"رحلة الدم".. إبراهيم عيسى يعيد قراءة الفتنة الكبرى ويرصد "القتلة الأوائل".. الرواية تحكى سيرة عبد الرحمن بن ملجم قاتل الإمام على.. وتتوقف أمام استشهاد عثمان بن عفان والمستفدين منه

إبراهيم عيسى وغلاف كتاب رواية رحلة الدم
إبراهيم عيسى وغلاف كتاب رواية رحلة الدم
كتب أحمد إبراهيم الشريف

"كانت (نائلة) تفيق من غشيتها تحاول أن تتحرك فلا تقدر، وحين رفعت عينيها وسط غبش الدمع والدم والعرق فى جفنيها ورموشها رأت من عرفت أنه عمرو بن الحمق، وقد برك على فخذى عثمان وثبت ركبتيه على الأرض وأمسك سيفه بين قبضتيه وهوى على صدر عثمان يطعن ويعد:

- واحدة

ثم ينزع السيف من صدر عثمان مكسوا بالدم ونازفا، ثم ينزل به مرة أخرى ويطعن بقبضتيه:

-      الثانية

ثم يرفع السيف عن صدر عثمان المشقوق متكسر الضلوع ثم يعود لطعنه"

- الثالثة.

ثم يصيح: هذه الطعنات الثلاث فى قلبك يا عثمان أتقرب بها إلى الله".

 

"جميع شخصيات هذه الرواية حقيقية، وكل أحداثها تستند على وقائع وردت فى المراجع التاريخية" على غير المألوف يبدأ إبراهيم عيسى روايته الجديدة "رحلة الدم.. القتلة الأوائل" الصادرة عن دار الكرمة، ذاكرا عددا لا بأس به من المصادر التى اعتمد عليها فى التوثيق للمعلومات، وقد فعل ذلك "عيسى" لأنه يعلم أن هناك قارئا لن يستطيع أن يدرك  الفارق بين التاريخ والرواية وسيعتمد على أن كل ما يتعلق بالصحابة وزمنهم هو حقيقة واضحة.

"الفتنة الكبرى" حكاية أساسية فى التاريخ الإسلامى، تناولها الكثير من المؤرخين والكتاب والشعراء لكن يظل ما قدمه الدكتور طه حسين المرجع الأساسى لكثير من القراء والباحثين والمتابعين وفى الفترة الأخيرة انشغلت الدراما أيضا بهذه المنطقة التاريخية الخطرة وظهرت مسلسلات مثل "الحسن والحسين" كما قدمتها الدراما الإيرانية فى أكثر من عمل، والرواية أيضا خاضت فى هذه المنطقة، وها هو الكاتب الصحفى والروائى إبراهيم عيسى يرصد الحكاية بتقنيات سردية جديدة.

بمقتل الإمام على بن أبى طالب تبدأ الرواية وتحكى كيف ترصد عبد الرحمن بن ملجم بأمير المؤمنين قبل صلاة الفجر وتكشف عن الفكر المسيطر على الخارجى الذى كان يعتقد بأن "عليا" رجل كافر خرج عن الدين، هذا قبل أن تعود بنا الرواية 20 عاما من الأحداث، والجيوش العربية تتوجه لفتح مصر.

 

تحكى الرواية التى يعود بها إبراهيم عيسى بعد أربع سنوات من صدور روايته السابقة "مولانا" التى وصلت للقائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية 2013،  عن المسكوت عنه فى التاريخ الإسلامى، عن الفتنة الكبرى ورجالها وصراعاتها، عن التغيرات والتقلبات وأمام أعيننا نرى رجال الإسلام ونساءه يتحركون أمام أعيننا فها هو عمر بن الخطاب وعلى بن أبى طالب وعمرو بن العاص وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن ملجم المرادى والزبير بن العوام والمقوقس حاكم مصر وعبد الرحمن بن عديس ومحمد بن أبى بكر وأبو زر الغفارى والسيدة عائشة زوج النبى وعمار بن ياسر وغيرهم الكثير ممن صنعوا هذه الأحداث الكبيرة.

 

فى الرواية دماء كثيرة سالت ومؤامرات عديدة تورط فيها الكثيرون ومستفيدون كثيرون أفادتهم الأحداث وآخرون أرقتهم وأزعجتهم، كل ذلك جاء بشكل سردى أزاح عنها جفاف التواريخ ووضع فى داخلها روحا جديدة أضفت مشهدية كبيرة على الأحداث.

ترصد الرواية تحولات عبد الرحمن بن ملجم الذى بدأ قارئا للقرآن فى الجيش الإسلامى، ثم انتهى خارجيا قاتلا للإمام، وكيف أنه كان من أكثر الفرحين بقبول على للمبايعة بعد مقتل عثمان حتى أنه دخل عليه يقول "السلام عليك أيها الإمام العادل والبدر التمام والليث الهمام والبطل الضرغام"، وهنا تكتمل الدائرة التى بدأت بها الرواية فبعد أكثر من 700 صفحة نتذكر الفصل الأول الممتلئ بالشجن عندما ترصد ابن ملجم بالإمام وقتله.      

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ترامب يرقص أمام الجنود الأمريكيين فى قاعدة العديد بقطر.. فيديو

ترامب يصل الإمارات فى ثالث محطات جولته الخليجية

مستشفى الزمالك .. شحاتة ومنسى وبنتايج ينضمون لقائمة المصابين

تقارير: خلافات مع إدارة أورلاندو تقرب "رونالدينيو أفريقيا" من الأهلي

يا رايحين للنبى الغالى.. بعثة حج القرعة: "كارت وإسوارة ووعي"لحج آمن وميسر.. تهيب بضيوف الرحمن الابتعاد عن أشعة الشمس.. تعريف الحجيج بمواقع المخيمات بالمشاعر المقدسة.. ومتابعة لحظية طوال الرحلة


ترامب يطرح فكرة السيطرة على غزة مجددا.. ويؤكد: سأحولها لـ "منطقة حرية"

ليلة من اللهب على ضفاف النيل.. تفاصيل حريق منتصف الليل على كورنيش المنيل

مقتل إنفلونسر فى المكسيك خلال بث مباشر.. والسلطات تؤكد إجراء تشريح للجثة.. صور

الأمم المتحدة: وقف الأعمال العدائية بين أمريكا والحوثيين فرصة لإحياء عملية السلام

قناة أمريكية: تبدد الآمال فى لقاء بوتين وزيلينسكى فى تركيا


"معلومات الوزراء" يستعرض تقرير الأونكتاد حول تقليل الفجوة بين الجنسين فى التجارة العالمية

مندوب العراق بالجامعة العربية لـ"اليوم السابع".. بغداد تعود لقلب المشهد العربى.. التنمية بوابتنا للمستقبل وسبيل الخلاص للمنطقة.. شراكتنا مع مصر نموذج يُحتذى به فى العلاقات.. والعاصمة الإدارية خطوة نحو المستقبل

إيطاليا وفرنسا وإسبانيا يهاجمون نتنياهو بسبب المجازر الإسرائيلية فى غزة

قرار هام من وزير التربية والتعليم لمعلمى الحصة بعد قليل

فى ذكرى النكبة.. الجامعة العربية تدين رفض إسرائيل قرارات مجلس الأمن بالوقف الفورى لإطلاق النار فى غزة

الأونروا تحذر من تفشى الجوع فى غزة واستخدام إسرائيل المساعدات كسلاح حرب

أنجلينا إيخهورست تزور مشروع مترو الإسكندرية: ندعم مشروعات النقل المستدام فى مصر

سيناتور أمريكى: يبدو أن ترامب اعتبر العملية ضد الحوثيين مكلفة للغاية

الرئيس الإيرانى ردا على ترامب: لن نرضخ لأى متنمر

أمير قطر يفاجئ ترامب بهدية غير متوقعة بعد توقيع اتفاقيات تاريخية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى