فى محبة الخريف

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم وائل السمرى
ظلموه وهو الأجمل، واتهموه بما ليس فيه، لكنه لم يكف عن النصاعة، ولم يكتف من الجمال، ولم ييأس من بث الشجن فى النفوس والسكينة فى العيون، تركوه وحيدا دون أغنيات تمنحه ما ليس فيه، ودون إشارات حقيقية لجماله الفتان، لكنه لم يعبأ بكل هذا، وظل على حالة، لا يتكلم إلا بلغة الكون ولا يستمتع إلا بالصراحة المطلقة، التى تصل إلى حد التعرى.
فى مصر ربيعنا هو الخريف، أجمل فصل السنة وأجمل فصول الروح، فيه نقف على أعتاب العالم نستعد للتخلى عن كل الحمولات الزائدة، ونفرح بالكون وهو يمارس فضيلة الاستغناء، يتساوى الليل والنهار، فنتوازن، يعتدل الجو مشفوعا بالنسائم الباردة فيتفتح العقل وتتأجج المشاعر، موسم يعود فيه الإنسان إلى إنسانيته، يتذكر الحزن النبيل، ويشتاق إلى الأحبة الغائبين، ونراجع فيه ثوابتنا، فنخرج منه متأهبين لعام جديد بروح جديدة.
هو أيضا فصل له «منطق» تشعر به وكأنه «عامل نظافة العالم» يمسحنا من الموت، ويسقط أوراق الشجر الذابلة، ثورة كونية تستبعد الأوراق، التى شاخت على غصونها، لتفسح للقادم الواعد، ويدعم الأرض بما تيسر من خير الساقطين.
لم يغن أحد له «الدنيا خريف والجو لطيف.. قفلى على كل التخاريف» لكنه برغم ذلك مازال قادرا على الافتتان بنفسه ولنفسه، يكرهه الكاذبون الذين يخشون من التعرى، أما هو فلا يكره أحدًا، يمنح دفئه للجميع، يمنع سحره للجميع، يمنح ولعه للجميع، لم يكذب المصرى القديم حينما جعله أول فصول العام، فالتخلية لابد أن تسبق التحلية، التعرى لابد أن يسبق اللقاء الموعود بالإخصاب.
فى مصر القديمة كانت سمعة الخريف مختلفة عن الآن، فقد جعل المصرى القديم منه أول السنة، وبشهر «توت» أو «تحوت» كان العام يبدأ، وأنه من المهم هنا أن نذكر أن «تحوت» هذا كان من أهم المعبودات فى العصر القديم، وكان أيضا من أهم الفلاسفة، فتعاليم هذا المعبود المقدس غزت العالم كله بحكمتها، وأصبح له من المريدين ما يفوق الخيال سواء فى العصر الحديث أو العصور القديمة، ولهذا كلما هل علينا الخريف بنسائمه الطيبة نشعر بأن شجنا ما حكيما مسنا، فروح «توت» مازالت حاضرة، حتى لو أنكرها المنكرون.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

استجواب 4 متهمين غسلوا 50 مليون جنيه وأخفوا أموالهم فى العقارات والسيارات

إمام عاشور من داخل أحد المستشفيات: الحمد لله على كل شىء (صورة)

نهائى دوري الأبطال.. موعد مباراة بيراميدز وصن داونز والقناة الناقلة

مواعيد مباريات اليوم الخميس 22-5-2025 والقنوات الناقلة

موعد مباريات الجولة الثامنة من مرحلة حسم الدوري والقناة الناقلة


ريكوبا أسطورة ميلان: مصر محظوظة بمحمد صلاح الاستثنائى

ورش عمل لتطوير مسابقات الناشئين 24 و25 مايو من أجل المنتخبات

ميدو ينفى مفاوضات الزمالك مع ريفيرو.. ويؤكد: كل ما يثار حول صفقاتنا غير صحيح

مواعيد مباراتي نصف نهائى كأس عاصمة مصر

متحدث الوزراء: تعديلات قانون التعليم تهدف لتطوير التعليم ما قبل الجامعى


ماذا بعد انتهاء برنامج مصر مع صندوق النقد؟.. رئيس الوزراء لـ" اليوم السابع": ننطلق ببرنامج للدولة المصرية دون الاعتماد على الخارج.. ونعكف على وضع برنامج لعام 2030 وسنقدم موازنة العام المقبل لأول مرة لـ3 سنوات

محمد مكي قائد رحلة صعود المقاولون إلى الممتاز لـ اليوم السابع: "الأهلي لما بيركب الدوري محدش يعرف ينزله" وعاشور وعادل الأفضل".. المقاولون لا يقل عن القطبين ... خطفت بطولتين من الأحمر ولم أعترض على رحيل سيحا

"درون " مصري 100% بأيدي أبناء جامعات مصر الذكية.. طلاب علوم الطيران والفضاء بجامعة المنصورة الجديدة يصممون "درون" متكامل بمهام جديدة.. يراقب الطرق ويدعم المستشفيات من خلال خدمة توفير نقل الدم بأسرع وقت

شات جى بى تى يقدم إجابات منطقية لأسئلتنا اليومية.. حلول لمكان فردة الشراب الضائعة.. اقتراحات لتحضير الغداء.. نصائح للإجابة على تساؤل ليه المرتب بيخلص فى أول الشهر؟.. ولو عاوز تخلص التارجت اعرف chat gpt قال إيه

وزير الاستثمار يستعرض البرنامج الجديد لرد الأعباء التصديرية.. سداد 50% من قيمة المستحقات بشكل نقدى للشركات المصدرة المستحقة خلال مدى زمنى يمتد إلى 4 سنوات.. حسن الخطيب: سداد المستحقات بحد أقصى 90 يومًا

شاهد.. لحظة إطلاق إسرائيل النار على وفد دبلوماسى يضم سفير مصر.. فيديو وصور

"أصحابه حاولوا ينقذوه وفشلوا".. غرق طالب بالمرحلة الإعدادية فى النيل بدسوق

الداخلية تضبط المتهمين بالتشاجر فى الشرقية ..فيديو

نابولى ينضم لقائمة الأندية الراغبة فى ضم دى بروين بعد الرحيل عن السيتى

البحوث الفلكية تكشف موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى