ختان الإناث.. وغياب الثقافة

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
من الرائع أن تهتم الدولة بقضية «ختان الإناث»، وأن تقوم ممثلة فى وزارة الصحة بصناعة دائرة معرفية كبرى للمواطنين حول هذا الموضوع والسعى للتأثير فيهم بكل الطرق الممكنة، لكن هناك مؤشرا خطيرا حدث ويجب التوقف أمامه دون اتهام أو تخاذل، وهو أن وزارة الصحة قامت بمخاطبة كل من الأوقاف والكنيسة للمشاركة فى التوعية وتوضيح الموقف الدينى من هذه العملية التى يتعرض لها البنات فى مصر بشكل ممنهج، وأثناء ذلك لم يأت أى ذكر لوزارة الثقافة أو لدورها وقدرتها على صناعة الوعى فى الشارع المصرى وتغييره.
 
حدث هذا مع أن وزارة الثقافة هى الضلع الأول فى أى تجمع توعوى خاصة فى مثل هذه القضايا التى يمكن بسهولة وصفها بالشائكة، وفى تحليلنا لهذا الأمر نجد أنفسنا أمام تفسيرين لوزارة الصحة إما أن عدم دعوة وزارة الثقافة للمشاركة هو نوع لغياب التنسيق بين مؤسسات الدولة وهو أمر كما تعلمون يحدث كثيرا، أو، وهو الأمر الأخطر، أنه شك فى قدرة «الثقافة» على إحداث الوعى المطلوب فى الشعب.
 
ونقول إنه لو كان الأمر غياب تنسيق فيمكن تداركه وإعادة التواصل مع الوزارتين، بعدها تقوم «الثقافة» بالتحرك ووضع خطة بالتوازى مع المؤسسات الدينية للوصول للآباء والأمهات فى البيوت والتلاميذ والتلميذات فى المدارس والعاملين والعاملات فى مواطن عملهم المختلفة وإيضاح الأثر النفسى والاجتماعى لظاهرة الختان.
 
كذلك بعد التنسيق يمكن لقصور الثقافة أن تستضيف أطباء متخصصين لمناقشة الأمر طبيا والتعريف بمدى أثره الصحى على البنات ومستقبلهن، كذلك استضافة رجال دين مسلمين ومسيحيين يتناولون الأمر خاصة أن كثيرا من المجتمع المصرى لا يقر فى أذهانهم إلا ما يقول به رجال الدين.
 
كما يمكن للثقافة أن تطبع فى هيئاتها الكثير من الكتب التى تعرضت لهذه الظاهرة والتى وضحت أضرارها النفسية والصحية وأن يتم توزيع هذه الكتب فى كل مدارس مصر على مختلف محافظاتها، حتى يمكن بناء مجتمع لديه الوعى المناسب للتعامل مع هذا الأمر.
 
والخلاصة فى هذا الأمر أنه يمكن للثقافة بمواقعها المختلفة فى حالة التنسيق أن تقوم بدور الإطار الذى تتم من داخله الرسائل بدلا أن تكون مكتفية بالمساجد والكنائس فقط، وذلك لتشعب مداخل الثقافة وتنوع طرقها وسهولة وصولها إلى كل مكان.
 
كل الذى ذكرناه سابقا متعلق بحالة لو كان تجاهل «الصحة» لوزارة الثقافة ناتج عن غياب التنسيق بين الوزارات ومؤسسات الدولة المختلفة، أما لو كان الأمر ناتج عن عدم ثقة فى وزارة الثقافة فهذا شأن آخر.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة للعام 2025/2026.. قبول 2757 طالبا بعد اختبارات دقيقة بأحدث التقنيات.. 48 ألف متقدم والنتيجة تعتمد على الشفافية.. اختيار عناصر نسائية وخريجى الحقوق

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام


تقارير: غياب مرموش ضربة قوية للسيتي ومصر ثاني المرشحين لحصد أمم أفريقيا

بدء إبلاغ المقبولين بكلية الشرطة بنتائج القبول للعام الدراسى الجديد

مستشار الرئيس للصحة يوصى بالبقاء بالمنزل عند الشعور بأعراض الأنفلونزا "A"H1N1

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة


قبول 800 طالب من الحاصلين على الثانوية بأكاديمية الشرطة

وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة

ألمانيا تحبط هجوما إرهابيا على سوق عيد الميلاد واعتقال 5 أشخاص

تفاصيل عرض المليون دولار من برشلونة لضم حمزة عبد الكريم وموقف الأهلي

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

اعرف كيفية الحصول على نتيجة كلية الشرطة لعام 2025/2026

حكام مصر الستة يتوجهون إلى المغرب للمشاركة فى أمم أفريقيا

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

أكاديمية الشرطة تعلن نتيجة الطلاب المتقدمين لها اليوم

عمر مرموش فى اختبار صعب مع مان سيتي أمام كريستال بالاس قبل أمم أفريقيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى