"جدار سوء الظن"

الأنبا إرميا
الأنبا إرميا
بقلم - الأنبا إرميا
تحدثنا فى مقالات سابقة عن جُدران يبنيها الإنسان داخل ذاته، وبينه وبين الآخرين من خلال تقوقعه داخليـًّا فى أمور حياته وظروفه، دون أدنى محاولة منه لتفهم ظروف حياة الآخرين وإمكاناتهم، ما يؤدى إلى وقوع الاختلافات والصدامات بين كثير من البشر.

وأحد الجُدران التى تُبنى فى حياة البعض: هى التى تتكون بسبب ما يرسِمه الإنسان من توقعات عن حياة الآخرين وشخصياتهم، ربما تكون مغايرة تمامـًا للواقع! تحضرنى قصتان فى هٰذا الموضوع: تجرى أحداث الأولى فى إحدى القرى الصغيرة التى كان يعيش بها أناس فقراء، وكان جزار القرية يقوم بتوزيع بعض قطع اللحم عليهم من آن إلى آخر دون مقابل. وكان يعيش فى تلك القرية رسّام عجوز يتقاضى مالاً كثيرًا من بيع لَوحاته الرائعة. وكان أهل القرية يتعجبون من ذٰلك الرسام الذى لا يمُد يد المساعدة إلى أحد على ما يملِكه من مال وافر!

وذات يوم، قرر أحدهم أن يحادث الرسام، فسأله لماذا لا يساعد فقراء القرية مع أنه يمتلك كثيرًا من المال، لافتـًا ـ فى مقارنة ـ إلى جزار القرية الذى لا يملِك إلا المال الضرورى، ومع هٰذا يقدِّم إلى أهل قريته يوميـًّا قِطعـًا من اللحم مجانـًا. وانتظر الفقير ردًّا. إلا أن الرسام ابتسم للفقير بهُدوء، ولم يُجِبه عن تساؤله وهو ما أثار غضبه جدًّا، فخرج من عند الرسام وقد أخذ يتحدث إلى أهل القرية عن عدم محبة الرسام لهم وهو الذى فى استطاعته أن يعطيهم مما يملكه من مال. وصدَّق أهل القرية كلمات الفقير، وقرروا مقاطعة الرسام الذى تعرَّض لمرض شديد بعد بُرهة، ولم يزُره أحد إلى أن مات! ومرت الأيام، ليجد أهل القرية أن الجزار قد توقف عن توزيع اللحم كعادته على الفقراء، فسألوه عن السبب فأجابهم أن الرسام العجوز كان يُرسل إليه المال اللازم للُّحوم التى يقوم هو بتوزيعها! وهٰكذا بموت الرجل، توقف المال ومعه اللحم.

هنا لك أن تتخيل، عزيزى القارئ، المشاعر التى اجتاحت أهل القرية وقتئذ من ندم، بسبب معاملتهم للرجل وظلمهم له. ربما يعتقد بعضٌ أن الرسام العجوز له دَور فى الظلم الذى وقع عليه بسبب صمته، لٰكن لكل إنسان حقه فى اختيار طريقة الحياة التى يرغبها، وأسلوب الخير الذى يريد أن يقدِّم به. كذٰلك هناك من الظروف والأسرار ما لا يقال لكل إنسان. لذٰلك، فدورنا نحو الآخرين فى الحياة أن نقدِّم إليهم المحبة والود والخير، دون مبررات أخرى سوى أنهم بشر يحملون سمات إنسانية مثل التى نحملها جميعـًا فى أعماقنا. وحسبما يُريد كل إنسان أن يعامله الآخرون، هٰكذا عليه أن يسلك بأسلوبه نفسه تجاههم؛ ومن ثَم فإنه حتى إن اكتشف أنه أخطأ فى أحكامه على أحد، فإنه لن يندم، إذ قد قدَّم محبته إلى الجميع.
أما القصة الأخرى، فإنها تتحدث عن ... وللحديث عن الحياة بقية.

• الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأُرثوذكسىّ.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نهائى دوري الأبطال.. موعد مباراة بيراميدز وصن داونز والقناة الناقلة

الزمالك يعود إلى تدريباته اليوم استعداداً لمواجهة بتروجت

القصة الكاملة لواقعة سرقة منزل الدكتورة نوال الدجوى من البداية للنهاية

موعد مباراة الزمالك وبتروجت فى الدورى المصرى والقناة الناقلة

شبورة ورياح وأتربة.. حالة الطقس اليوم الخميس 22 مايو 2025 فى مصر


فى حضرة الحبيب.. دموع على باب الروضة وتكبيرات فرح فى قلب المدينة المنورة.. حجاجنا يزورون قبر النبى.. وتنظيم مصرى نموذجى يجعل من الروضة رحلة لا تُنسى.. وضيوف الرحمن: سلامٌ على من حملنا له السلام

هبة مجدي بعد تكريمها من السيدة انتصار السيسي: فرحت من قلبى وأهم تكريم فى حياتى

3 فرق تتنافس على المركز الرابع فى الدوري المصري للمشاركة فى الكونفدرالية

مدبولى: توجيه من الرئيس بدخول الدولة فى صناعة الألبان بالشراكة مع القطاع الخاص

متحدث الوزراء: تعديلات قانون التعليم تهدف لتطوير التعليم ما قبل الجامعى


محمد رمضان مدافعا عن نجله: الأطفال قالوله أنت أسود زى أبوك وأتعرض لاضطهاد 11 سنة

5 أندية تنجو من رياح التغيير الفني في الموسم الجاري.. بيراميدز في المقدمة

الهدف يصبح له قيمة أكبر مع قرب النهاية.. تعرف على ترتيب هدافى دورى nile

رئيس الوزراء: المرحلة الثانية من التأمين الصحي الشامل تشمل 5 محافظات

شاهد.. لحظة إطلاق إسرائيل النار على وفد دبلوماسى يضم سفير مصر.. فيديو وصور

"أصحابه حاولوا ينقذوه وفشلوا".. غرق طالب بالمرحلة الإعدادية فى النيل بدسوق

البحوث الفلكية تكشف موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025

نهى صالح: تعرفت على زوجى منذ عامين وهويته الشخصية ما تهمش حد

صراع المليارات داخل عائلة نوال الدجوي.. قصور تُباع ببصمة مشكوك فى صحتها.. شيكات بملايين الدولارات تشعل النزاع.. فيديو غامض يقلب القضية.. وماما نوال تنتظر جلسة حجر أحفادها عليها 26 يونيو المقبل

ذكرى رحيل الفنانة نادية عزت.. تركت إرثًا فنيًا متنوعًا بين الشر والأمومة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى