المطابخ فى عالم السياسة

محمود سعد الدين
محمود سعد الدين
بقلم - محمود سعد الدين
تتباهى السيدات فيما بينهن بمصدر جهاز العروسين، لدرجة أن أصبح الأمر فى عقيدة الأسرة المصرية، وانعكس فيما بعد على سلوك المعلنين المصريين قبل 20 عاما، لدرجة أن إعلان «عبدالرحيم عمرو.. احتكم الأمر وهاتجوز»، لا يزال راسخا فى أجيال ممتدة.

الأبرز، فى جهاز العروسين، دائما هو المطبخ باعتباره المكان الحقيقى لإبداع الزوجة وإثبات قدراتها على التفنن فى الطهى، وبطريقة وقوف السيدة المصرية فى مطبخها وبالمنتج الذى يخرج منه بأشكال مختلفة نستطيع أن نحكم عليها، وعلى جودتها فى الطهى من عدمه، وبإسقاط جوهر المطبخ على الحياة السياسية المصرية، فيتكشف أن ما يدور بمطبخ السيدة المصرية يتطابق مع ما يدور بالمشهد السياسى مع فارق بسيط.

أى منزل يضم مطبخين، الأول حقيقى فى العلن ومطبخ خفى، بمعنى ان هناك أمهات تساعد بناتهن فى الطبخ، فما يكون للبنت إلا تقطيع «السلطة» و«قلى البطاطس»، بينما الأم هى التى تعد كل أنواع الأكل، وهنا تكون الأم هى المطبخ الحقيقى، بينما البنت هى صاحبة المطبخ الوهمى فى العلن، فى المقابل، السياسة المصرية تضم مطبخين، مطبخ لتقطيع السلطة، وهو وجوه الصف الأول فى المشهد الحالى يصرحون للصحافة يوميا ويتحدثون عن مستقبل البلاد وحالها وعلاقتها الخارجية، ومصير البرلمان وسلطاته، بينما فى الخلف مطبخ حقيقى من رجال لا نعرفهم مثل أم البنت تماما، هم من يصنعون ويرسمون ويخططون.
بكل وضوح، لا أستطيع الحكم على نسب مطبخ الأم مقارنة بمطبخ البنت.. آسف مطبخ السياسة الوهمى مقارنة بمطبخ السياسة الحقيقى الخفى، ولكن وجود مطبخين فى عالم السياسة أمر مقلق، لأنه انطباع يجعل دائما من خلف الستار لديه كل الصلاحيات لاتخاذ أى قرار بواسطة من هم فى المشهد، ويا لكارثية الأمر أن انتقل هذا الانطباع والشعور إلى قطاع من الشعب المصرى.
الوضع الحالى ينبئ بأنه تشكل فعليا مطبخ خلفى ومطبخ فى الواجهة، بدليل أن محمد بدران أعلن الانسحاب من قائمة حب مصر وبعدها بيومين عاد للائتلاف ولا نعرف لماذا انسحب ولماذا عاد؟ ولكن التقييم الحقيقى لتلك الظاهرة سيبدأ مع انعقاد البرلمان والنقاشات اليومية والمداخلات المتعلقة بقضايا الوطن.
بالتأكيد أكل الأم يكون دائما أفضل من أكل النت، ولكن فى السياسة مطبخ الأم ليس من المفروض أن يغلب على مطبخ البنت، ولا يجوز بأى حال من الأحوال أن يضم المشهد الحالى دائرتين لصناعة القرار، قد يتفقان فى عدد كبير من المواقف، ولكن مع أول اختلاف لن يخسروا هم بقدر ما يخسر المواطن المصرى.
عالم السياسة، عالم ملىء بالكذب.. اعذرنى هذه الحقيقة، ومن ثم نريد كذبة واحدة فقط، لا نريد كذبتين.. أوافق على كذبك بوقوفك مع «س» ضد «ص»، بدعوى أن «س» مع الأمن القومى للبلاد، ولكن أرفض أن تكون كذبتك هذه وراءها كذبة أخرى، مفادها أن الرجل الذى يقف خلفك يملى عليك معلومات مضللة.
تنويه مهم.. لو اعتبرتنى أنظر عليك و«أتفلسف».. فسأقدم لك الاعتزار بكل وضوح، ولكن تأمل فى الطرح، سيناريو يتكون من 3 مشاهد، رجل يخطب يتصدر الساحة ويقود السياسة، وبلد تخاف عليها، ورجل فى الخلفية يملى على الرجل الأول بما يقوله ويوجهه يمينا أو يسارا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رجال الحماية المدنية يواصلون عمليات التبريد لحريق مبنى سنترال رمسيس

رضا سليم يُفضل العروض المغربية عن المحلية للرحيل عن الأهلي

الزمالك يجهز بدائل شلبى والزنارى بعد رحيلهم فى صفقة ربيع

بدء غلق مؤقت للطريق الإقليمي لمدة أسبوع بدءا من اليوم

بدأت حياتها مفتشة جمارك وجسدت أدوار الشر ببراعة.. ميلاد علية الجباس


ثورة تطوير فى اتحاد اليد استعدادا للموسم الجديد

أرقام وحقائق لا تفوتك قبل مواجهة فلومينينسي ضد تشيلسي في مونديال الأندية

وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات التى تأثرت نتيجة عطل الاتصالات والإنترنت

المصرى يبدأ فى إنهاء إجراءات السفر لتونس لانطلاق المرحلة الثانية من الإعداد

حول الشوارع إلى جنة.. شاب قنائي يتطوع ويزرع 1000 شجرة على نفقته الخاصة بمدينته.. أحمد عبد العزيز: البداية كانت منذ عام وأحلم بزراعة المدينة كلها بالأشجار المثمرة.. وأسعى لتحقيق الفائدة العامة لأبناء بلدي.. صور


10 تغييرات فنية لأندية الدوري استعدادا للموسم الجديد

إيران بين الضغوط الأمريكية والشروط الإسرائيلية.. هل تنخرط طهران فى جولة محادثات جديدة مع واشنطن؟.. جنيف تقترح استضافة جولة المفاوضات السادسة.. أنباء عن قرب انعقادها بأوسلو.. وغموض موقف طهران يزيد المشهد تعقيدًا

رئيس إشبيلية يُغري ياسين بونو بالعودة إلى الليجا

مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

تجدد اشتعال النيران في مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تحاول السيطرة.. صور

نقل حركة الإنترنت الثابت لعملاء المصرية للاتصالات لمركز الحركة بالروضة

الزمالك يواجه أورانج فى أولى ودياته استعدادا للموسم الجديد

"تنظيم الاتصالات": تعويض العملاء المتأثرين بتعطل الخدمة بعد حريق السنترال

حريق فى سنترال رمسيس.. المعاينة الأولية: النيران التهمت مكاتب إدارية في الطابق السابع داخل المبنى.. "الحماية المدنية" تحاول عمليات الإخماد ومنع امتداده لأماكن أخرى

تعرّف على سبب تأخّر وصول آدم كايد بعد التوقيع الإلكترونى للزمالك

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى