مضايا.. أطفالكم لن تسامحنا

سحر طلعت
سحر طلعت
بقلم - سحر طلعت
" نعم يا سيدى لا تخف منا اقترب، نعم نحن أطفال مضايا السوريون، المحاصرة لأكثر من 7 أشهر، ماذا؟ عيوننا أصبحت غائرة، ووجنتانا هزيلة، وجلودنا شاحبة وذابلة؟

تلك ملامحنا الصغيرة التى انهكها الجوع والتعب، نعم لا تستغربنا هكذا! نحن أطفال جوعى، مشردون، محاصرون فقط، وملامحنا تحولت مثلكم أيها الكبار.. كلا لا نشبهكم؟ فملامحنا كملامح الموتى؟ ولكننا من فعلكم، ضحايا أنانيتكم وحروبكم، فصراع القوى لكم، والآلام والعذاب لنا، نحن الخاسر الوحيد بينكم.

هل اكتفيت من التقاط صورنا؟ وشعرت بالشفقة علينا، بعد أن كنا أجمل أطفال الدنيا، هنا كانت تعلو ضحكاتنا العالية المرحة، وهناك كنا نركض بخطوات صغيرة قصيرة متعثرة نلهو ونلعب، هل رأيتونا كيف كبرنا سريعا من الحزن حتى أصبحنا مثلكم؟ إننا نعيش.. نعم نعيش، ونأكل لحوما، لكنها ليست كلحومكم، فنحن مازلنا أطفال، معدتنا لا تتحمل أطعمتكم، قد نتناول أوراق الشجر، أو نلتهم حشائش بلدتنا، قد نأكل كلابا، قد تطعمنا أمهاتنا قططا شاردة، إلا أنه أبدا لا نأكل أطعمتكم المعتادة.

عيوننا أنطفأ فيها بريق الحياة، وأجسادنا خارت قواها، ونحفت، ففضلنا الجلوس بجوار أجدادنا، وتركنا لكم اللعب، فتصارعوا معا، وتسابقوا جيدا، وخططوا لألعابكم وحروبكم بمهارة، وسنراقبكم، نعم سنظل بأرواحنا الطاهرة الضعيفة التى تنطفئ رويدا رويدا فى متابعتكم بعيون، وقلوب منكسرة، سنموت، أنتم أردتم لنا ذلك، مخططاتكم تحتم أن ندفع نحن العجائز الصغار ثمن جشعكم وأطماعكم، سنموت ولكن.. سيبقى غيرنا، وغيرنا، ليذكروكم بمن مضوا منا.

مضايا يامدينتنا، لم نخطوا بشوارعك بخطوات ثابتة، لم تشاهدى ظلنا وهو يلقى بأثره على منازلك وطرقاتك، فأقدامنا الصغيرة وخطواتنا القليلة لم تنضج بعد.

مضايا تحولت إلى صومال أخرى، يأسنا ينشره الغرباء، وتتداوله الأيدى، لكن أحد لن ينقدنا، نحن الأطفال نعلنها لكم، بكل القهر والشيب والعجز الذى ملأ عيوننا قهرا، لن نسامحكم، صم، بكم، عمى، لا قلب يخفق وجعا، ولا أذن تستجيب، فلا ضمير عربى يتكلم، ولا منظمات حقوقية دولية تتدخل، خذوا قوانينكم ومؤسساتكم وأوراقكم بعيدا عنا، فلن تغنينا عن كسرة خبز، أو شربة ماء.

مضايا يا مدينة القلوب الواهنة، وغيرك كثير، لكى الله، وللبشر ذنب ما ارتكبوا..
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

كيف اتسلهم تشارلى تشابلن فيلمه الأيقونى The Gold Rush من صورة من كلوندايك

مهاجم بتروجت يقترب من المقاولون العرب في الموسم الجديد

المصرى للشؤون الخارجية: زيارة لى تشيانج لمصر تمهد الطريق نحو آفاق جديدة للتعاون

كيف يستعد الأهلى للموسم الجديد من خلال المعسكر الخارجى بتونس؟

بعد التصالح فى واقعة نجل الفنان محمد رمضان.. سيناريوهات جلسة المعارضة غدا


بن أفليك يوجه تحذيرًا صادمًا لحبيب جينيفر لوبيز الجديد

تعرف على موعد انطلاق بطولة الدورى المصرى للموسم الجديد 2025 – 2026

زيزو يحتفل مع السقا بعرض فيلم "أحمد وأحمد" فى دبى.. صور

تفاصيل شكوى "زيزو" ضد الزمالك بسبب 82 مليون جنيه.. (مستند)

رئيس الوزراء: حريصون على وضع تصور واضح لمستأجرى "القانون القديم"


صوت من وسط الدخان داخل حريق سنترال رمسيس.. وائل مرزوق لم يخرج من مكتبه لكن بقيت قصته.. تفاصيل آخر مكالمة لموظف الموارد البشرية مع زميلته تكشف لحظات الوجع: "مش عارف أخرج.. إحنا كده خلاص".. صور

"تسجيلات مسربة" ترامب يهدد بقصف روسيا والصين و قمع الجامعات.. التفاصيل

محمد صلاح يشترى فيلا فاخرة فى تركيا.. السعر مفاجأة

النيابة العامة تعاين اليوم موقع حادث حريق سنترال رمسيس لكشف أسبابه

الفراعنة أول من انتبهوا للتغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة.. البساتين والحدائق فى مصر القديمة كانت فى القصور الملكية وبيوت الخاصة والمسؤولين والنبلاء.. مدير سابق بالكرنك: أنشأوها لتلطيف الجو فى الصيف

نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس 2025.. مراجعة الدرجات وتجميعها

الزمالك يستفسر من شئون اللاعبين عن مصير شكوى زيزو

الطقس اليوم الأربعاء 9-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء

القطار الأسرع فى مصر.. مواعيد "تالجو" وأسعار الرحلات اليوم الأربعاء 9-7-2025

قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى