ساعى بريد نيرودا.. حكاية تشيلى

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم - أحمد إبراهيم الشريف
«دُون بَابلو.. إننى عاشق»، هذه هى الجملة التى قالها «ماريو خمينث» أمام الشاعر الكبير بابلو نيرودا، فى وقار شديد بعدما جفف العرق عن جبهته بيده. 
لا شىء فى هذا العالم يشبه كتابا جميلا ممتلئا بالروح يثير فى نفسك الحب والكراهية والحنين والحلم ويعزلك عن الدنيا قبل أن يلقيك فى معتركها مرة أخرى فتجلس مفكرا وتتساءل كيف منح الله الكاتب هذا القدر من البصيرة كى يرى كل شىء ثم يحكيه لنا؟!. 
 
أعترف نعم تأخرت كثيرا جدا فى قراءة رواية «ساعى بريد نيرودا» للمبدع الكبير أنطونيو سكارميتا، لكننى فى النهاية قرأتها، وعرفت بعدها أن الكتابة محبة من الله يهبها لمن يشاء من عباده، وأن الترجمة الجيدة موهبة عظيمة امتلكها الكبير صالح علمانى.
 
مع الرواية سوف نقف عاجزين أمام ما كتبه الرجل، فالمشاهد منتقاة تكشف الكثير عن شخصيات الرواية، واللغة مفعمة بالجمال الذى يسميه بابلو نيرودا «المجاز»، والحوار بجمله القصيرة التى تليق بمسرح عظيم يعرف وقع الكلمة ومفادها، ويمكن بكل سهولة أن نتعامل مع النص على أساس أنه حكاية عن الفقراء والصيادين وعن تشيلى التى تغلى بفعل السياسة، وعن ساعى البريد ماريو خمينث الذى كان فى وقت ما صيادا كسولا ثم أصبح ساعى بريد يحمل الرسائل لرجل واحد هو شاعر تشيلى العظيم بابلو نيرودا، ثم تطورت العلاقة بينهما ووصلت لدرجة حلم «ماريو» بكتابة «قصيدة» كى يصبح شبيها بـ«نيرودا» صديقه وعراب طفله الوحيد الذى أطلق عليه «بابلو نيفتالى».
 
 يمكن لنا أن نلمح فيما كتبه «سكارميتا» قصيدة حب طويلة، موضوعها الإنسان بكل مما يحويه من أفكار متناقضة، فلدينا الشاعر الأشهر الذى تعتبره البلدة الصغيرة «إيسلا نيجرا» أيقونة مجدها، ولدينا قصة الحب الكبيرة وبطلتها «بياتريث» حبيبة «ماريو» التى قال لها «إن ابتسامتك تمتد مثل فراشة على وجهك» فاشتعل الغرام فى قلبها. 
 
وفى الرواية أيضا حكاية تشيلى الحزينة، حكاية التآمر على سلفادور الليندى وعلى كل الحالمين لهذا البلد، نراقب بحذر كيف تتسع دائرة الانتقام لتأخذ فى طريقها الشاعر الأشهر فى البلاد بابلو نيرودا، المحاصر فى بيته والمريض الذى يحتضر من الحمى وأشياء أخرى والسائل عن البحر «ألن أجد البحر هناك فى الأسفل عندما أفتح النافذة؟ هل أخذوه أيضا، هل حشروا بحرى فى قفص أيضا؟.
 
يظهر الوجه القبيح للأشياء وتمتد يد قاسية تهدم أحلام «ماريو خمينث» البسيطة التى لم تكن تتجاوز فوز قصيدته فى مسابقة شعرية تنظمها إحدى المجللات ورغبة عارمة الذهاب فى رحلة إلى باريس، لكنه ذلك لم يحدث أبدا. 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نتيجة الثانوية العامة 2025.. الإعلان بالدرجات على اليوم السابع خلال أيام

بالأسماء.. إصابة 13 شخصا إثر انقلاب سيارة عمالة زراعية بصحراوى البحيرة

معلومات الوزراء: التجارة العالمية تقف عند مفترق طرق

"اليوم السابع" يحصل على حق إعلان نتيجة الثانوية العامة 2025

25 ألف دولار غرامة على الزمالك بسبب تأخر سداد قيمة صفقة أحمد الجفالي


خريطة مدارس التكنولوجيا التطبيقية والتخصصات وشروط القبول للعام 2026

النصر السعودي يخطط لصفقة تبادلية لضم بوليسيتش من ميلان

انقلاب سيارة نقل مقطورة بترعة فى الصف

الزمالك يرفض الاستسلام فى صفقة محمود غربال ويجهز عرضًا مغريًا

القبض على مواطن أمريكي في تكساس بتهمة توجيه تهديدات لـترامب عبر الإنترنت


إبراهيم سعيد أمام المحكمة من جديد بعد قضاء فترة حبسه.. اعرف التفاصيل

الكنيسة القبطية تقيم صلاة اللقان احتفالا بعيد الرسل.. طقس كنسى فريد يجسد روح الخدمة والمحبة كما فعل السيد المسيح.. الماء المقدس يرش على الشعب ويستخدم للشفاء.. وهذا سبب إقامته 3 مرات فقط

منتخب مصر يواجه إثيوبيا 5 سبتمبر باستاد القاهرة فى تصفيات المونديال

نتيجة الثانوية العامة 2025.. جار تصحيح المواد لتجهيز النتيجة

نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. جاهزة على الاعتماد والإعلان

"يا حلاوة".. كيف صنع مظهر أبو النجا أحد أشهر الإفيهات فى السينما المصرية؟

صور جديدة من كواليس مسلسل 2 قهوة والعرض فى الأوف سيزون

وائل جسار يُحيى حفلا غنائيا فى لبنان اليوم

تعرف على مواعيد القطارات على خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم السبت

موعد انطلاق فترة إعداد الأهلي للموسم الجديد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى