثورة وهم دائماً يرددون أن الثورة مستمرة يمتلكون سلعة تسمى بالثورة، يقومون بتخزينها طوال العام وقبل ميعاد 25 يناير يقومون بعملية تسويق وبيع هذه الثورة لمن يريدون، فهل الثورة هذه سلعة تحت الطلب لمن يريد وفى أى وقت يشاء؟ وهل كانتا 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 ثورتين بالمعنى السياسي والعلمى للثورة؟ وإذا كانت 25 يناير ثورة، فلماذا قام الشعب عليها وأسقطها فى 30 يونيو؟ وهل عندما تكون هناك مشاكل متراكمة ومعقدة، خاصة فى المجال الاقتصادى، الذى تظهر نتائجه الكارثية دائماً على غير القادرين يجب القيام بهذه الثورة؟

الذى حدث يا سادة فى 25 يناير هى هبة جماهيرية رائعة كانت لها أسبابها الموضوعية التى لا خلاف عليها، ولكن لم يصاحب هذه الأسباب وجود تنظيم ثورى يكون بديلاً لمبارك، لذا كان البديل هو الفوضى التى بدأت فى 28 يناير 2011 لذا وبالرغم من قناعتنا ومشاركتنا فى 25 يناير وما قبلها من منظمات مثل كفاية وغيرها من مظاهرات على مدى سنوات كانت هى الرصيد لهبة يناير، قلنا فى 5 مارس 2011 وقبل سقوط مبارك فى كثير من القنوات الفضائية إنه للأسف بعد سقوط مبارك ستكون الفوضى حيث لا يوجد بديل.

وقد ظهر غياب البديل ليس فى غياب التنظيم الثورى القادر على الحكم بديلاً للسلطة الساقطة، ولكن الأهم هو أن القوى السياسية التى ادعت أنها تقود مظاهرات 25 يناير لم تكن على قلب رجل واحد ولم يجمعها أجندة ثورية أو سياسية واحدة، يمكن أن تكون هادية وملزمة لمن سيحكم بعد مبارك. بل وجدنا صراعا مكتوما ثم أصبح علانية بين رموز سياسية تتصارع على كعكة لم تنضج بعد، ولذا كان طبيعيا أن تكون جماعة الإخوان هى التنظيم ليس البديل للثورة، ولكنه المتمكن من التسلق على ظهر الجميع، لكى يختطف ثمار الهبة الجماهيرية ويصل إلى الحكم تحت مسمى الانتخابات التى تمت فى ظروف من الفوضى والسيولة السياسية، وفى ظل محاولة لتفكيك الدولة وإسقاطها، لذا قام الشعب بمساندة القوات المسلحة (وهذا بيت القصيد) باسترداد الوطن ممن اختطفوه لطريق لا علاقة له بوطن ولا بجماهير.

وهنا لا نقول: إن 30 يونيو هى ثورة بالمعنى العلمى والسياسى، ولكنها حركة جماهيرية إصلاحية يمكن بالتراكم أن تحدث وتحقق الثورة ومبادئها على أرض الواقع. نعم هناك مشاكل وأزمات اقتصادية. نعم لم تتحقق العدالة الاجتماعية كما يجب، نعم هناك آمال عراض للجماهير تنتظر تحقيقها سريعا، ولكن الثورة والتغيير الفعلى والعملى الصحيح هو توصيف الواقع ومعرفة الأسباب التى أنتجت تلك المشاكل حتى يمكن إيجاد الحلول الصحيحة لها، فهل قيام مظاهر تحدث فوضى وتسقط حاكم تعنى أن هذه ثورة؟ وما هو البديل للنظام و للسيسى فى ضوء هذه الفوضى السياسية والحزبية؟ هل القوى الداعية لهذه الثورة تمتلك الأجندة والفعل والقيادة الثورية البديلة؟ أم أن البديل هو جماعة الإخوان المتربصة للعودة تحت ما يسمى بعودة الشرعية؟

هنا سنكرر الفوضى التى حدثت والتى ما زلنا نعانى من أثرها حتى الآن، يمكن أن نختلف مع النظام ومع السيسى، ولكن لا أحد يقبل سقوط مصر، وانتشار الفوضى فمن سيدفع الثمن هنا هم هؤلاء الغالبية من الشعب الفقير. حمى الله مصر وشعبها العظيم من كل شر ومن كل فوضى.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جريزمان على أعتاب قائمة تاريخية في الدوري الإسباني

التحقيقات: لصوص الهواتف المحمولة فى منشأة ناصر نفذوا 4 جرائم بأسلوب الخطف

زوج يلاحق زوجته بالطاعة بعد شهر من الزواج.. اعرف التفاصيل

قانون الضريبة على العقارات المبنية يحدد ضوابط تقدير القيمة الإيجارية

3 مباريات قوية فى ختام الجولة الثانية لمسابقة الدوري المصري اليوم


الكرملين يعلن انتهاء محادثات بوتين وترامب بألاسكا

وزارة التعليم: يحق للطالب عدم دخول امتحان الثانوية دور ثان ويبقى للإعادة

ملخص وأهداف مباراة ليفربول ضد بورنموث فى الدوري الإنجليزي

محمد صلاح يبكي بعد هتافات جماهير ليفربول لـ دييجو جوتا (فيديو)

محمد صلاح رابع هدافي الدوري الإنجليزي عبر تاريخه بـ 187 هدفا


محمد صلاح يسجل فى فوز ليفربول الصعب على بورنموث 4 - 2 بالدوري الإنجليزي

برشلونة يعلن تمديد عقد كوندي حتى عام 2030

محمد بن رمضان يتعرض للإصابة أثناء مواجهة الأهلى وفاركو (فيديو)

إيكتيكي يفتتح أهداف البريميرليج ويمنح ليفربول التقدم على بورنموث في الشوط الأول

جمعية المؤلفين والملحنين تعلن رفضها القاطع وإدانتها البالغة لأى مساس بأرض مصر

أحمد شعبان لاعب فاركو يمزق التيشيرت عقب استبداله أمام الأهلى.. فيديو

يوفنتوس يقترب من حسم صفقة كولو موانى

كهرباء الإسماعيلية يحصد أول نقطة فى الدورى بالتتعادل مع بتروجت 2-2.. فيديو وصور

جولة داخل غرفة ملابس الأهلي قبل مواجهة فاركو في الدوري

هييه بقولك أنت.. غدا ذكرى ميلاد ووفاة ممدوح فرج بطل العالم في المصارعة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى