عمرو النحاس يكتب: طعمها مر

ورقة وقلم = أرشيفية
ورقة وقلم = أرشيفية
لم تمر سوى أيام قليلة على أزمة ألبان الأطفال التى شهدتها مصر وعقب بداية انفراج الأزمة طالعتنا الصحف ببداية أزمة جديدة فى أنابيب البوتاجاز، وفى حين لم يتنفس كل من الحكومة أو المواطن الصعداء بعد مجموعة الأزمات المتلاحقة تفاجئنا جميعا بأننا نعانى من أزمة جديدة سببها عدم توافر السكر فى مصر.
فما الذى يحدث ؟ سؤال لن تجد له أى إجابة، فالجميع يلقى بالمسئولية على الجميع وسينتهى بك الحال كالباحث عن الجانى فى قضية قتيل تفرق دمه بين القبائل! ولعلك يجب ألا تندهش عندما تسمع أو تشاهد مداخلة تليفونية لرئيس الاتحاد العام للغرف التجارية عبر إحدى القنوات الفضائية مشيراً إلى أن أزمة السكر –على سبيل المثال- سببها هو توقف التوريد والتوزيع والذى حدث أثناء الفترة ما بين استقالة وزير التموين السابق واستلام الوزير الجديد لمهام منصبه، ومشدداً على أن سبب الأزمة ليس كما أعلنت بعض المصادر الحكومية من نقص مخزون السكر الحالى.
المصادر الحكومية نفسها ألقت بالكرة مرة أخرى فى ملعب إتحاد الغرف التجارية، مدعية قيام الأخير بافتعال أزمة لتقليل المعروض من السكر بالسوق بحجة عدم توافر اعتمادات مالية من البنك المركزى !! والسؤال نفسه مجدداً أين هى الحقيقة؟ ومن نصدق؟ وعلى من نلقى باللوم والمسئولية؟ أو بالعامية "السكر فين" !
أيها السادة، إن المشكلة تتعدى بكثير مجرد أزمة مستمرة فى سلسلة توريد أغلب المنتجات والسلع الإستراتيجية فى مصر أو فى كونها إجراءات ولوائح وروتين حكومى يومى، بل تتسع لتشمل أزمة حقيقية فى طريقة اكتشاف الأزمات ذاتها والتعامل معها، ودعونا نتفق أن مجرد تشكيل لجان ومجموعات لا تقدم سوى روشتة تعد بمثابة مسكن مؤقت لم يعد يجدى أو يضيف شيئاً لواقعنا المعاصر.
التجارب الدولية للتعامل مع مثل هذه المواقف عديدة، بل وربما لا يخفى على أحد مسئول كان أو حتى مواطناً عادياَ أن الخلل والمشكلة تكمن فى النظام نفسه بكافة مراحله التى يشملها، بدءاَ من الزراعة والرى ومرورا بالإنتاج والتوزيع ووصولاَ للتخلص من النفايات وإعادة تدويرها مرة أخرى، فكل ما ينقصنا فقط هو أن نذهب للطبيب المناسب وألا ينتهى بنا الحال كمن يطلب الحليب من البراشن !
ودعونا نتأمل فى النهاية مفهوم كلمة أزمة فــ اللغة الصينية والتى تنطق (Ji-Wet) وهى عبارة عن كلمتين: تدل الأولى على الخطر والأخرى تدل على الفرصة التى يمكن استثمارها، وهنا تكمن البراعة الصينية فى تصور كيف يمكن تحويل الأزمات وما تحمله من مخاطر إلى فرص لإيجاد الحلول، فهل لا تزال هناك فرصة لإعادة السكر إلى حياة المواطن المصرى قريباً أم سيظل "طعمها مر".
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قائمة الاتحاد السكندرى لمباراة البنك الأهلى.. عودة شريف ونور واستمرار غياب علاء

الوكرة يحقق الفوز الأول بالدورى القطرى على حساب الدحيل بمشاركة حمدى فتحى

حسام حبيب: شيرين عبد الوهاب بخير ومرورها بوعكة صحية كذب

هل تتعرض البلاد لموجة شديدة الحرارة خلال الأيام المقبلة؟

الصفحة الرسمية لمنتخب مصر: "استاد القاهرة هيتلون بعلم مصر 5 سبتمبر أمام إثيوبيا"


البرازيلى خوان ألفينا لاعب الزمالك وزوجته فى زيارة للأهرامات.. صور

القطار السريع يحقق المعادلة الصعبة.. ساعتان من العين السخنة للإسكندرية بسرعة 250 كم وتجربة استثنائية للسفر.. وعربات بطابقين في القطار الإقليمي لأول مرة في البلاد.. وجرار البضائع يصل مصر قريبا.. صور

الداخلية تضبط متهما زعم صلته بتجار مخدرات وآثار واستعداده لتقديم معلومات عنهم

بعد إعلان رؤية هلال ربيع الأول.. تعرف على موعد المولد النبوى الشريف 1447

دار الإفتاء: غدا الأحد أول أيام شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا


أول تعليق من بيب جوارديولا بعد خسارة مان سيتى ضد توتنهام

مان سيتي يسقط أمام توتنهام بثنائية ويتلقى أول هزيمة في الدوري الإنجليزي

البحوث الزراعية تحذر من منتجات زيت زيتون يتم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي

مانشستر سيتي ضد توتنهام.. السبيرز يتفوق 2 - 0 فى الشوط الأول "فيديو "

سيدة تطالب بتعويض 20 مليون جنيه من الزمالك لظهور رقمها في إعلان "الدباغ"

سقوط أوراق التين رواية تبحث عن مواجهة الشر.. مينا عادل جيد: لا أخشى الموضوعات الشائكة.. وطيف "دون كيخوته" ملمح أساسي في أعمالي.. صغت لغة أقرب للترجمات عن القبطيّة للعربية.. وفكرتي هي خلق النظام في وجه الفوضى

وزيرة البيئة: احتواء بقعة زيتية خفيفة بالنيل.. ومحطات مياه الشرب لم تتأثر

الأهلى يستعد للإعلان عن تعيين أسامة هلال فى رئاسة لجنة التعاقدات

برأت ساحة ترامب.. جيسلين ماكسويل شريكة إبستين: لا أعتقد أنه مات منتحرا

سباق الحذاء الذهبي في أوروبا يشتعل مبكرا.. هاري كين يدشن موسمه مع بايرن ميونخ بهاتريك تاريخي.. جواو بيدرو يتألق مع تشيلسي.. أمم أفريقيا 2025 تهدد حلم محمد صلاح.. ومبابي وهالاند يستعدان للانقضاض على الجائزة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى