ثقافة الغلاء.. انهيار الأخلاق العامة

 أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم - أحمد إبراهيم الشريف
فى الفترة الأخيرة ارتفعت أسعار بعض السلع الغذائية، وبعض المنتجات الاستهلاكية الأخرى، وذلك بسبب الضريبة المضافة، وانخفاض قيمة الجنيه فى مواجهة الدولار، وبسبب الأمر الأخطر وهو جشع التجار الذين لا يتقون الله، ولا يتورعون على قتلنا جوعا لو استطاعوا إلى ذلك سبيلا، وأصبح المواطن يصحو صباحا على أسعار جديدة غير التى بات غاضبا عليها، هذه الأسعار الجديدة يصنعها التجار، حسبما يرون فى «كوابيسهم» الليلية، وينفذونها علينا كل يوم، والمسؤولون يعيشون فى «خندق» المشاهد، بينما الناس لا حول لهم ولا قوة.
 
وخطورة هذه الحالة الصعبة التى نعيشها ليست فى «القلة» فقط التى نعانى منها، لكن فى نتائجها الاجتماعية، فحتما سوف نعيش نوعا من ثقافة الأزمات، وهى بالضبط تشبه ثقافة الحروب، فحين يكون كل شىء صعب يصبح كل شىء مباح أو على الأقل سوف يصبح رد الفعل تجاه الخطأ متراجعا لا يليق به، وسينتشر الخوف على المستقبل الذى سينعكس حتما على التنشئة فى البيت، ولن يستطيع الأب الفقير أن يدعو أبناءه للحلم، وسيخرج جيل يراهن على «أن الجنيه غلب الكارنيه»، وسوف تصبح حكمة «اللى معاهوش ما يساويش» هى السائدة والمسيطرة، وعندها لن نكون قادرين على وضع حد لهذا التردى المذهل.
 
من نتائج ثقافة الغلاء أيضا الهجرة غير الشرعية، التى أصبحت هاجسا يطارد الجميع، فالناس يتحدثون عن الهجرة غير الشرعية وضحاياها، ويتساءلون كيف يذهب الإنسان للبحر، وهو يعرف أن السماسرة الذين سيعبرون به نصابون ولا يهتمون بحياته ويودون موته غرقا، ولن يتذكروا اسمه أو وجهه فى حالتى غرقه أو نجاته، وأن نسبة وصوله للبر الآخر ربما لا تصل لـ5% وحتى بعد وصوله فكم هى المعاناة التى سيجدها هناك، لكن لو سألنا أحد الفارين عبر هذا النوع من السفر، سوف يتحدث معك بطريقة أخرى عن «الخوف والضياع وقلة الحيلة». 
 
هذه الأزمات ليست جديدة، علينا ولو راجعنا تاريخ الفقراء فى مصر لوجدنا أنهم تقريبا يعيشون فى هذه الحالة بشكل دائم، لكن المختلف الآن، هو الانتشار التكنولوجى الشديد الذى يحول الثقافات الفردية لثقافات عامة، حتى إننا ذات يوم سوف نفاجأ بتغيير فى كل القيم المجتمعية، التى كنا نعرفها، وسينهار قانون الأخلاق العامة، حدث ذلك فى السبعينيات بعد الانفتاح المريع الذى قام به الرئيس السادات ويومها تغيرت كل القيم المجتمعية، وضاعت الطبقة الوسطى، وتهاوت تحت المتغيرات المجتمعية الجديدة التى فرضتها سياسة الاستهلاك وتجار الشنطة والقادمون من الخلف. 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بدء غلق مؤقت للطريق الإقليمي لمدة أسبوع بدءا من اليوم

وزارة الزراعة: ضخ 300 ألف طن من الأسمدة خلال الشهرين الماضين مع بداية الموسم الصيفى.. و250 ألف طن مخزون استراتيجي لتلبية احتياجات المزارعين.. وتوافر الأسمدة بجميع الجمعيات التعاونية

أسرع قطارات السكة الحديد.. اعرف مواعيد قطار تالجو اليوم الثلاثاء

نتنياهو يرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام

ترامب: حماس تريد وقف إطلاق النار فى غزة ولا أعتقد وجود عراقيل


غادة عادل وأبطال وتر حساس 2 يبدأون تصوير أول مشاهد المسلسل 20 يوليو

وزارة الصحة توجه نصائح هامة لتجنب مخاطر ارتفاع درجات الحرارة

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 8 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة

مواعيد القطارات على خط القاهرة أسوان والإسكندرية أسوان والعكس اليوم الثلاثاء

رئيس إشبيلية يُغري ياسين بونو بالعودة إلى الليجا


مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

7 أخبار لا تفوتك اليوم الإثنين 7 - 7 - 2025

للمرة الثانية..السيطرة على حريق مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تبدأ التبريد.. صور

بوتين يوقع قانونًا يسمح للأجانب بالانضمام للجيش الروسي

الصحة تنشر أرقاما للرعاية الحرجة والعاجلة بديلا عن 137 بعد حريق السنترال

الصحة تعلن أرقاما بديلة للإسعاف فى بعض المحافظات بعد تعطل الخط الساخن 123

رجال الحماية المدنية يعلنون السيطرة على حريق سنترال رمسيس وبدء عمليات التبريد

المباحث تستمع لأقوال شهود العيان لكشف ملابسات حريق سنترال رمسيس

كثافات مرورية ناتجة عن حريق سنترال رمسيس بوسط المدينة

تأثر خدمات الاتصالات جزئيًا بعد حريق سنترال رمسيس.. ومحاولات لإعادة التشغيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى