"س وج".. كل ما تريد معرفته عن "اقتصاد الحرب".. أول وأكثر الدول تطبيقًا له أمريكا.. استخدمته مصر أثناء حرب أكتوبر.. ويتضمن خفض الاستهلاك والاستيراد وتشجيع المنتج المحلى وزيادة الادخار

حرب أكتوبر
حرب أكتوبر
كتبت دانه الحديدى
تخوض الحكومة المصرية الآن معركة من نوع جديد وفق خطط جريئة وطموحة للتعامل مع الأزمات الاقتصادية المتلاحقة فى الفترة الأخيرة، حيث علم "اليوم السابع"، أن اجتماعات مكثفة وطارئة تتم على مستوى ووفق مناهج علمية مدروسة لوضع تصور لخطة إجراءات حاسمة وطموحة لإنقاذ الاقتصاد المصرى من عثراته.
 
وقالت مصادر مطلعة، لـ"اليوم السابع"، إن الاعتماد فى الفترة المقبلة سيكون على اقتصاد حرب، حيث تعيش البلد «ظروف استثنائية» حقيقية منذ ثورة 30 يونيو وتُواجه بحروب متعددة وبأشكال متنوعة وليست حروبًا نظامية بالمعنى التقليدى، تظهر فى مجموعة من الأزمات المتلاحقة منذ يناير 2011، من ضمنها ارتفاع نسب البطالة وتعثر مئات المصانع وتوقفها عن العمل، وتباطؤ حركة الإنتاج وتراجع معدلات الاستثمار إلى أدنى مستوى، وارتفاع الدين المحلى، وتزايد الاستيراد من الخارج، إلى حروب الإرهاب الجديد المدعوم من الخارج، وفيما يلى أهم المعلومات عن "اقتصاد الحرب":
 
 

ما هو اقتصاد الحرب؟

 
اقتصاد الحرب "war economy" هو مجموعة من إجراءات الطوارئ التى تتخذها الدولة لتعبئة اقتصادها للإنتاج خلال فترة الحرب، لوضع نظام لإنتاج الموارد وتعبئتها وتخصيصها لدعم المجهود الحربى، وتشمل أيضًا اتخاذ بعض الإجراءات لزيادة معدلات الضرائب.
 
 

هل يختلف تطبيق اقتصاد الحرب من دول لأخرى؟

 
نعم، لكل دولة الحق فى اتخاذ التدابير اللازمة فى حالة فرض نظام "اقتصاد الحرب"، بما يتوافق مع أوضاعها الداخلية وما تراها السياسات الأنسب للتطبيق.
 
 

متى ظهر مفهوم اقتصاد الحرب للمرة الأولى؟

 
تعتبر الحرب الأهلية الأمريكية "1861-1865"، أول النماذج المعروفة لتطبيق اقتصاد الحرب، كما ظهر هذا المصطلح بوضوح خلال الحرب العالمية الثانية، فى خطاب للرئيس الأمريكى فرانكلين روزفلت الذى قال فيه إنه فى حالة انتصار دول المحور فى الحرب، فسيتحتم على الجميع التحوّل إلى قوى عسكرية مبنية على أسس اقتصاد الحرب، مع العلم أن الولايات المتحدة الأمريكية من أكثر الدول تطبيقًا لاقتصاديات الحرب فى فترات متلاحقة، أبرزها الحرب العالمية الأولى والثانية، وحرب فيتنام.
 
 

ما هى أشهر الحالات التى طبق فيها اقتصاد الحرب؟

 
تعتبر الحربان العالميتان أشهر الحالات التى طبقت فيها اقتصاديات الحرب، خاصة فى الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، حيث وسعت الولايات المتحدة من صلاحياتها الحكومية، خلال الحرب العالمية الأولى، بإنشاء مجلس الصناعات الحربية (WIB) لزيادة الإنتاج العسكرى، وإدخال نظام التوقيت الصيفى لتوفير الفحم والنفط، مع زيادة إنتاج الحبوب، وتمت إعادة تلك الإجراءات عند نشوب الحرب العالمية الثانية، مع فرض ضرائب وسندات حرب.
 
 
أما بالنسبة لألمانيا، فتضرر القطاع الزراعى الألمانى بشدة خلال الحرب العالمية الأولى، بسبب الضغط عليه لتلبية مطالب المجهود الحربى، ما أدى إلى حدوث نقص فى المواد الغذائية، وهو ما استدعى فرض نظام ترشيد غذائى وتحديد حد أعلى للأسعار لمنع التربح، لكن تلك التدابير لم تكن ناجحة وأدت إلى حالة من الانهيار الاقتصادى بعد الحرب، لكن فى الحرب العالمية الثانية، قدم النازيون سياسات جديدة لم تؤد فقط إلى انخفاض معدل البطالة، ولكنها خلقت آلة حربية هائلة، وذلك بالتوسع فى بناء المصانع لتلبية متطلبات التوسع العسكرى، ما أدى توفير الكثير من الوظائف، كما استخدم الألمان اقتصاديات الدول التى قاموا باحتلالها على رأسها فرنسا، لدعم مجهودهم الحربى.
 
 

وهل تم تطبيق "اقتصاد الحرب" فى مصر؟

 
طبقت مصر "اقتصاد الحرب" فى الفترة من 1967 حتى عام 1973، حيث أدت هزيمة 67 إلى نتائج كارثية على الاقتصاد المصرى، أهمها فقدان مصر 80% من معداتها العسكرية، ما استدعى تمويل شراء معدات عسكرية بديلة، وفقدان سيناء بثرواتها البترولية والمعدنية وإمكانياتها السياحية، كذلك فقدان مصر لإيرادات قناة السويس، والتى بلغت عام 1966 نحو 95.3 مليون جنيه، حوالى 219.2 مليون دولار فى ذلك الوقت بما يمثل 4% من الناتج المحلى الإجمالى ذلك العام، كما بلغت خسائر العدوان على منشآت قناة السويس مليار جنيه، مع فقدان 37 مليون جنيه من الإيرادات السنوية، وتدمير فى 17 منشأة صناعية كبيرة بخسائر بلغت 169 مليون جنيه.
 
 

ما هى أهم ملامح اقتصاد الحرب فى تلك الفترة؟

 
شهدت الفترة ما بين الحربين إطلاق حملة قوية لخفض معدلات الاستهلاك تحت شعار (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة)، والتى تتمثل فى برامج تقشف استهلاكى على كل المستويات ما خفض نسبة الواردات وزيادة معدلات الادخار، كذلك إطلاق حملة لتشجيع المنتجات المحلية ما ساهم فى زيادة الإنتاج المحلى، وإطلاق حملة ضخمة للتبرع إلى المجهود الحربى على كل المستويات.
 
 

وما هى الإجراءات الاقتصادية التى اتخذتها الحكومة المصرية خلال حرب أكتوبر 1973؟

 
فى فبراير 1973 أعلن الدكتور عزيز صدقى، رئيس الوزراء تفاصيل «ميزانية المعركة»، وهى إجراءات التعبئة الاقتصادية التى سيتم تطبيقها فى حال نشوب الحرب، وتتمثل فى تحويل الموازنة العامة إلى موازنة المعركة لتوفير جميع طلبات القوات المسلحة خلال الحرب وتمويل كل المتطلبات الناتجة عنها، وإعادة النظر فى خطة التصدير والاستيراد لتوفير النقد الأجنبى، مع العمل على إحلال المنتجات المحلية بديلا للمستوردة، وتخفيض الاستثمارات مع تأجيل تنفيذ المشروعات التنموية الطويلة الأجل التى ليس لها مردود فى العام نفسه، أو لا علاقة لها بالمعركة، كذلك تخفيض فى أنواع الإنفاق المختلفة بالمصالح الحكومية والقطاع العام.
 
وعند نشوب الحرب فى السادس من أكتوبر 1973، طبقت الحكومة تلك الخطة مع إطلاق «سندات الجهاد»، وهى شهادات استثمارية الهدف منها دعم الدولة والقوات المسلحة خلال الحرب وتم طرحها للمواطنين فى جميع البنوك، وبلغت حصيلة تلك السندات بعد شهر واحد فقط من بدء الحرب 7 ملايين جنيه، وفى وقت لاحق من العام نفسه أعلنت الحكومة أن الاكتتاب فى «سندات الجهاد» إجبارى، باستثناء محدودى الدخل من المواطنين.
 
 

إلى أى مدى ساهم اقتصاد الحرب فى انتصار أكتوبر؟

 
تعد السياسة الاقتصادية المطبقة فى ذلك الوقت من أهم أسباب انتصار مصر فى حرب السادس من أكتوبر، نظرًا لنجاحها فى حشد الجهود الرسمية والشعبية لصالح متطلبات الحرب، مع الوفاء فى الوقت نفسه الوفاء بمتطلبات الشعب الضرورية.
 

وهل تحتاج مصر لتطبيق اقتصاد الحرب بالوقت الحالى؟

 
تعانى مصر حاليًا من آثار اقتصادية شديدة الصعوبة، تسببت فيها أزمات متوالية منذ عام 2011، وهو ما يظهر حاليًا فى ارتفاع سعر الدولار والذهب لمعدلات غير مسبوقة، كذلك انخفاض معدلات السياحة وانخفاض الاحتياطى النقدى الأجنبى، بجانب حرب مصر المستمرة على الإرهاب، وهو ما يستلزم تطبيق سياسة اقتصادية تتضافر بها كل الجهود الحكومية والشعبية لحين العبور من تلك المرحلة الحرجة.

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جنود إسرائيليون يتنكرون في زى نسائى لاختطاف قائد بحركة حماس.. تفاصيل

رويترز: بدء مكالمة الرئيسين الأمريكي والروسى حول عدد من الملفات

مقترح الرابطة يمنح قبلة الحياة لـ3 أجانب فى الأهلي قبل مونديال الأندية

ملف تجديد عبد الله السعيد للزمالك يدخل النفق المظلم

التحريات بسرقة الدكتورة نوال الدجوي: أحد المترددين على الفيلا وراء الواقعة


تزوجى من غيرى ولا تحرمى نفسك من شىء.. آخر كلمات إيلى كوهين فى وصيته

كريم نيدفيد يفضل الانتقال لهذا النادى بعد الرحيل عن الأهلى

ترتيب الحذاء الذهبي الأوروبى 2025.. مبابي يتفوق على محمد صلاح

الرئيس عون يصل القاهرة فى زيارة رسمية

فحص كاميرات المراقبة لكشف هوية المتهم بسرقة مسكن الدكتورة نوال الدجوي


ماذا كتب الجاسوس الإسرائيلى إيلى كوهين فى وصيته قبل إعدامه بساعات؟

الجزائري فريد الملالي يطلب مليون دولار للانتقال للزمالك

سعيد الشحات يكتب : ذات يوم 19مايو 1971.. القبض على فتحى الديب "رجل عبدالناصر فى الثورات العربية" بعد يوم من اتصال السادات به لتكليفه بمهمة السفر إلى ليبيا واتهامه بالعمل على "بلبلة الأفكار"

الأكبر منذ 20 عاما.. مظاهرات فى هولندا تندد بمجازر الاحتلال فى غزة.. فيديو

مواعيد مباريات الجولة الثامنة من مرحلة حسم الدوري والقناة الناقلة

"ليلة التتويج".. موعد آخر ظهور للأهلى وبيراميدز فى الجولة الأخيرة للدوري

اليوم.. الرئيس السيسى يستقبل الرئيس اللبنانى جوزاف عون

وزارة التعليم: 4 سنوات سن التقدم لـ"kg1" بالمدارس الرسمية للغات لعام 2026

جولة بالأتوبيس الترددى بعد التشغيل التجريبى للمرحلة الأولى بإجمالى 14 محطة.. يعمل بالكهرباء ومدعم بكاميرات مراقبة وهذا سعر التذكرة.. أنفاق داخل المحطات لربطها بجانبى الطريق.. والميكروباص لن يعود.. صور

أمريكا: معظم أفراد طاقم السفينة المصطدمة بجسر بروكلين سيغادرون لبلادهم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى