«المستريحين».. وشعب العتبة الخضراء

 كريم عبد السلام
كريم عبد السلام
بقلم : كريم عبد السلام
ما زال مسلسل المستريحين النصابين مستمرا، رغم كل التحذيرات والتنبيهات فى وسائل الإعلام، ورغم الدعوات المتكررة للمواطنين لإيداع فوائض مدخراتهم بالبنوك، لماذا؟ الله وحده أعلم بنفوس المصريين الباحثين عن مكسب سريع دون جهد، ويقاطعون البنوك أو المشروعات التى تحتاج صبرا وبناء فى المستقبل.
 
متى تغيرت نفوس المصريين وأحلامهم، لتصبح خيالية تبحث عن الغنى الفاحش السهل دون تعب؟ ومن جعلهم على الدوام فريسة سهلة لكل نصاب يجمع الملايين بدعوى تشغيلها ثم يكتشف الضحايا الحقيقة المرة، فيلجأون للحكومة أو للإعلام بحثا عن مخرج.
 
المستريحون أو النصابون الجدد يخدعون الناس بطريقة واحدة، ويستولون على أموالهم بحجة توظيفها واستثمارها مقابل فوائد كبيرة، وبعد دفع الفائدة غير المعقولة، التى يمكن أن تصل إلى 30% من أصل الأموال شهريا مرة أو مرتين يتوقف النصاب عن الدفع، لأنه ليس ساحرا ولا فاعل خير، ويبدأ المودعون بالتذمر والهلع ثم اللجوء للشرطة.
 
القرى والمدن الصغيرة والمدن الكبرى، سواء فى ظهور المستريحين، وكذا الصعيد والدلتا سواء، لا فرق بين قنا ورشيد والدقهلية والغربية والقاهرة، النسخة المعتمدة من النصابين واحدة والطريقة واحدة، والمخدوعون أشكال وألوان، ومن جميع الفئات، فلماذا تتكرر حوادث النصب بنفس الأسلوب والطريقة؟
 
الملاحظ أن جميع النصابين يوهمون ضحاياهم بأنهم يشاركون فى مشاريع استثمارية كبيرة، وأنهم يوظفون الأموال فى أنشطة مثل المقاولات وتجارة السيارات والمحمول والذهب وغيرها، ويستجيب الضحايا على أمل أنهم يشاركون فى مشاريع كبرى، وسيحصلون على نتيجة مشاركتهم دون تعب، وهنا مربط الفرس، لماذا يوكل كثير من المواطنين غيرهم بالعمل بدلا من أن يعملوا هم؟ لماذا يفضل كثير من المواطنين تسليم مدخراتهم أو تحويشة العمر لشخص غريب بدلا من المبادرة أو المغامرة فى مشروع صغير مضمون الملكية، ويستطيع صاحبه أو صاحبته إدارته والإشراف عليه مباشرة؟
 
لأن ثقافة العمل غائبة، والسائد هو التكاسل والحلم الساذج بالثراء السريع دون تعب أو جهد، سواء بالفوز بجائزة من جوائز القنوات النصابة إياها أو عن طريق وسيط يستثمر أموالنا بفائدة كبيرة تساوى ضعف فوائد البنوك، وعادة لا يفعل ذلك إلا اللصوص والنصابون، ولا يستجيب لهم إلا الخائبون الطماعون.
 
نحتاج بشدة إلى تغيير ثقافة التواكل والكسل والرغبة فى الثراء السريع بدون جهد، لأن الراحة والتنبلة لن تأتى بخير أبدا، والاستجابة لدعوات النصابين لن تعود إلا بالخسران، وإذا كنت تمتلك فائض مال، فعليك بالبنوك واقبل بالفائدة المقررة بدلا من ضياع أموالك كلها، أو ابدأ مشروعك الصغير مع أبنائك لتنتج وتكسب، بدلا من أن تنام للظهر، وتقضى ساعاتك على المقاهى.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بطولات صامتة فى مواجهة نيران حريق سنترال رمسيس.. كيف أنقذ رجال الحماية المدنية أرواح العاملين بعد 13 ساعة من العمل المضنى؟.. الإطفائيون يكتبون فصلًا من الشجاعة بعد السيطرة على الحريق ومنع وقوع كارثة أكبر

دين هويسن يلحق بنهائي كأس العالم للأندية حال تأهل الريال

المتهمة بانتحال صفة طبيبة تستأنف على حكم حبسها 14 سنة بتهمة إجراء عمليات

تأجيل توقيع عقد جيسوس مع النصر السعودي

اتحاد الكرة: لا صحة لتحفظ النيابة العامة على عقود اللاعبين بسبب زيزو


تصعيد محتمل فى كردفان.. الجيش السودانى يستعيد منطقتين من يد "الدعم السريع"

الحكومة: سنترال رمسيس سيظل خارج الخدمة أسبوع أو أكثر مع استمرار الخدمات

مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديل قانون التعليم

فرص عمل فى 19 شركة فى الأردن بمرتبات تصل إلى 450 دينار شهريا.. إنفوجراف

وزير الصحة: 27 مصابا فى حادث حريق سنترال رمسيس وانتشال 4 جثامين


5 فئات لتذاكر حفل تامر حسنى بمهرجان العلمين فى دورته الثالثة

الحسابات الفلكية: الصيف يستمر 92 يوما و39 ساعة وهذا موعد بداية فصل الخريف

الزمالك يستعين بكهربا ومعتز إينو والشناوى فى شكوى زيزو لاتحاد الكرة

ترتيب الكرة الذهبية 2025.. صدارة فرنسية ومحمد صلاح رابعًا

الأهلى يخطر أشرف دارى بموقف النادى من العروض الخارجية خلال ميركاتو الصيف

فرص عمل فى الإمارات براتب يصل إلى 24 ألف جنيه شهريا.. التقديم لمدة 4 أيام

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

ريبيرو يستفسر عن تطورات الصفقات الجديدة فى الأهلي قبل التحضير للموسم الجديد

"طلقنى" يجمع كريم محمود عبد العزيز ودينا الشربينى للمرة الثانية فى السينما

بي اس جي ضد الريال.. مبابي يتحدى باريس في مواجهة الثأر والانتقام

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى