بريطانيا تبدأ إجراءات الخروج "الناعم" من الإتحاد الأوروبي.. "تريزا ماي" تضع الملامح الخطة وتحدد مارس 2017 موعدا لأولى الخطوات وتدعو أوروبا لتحديد شكل التفاوض.. وعملية الانسحاب من الاتحاد تستغرق سنتين

أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية "تريزا ماي" أمس السبت عن أولى خطوات عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث صرحت بأن الحكومة ستبدأ تنفيذ شروط المادة 50 من معاهدة لشبونا، المنظمة لآلية انسحاب أي دولة طوعيا من الاتحاد الأوروبي، بحلول مارس 2017، لتبدأ بذلك عملية الخروج الفعلي لبريطانيا الذي سيستغرق عامين.

 ومن المقرر أن تلقي "ماي" كلمة أمام مؤتمر حزب المحافظين، حيث ستستعرض خطة الحكومة في عملية الخروج المقرر لها أن تنتهي بشكل نهائي بحلول صيف 2019، وفقا لصحيفة التلجراف البريطانية.

- خروج بريطانيا من الاتحاد يستغرق عامين

واستطردت الصحيفة أن عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي قد تستغرق أكثر من عامين إذا اتفق كل من بريطانيا وجميع الدول الأعضاء الأخرى بشكل جماعي على قرار تمديد وقت التفاوض، ولكن  قالت أن هذا الأمر غير محتمل.

جاءت تصريحات ماي في حديث صحفي مع مذيع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" اندرو مار خلال الافصاح عن مشروع قانون "الإلغاء العظيم" الذي يهدف إلى تبديل جميع قوانين الاتحاد الأوروبي المعمول بها في المملكة إلى قوانين بريطانيا المحلية.

وتابعت ماي "علي باقي أعضاء الاتحاد الأوربي أن يقرروا ماهية آلية التفاوض" مع الحكومة البريطانية للخروج، مضيفة " لم يوجد موعد محدد بعينه ولكنهم(إشارة لأعضاء الاتحاد الأوروبي) يعرفون أن (الخطوة الأولى) ستكون في الربع الأول من العام القادم، فنحن لدينا القدرة على القيام بعمل تحضيري فبمجرد البدء (لعملية الخروج) ستكون عملية التفاوض تسري بشكل اكثر سلاسة."

 ومن جانبها، قالت "بي بي سي" إن قانون "الإلغاء العظيم" لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد الخروج الكامل من الاتحاد الأوروبي، ليلغي بذلك العمل بقانون المجتمعات الأوروبية لعام 1972، حيث ينص على انضمام المملكة إلى كل من السوق الأوروبية المشتركة والجماعة الأوروبية للفحم والصلب والجماعة الأوروبية للطاقة الذرية، كما ينص على دمج قانون الاتحاد الأوروبي  مع قانون المملكة المحلي.

- البريطانيون يفضلونه خروجا ناعما

وقالت صحيفة الاندبندنت البريطانية أن البريطانيين يفضلون الخروج "الناعم" من الإتحاد الأوروبي، وبموجب هذا الخروج توافق المملكة على حرية تنقل المهاجرين الأوروبيين مقابل حرية الدخول لسوق الأوروبية المشتركة، وفقا لاستطلاع للرأي أجرى مؤخرا، على عكس الخروج "الصعب" والذي يحرم بريطانيا من الدخول للسوق المشتركة نظير أحكام قبضتها على حدودها من المهاجريين الأوروبيين، وفقا لاستطلاع رأي أجرته الصحيفة.

وتابعت الصحيفة أن شعبية تريزا ارتفعت بشكل كبير حيث رأي عدد كبير ممن شملهم الاستطلاع أن تريزا ماي تهتم بالطبقة العاملة وشئون المهاجرين والأطفال الذين يعانون من ظروف اجتماعية وأسرية أعاقت التحاقهم بالتعليم أكثر من حياتها العملية على عكس سلفها رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون.

واستطردت الصحيفة أن الاستطلاع أجرى على أكثر من 1000 شخص في نهاية سبتمبر الماضي، حيث أعرب 52% من المستطلع آرائهم عن رغبتهم في الخروج الناعم من الاتحاد.

- خطوات خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي

وبمجرد تطبيق المادة 50 من معاهدة لشبونة، فإن الممكلة تبدأ التفاوض على انسحابها من الإتحاد على مدار عامين، ولكن لا أحد يعرف ما إذا كانت عملية الخروج تستغرق فعلا عامين أم أكثر، نظرا لأن هذه المادة ، التي أضيفت على المعاهدة عام 2009، لم يتم تطبيقها من قبل أي من الدول الأعضاء من قبل، حسبما أفادت هيئة افذاعة البريطانية "بي بي سي".

وكان وزير الخارجية البريطاني السابق فيليب هاموند قال إن عملية الخروخ قد تستغرق حوالي ست سنوات.

وفيما يلى خطوات خروج بريطانيا:

1-      يونيو 2016، أجرت المملكة المتحدة استفتاء شعبي بمشاركة جميع فئات الشعب؛ وصوت 52% من البريطانيين لصالح الانسحاب

2-      بحلول مارس 2017، تبدأ بريطانيا تطبيق المادة 50 من معاهدة الإتحاد الأوروبي، ومن هنا تبدأ عملية التفاوض على الإنسحاب.

3-      يجتمع الدول الأعضاء الباقيون وعددهم 27 دولة لمناقشة مسألة الانسحاب.

4-      بدء عملية التفاوض بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.

5-      رفع مسودة اتفاقية بين الجانبين لمجلس الإتحاد الأوروبي الذي يضم زعماء 27 دولة.

6-      ولابد بعدها من موافقة 20 دولة على الأقل.

7-      تصديق البرلمان الأوروبي على الخروج.

8-      وفي نهاية العامين، يمكن ان يتم تمديد وقت التفاوض لمدة أكثر بموافقة الدول الأعضاء.

9-      في حال عدم التوصل الى تمديد وقت التفاوض، فجميع معاهدات الاتحاد الأوروبي يتم توقف التعامل بها في بريطانيا.

10-   تخرج بريطانيا من الاتحاد.

11-   وعلى البرلمان البريطاني إلغاء معاهدة المجتمعات الأوروبية ويحل محلها اتفاقية جديدة.