«ثأر الله».. الحسين ثائراً وشهيداً

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف

«فلتذكرونى حين يختلط المزيف بالشريف/ فلتذكرونى حين تشتبه الحقيقة بالخيال/ فلتذكرونى فى الدموع/ فلتذكرونى حين يستقوى الوضيع/ فلتذكرونى حين تغشى الدين صيحات البطون»، فى ذكرى رحيل الإمام الحسين تطل علينا حكاياته الكثيرة، القديمة منها والمعاصرة الحديثة، فقد تعرض حفيد النبى لكثير من الظلم حيا وميتا، وإلى اليوم، فيكفى أن نتحدث عن المسرحية الممنوعة «ثأر الله»، لندرك أن سيوف بنى أمية لا تزال تطارد سيد شباب أهل الجنة.

قبل نهاية الستينيات وتأثرا بأحداث 1967 وبالشعور العام بالغبن والظلم والكارثة التى حلت على الجمع كتب الكاتب الكبير عبدالرحمن الشرقاوى مسرحيتيه الشعريتين «الحسين ثائرا والحسين شهيدا»، وفى نهاية سنة 1972 كان المخرج الكبير كرم مطاوع متأثرا بزيارة قام بها سنة 1970 لكربلاء قد شرع فى إعداد مسرحية «ثأر الله»، وذلك بعد أن تم دمج الجزأين معا، وحينها كان القدير عبدالله غيث سيقوم بدور الحسين، لكن هذا الأمر لم يحدث حتى الآن رغم مرور 44 عاما على «البروفة» الأخيرة.

يومها رغم دعوة كرم مطاوع للكثير من الفنانين والمثقفين لمشاهدة المسرحية قبل عرضها، لكن الأزهر اعترض وكان الاعتراض بسبب تجسيد شخصيات الحسين والسيدة زينب والصحابة على خشبة المسرح، ولما كان كرم مطاوع مصرًا على إتمام العمل، لذا اقترح على أن يكون دور الحسين على طريقة «الراوى» فيقول عبدالله غيث «يقول الحسين: ...» لكن التعنت استمر، حتى أن البعض أرجع عدم موافقة الأزهر لأمر شخصى كان بين الكاتب عبدالرحمن الشرقاوى والشيخ عبدالحليم محمود وتلاميذه.

مات عبدالرحمن الشرقاوى 1987 ورحل كرم مطاوع 1996، فتقدم المخرج الكبير جلال الشرقاوى سنة 2000 إلى الشيح محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر، حينها بمعالجة للمسرحية، وتم تحويل الأمر لمجمع البحوث الإسلامية، وقد حضر جلال الشرقاوى أحد اجتماعاتهم وناقشهم فى الأمر لكنهم رفضوا، أيضا، مدعين أن المسرحية تثير الفتنة بين السنة والشيعة، وبالطبع لم تكن هذه آخر المحاولات ففى السنوات الأخيرة كانت هناك محاولة جادة من المخرج عصام السيد، لكنها لم تنجح أيضا.

وبعد كل هذه السنوات يمكن القول بأن الأسباب التى كان يسوقها رجال الأزهر للرفض بطلت تماما، فالدراما تجاوزت ذلك الأمر وقدمت مسلسلات مثل «عمر» و«الحسن والحسين» وغيرها الكثير، وأصبح ظهور شخصيات الصحابة أمرا مقبولا، كما أن الخلاف بين السنة والشيعة يصنعه رجال الدين أكثر مما يصنعه الأدب والفن، ولذا علينا حسم هذا الأمر، وحلمى النمنم ووزير الثقافة جزء أساسى فى حل هذه المعضلة.

إن الإمام الحسين ومأساته يستحقان أن يلقى عليهما الضوء، أولا لجلال شخصه، وثانيا لأن ظروفه تصلح دائما لفهم كثير من العقلية العربية وأهوائها وتقلباتها.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

"إنت الوحيد".. أغنية من كلمات وألحان تامر حسني في ألبومه بتوقيع شريف مكاوي

محمد صلاح يتفوق على يامال وفينيسيوس في سباق أفضل أجنحة العالم

منة القيعى بين "يا بخته" مع الهضبة و"كلام فارغ" مع أصالة

المقاولون العرب يقترب من ضم ثنائي كهرباء الإسماعيلية في الميركاتو الصيفي

غدًا.. انتهاء ماراثون امتحانات الثانوية العامة 2025


للأزواج.. إجراء بمحكمة الأسرة لو زوجتك طالبتك بنفقات غير مستحقة

اختبارات القدرات 2025 تبدأ السبت.. هل يمكن استرداد الرسوم حالة الرسوب؟

الجبهة الوطنية: القائمة الوطنية تضم كوادر وكفاءات تثرى مجلس الشيوخ القادم

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

الحرارة تصل 42 درجة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025


أخبار × 24 ساعة.. الإسكان: طرح كراسات شروط حجز 113 ألف شقة 15 يوليو

أيمن الرمادى: القبانى أخطأ فى تصريحاته ضدى وأنا مش زعلان منه

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

الزمالك يكرم أيمن الرمادى بعد التتويج بكأس مصر

بتروجت: علاقتنا قوية مع الزمالك ولكننا متمسكون باستمرار حامد حمدان

منتخب 20 سنة يواصل برنامجه التدريبى.. ونبيه يشيد بالروح الجديدة

السجن 10 سنوات لـ7 متهمين بدفن شاب حيا داخل ماسورة مياه فى المحلة

الخارجية الأمريكية: ترامب متفائل بشأن التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة

بطل من الحماية المدنية.. يصر على عدم النزول من السلم حتى إخماد حريق سنترال رمسيس

استمرار التسجيل فى مسابقة دولة التلاوة عبر منصة وزارة الأوقاف حتى 8 أغسطس.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى