الفتنة قادمة.. من المستفيد؟

محمد منير
محمد منير
بقلم - محمد منير
الأحداث الأخيرة الملتهبة فى المنطقة العربية والتى تنتمى أبرز ملامحها إلى الطائفية الدينية والعنصرية العرقية، إنما تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن هناك مخططا منظما يحمل جذورا تاريخية لإعادة الهيمنة على المنطقة ودولها من قبل الدول الكبرى.

إعدام السعودية لـ 48 عنصرًا إرهابيًا لم يقف مردوده عند حدود دولة تحمى نفسها من الإرهاب وتحافظ على أمنها، وهى حدود مشروعة فى ظاهرها، إنما امتدت آثارها إلى تفسيرات طائفية بين السنة والشيعة وهو ما جعل إيران فى موقف عدائى من هذا الإجراء وتتوعد بالانتقام، خاصة وأن أحد الذين تم فيهم حكم الإعدام ينتمى للفكر الشيعى وإن كانت جنسيته سعودية، وهو ما يشير فى ذاته إلى تغليب الطائفية الدينية على القومية، مما دفع إيران إلى الدفاع عن مواطن من دولة أخرى لمجرد أنه ينتمى لنفس العقيدة الدينية السائدة فى بلاد الفرس!

ما يحيط بهذه الأحداث من التهاب أمنى وسياسى فى المنطقة وسيادة الروح العدائية بين دول المنطقة وما يرتبط بها من أعمال وعنف وتخريب وانهيار إنما يشير بقوة إلى أن كل دول المنطقة تقف على حافة بركان يقترب من ثورة مدمرة شديدة العنف.

المشكلة أن قيادات الدول فى المنطقة الملتهبة وحكامها عندما بدأوا يستشعرون الخطر المحيط بهم لجأوا إلى حل ينتمى نسيجه إلى النسيج الطائفى الدينى، وذلك عندما أعلنوا التحالف الإسلامى بدلا من أن يرتكنوا إلى تحالفات وتوحدات قومية لضمان خلق قوة إقليمية موحدة من كل العناصر المكونة للمنطقة.

موقف الدول الكبرى وتدخلها فى إدارة أزمات المنطقة بشكل يصل إلى حد التوغل فى الشؤون الداخلية لدول المنطقة إنما يعيد إلى ذاكرتنا أحداث منتصف القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ودور الدول الكبرى فى المنطقة، والذى تجلت أبرز صوره فى معاهدة لندن عام 1840م، واتفاقية سايكس بيكو عام 1916م، الأولى عكست تفاهما بين الدول الأوروبية للقضاء على قوى صاعدة فى المنطقة بقيادة محمد على، وفتح باب السيطرة العسكرية على المنطقة التى تمثل أهمية استراتيجية شديدة للقطبين الاستعماريين آنذاك، وأقصد إنجلترا وفرنسا، والثانية «سايكس بيكو»، فقد عكست تفهما أيضا بين نفس القطبين بمباركة روسيا ودول غربية أخرى لتقسيم المنطقة بينهم وتقنين الهيمنة الاستعمارية.

ربما اختلفت الأدوات وتغير شكل الهيمنة الاستعمارية إلى أشكال أخرى من الهيمنة الاقتصادية والسياسية، إلا أن الشاهد اليقين يؤكد أن الأهداف الغربية للسيطرة على المنطقة مازالت قائمة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بيان مشترك أمريكى مصرى قطرى تركى حول اتفاق غزة.. اعرف التفاصيل

ما حكم الدعاء فى أول ليلة من شهر رجب؟.. اعرف رد دار الإفتاء

توتنهام ضد ليفربول.. التشكيل الرسمى لقمة الجولة 17 فى الدورى الإنجليزى

شقيق ناصر البرنس يحرق نفسه أمام المطعم الجديد بالشيخ زايد بسبب خلافات بينهما

النيابة العامة تجرى تفتيشا لمركزى إصلاح وتأهيل وادى النطرون وأبى زعبل 1.. صور


تعرف على موعد أول أيام شهر رمضان وفقا للحسابات الفلكية

الطريق إلى نهائى بطولة كأس أمم أفريقيا 2025 .. موقف منتخب مصر

أبوريدة: خطة تطوير الكرة المصرية تتضمن أهدافا واضحة وتغييرات شاملة

إقامة كأس أمم أفريقيا كل 4 سنوات وإلغاء بطولة المحليين

عقد قران ابنة أحمد سليمان على المغربي محمود بنتايج لاعب الزمالك.. صور


عزاء سمية الألفى الإثنين بمسجد عمر مكرم

عمر الفيشاوي يقرأ القرآن على والدته سمية الألفي بمسجد مصطفى محمود.. صور

الرئيس السيسى: لا إشكالية مع الأشقاء بإثيوبيا.. مطلبنا عدم المساس بحقوقنا بمياه النيل

برشلونة يرفع عرضه المالي لضم حمزة عبد الكريم فى يناير المقبل

الإعدام شنقا لربة منزل وزوجها بتهمة اغتصاب طفلة وشقيقتها فى الجيزة

ترتيب مجموعة الأهلى فى كأس عاصمة مصر بعد هزيمة سيراميكا.. فاركو يتصدر

قرار مهم من توروب يحسم مفاوضات الأهلي مع هداف كأس العرب

إخلاء سبيل طليقة إبراهيم سعيد بعد مشاجرة بينهما فى فندق بالتجمع

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى