من يحمى العرب من التقسيم؟

يوسف أيوب
يوسف أيوب
المؤشرات كلها تذهب فى طريق واحد، هو أن رغبة بعض الأطراف الإقليمية والدولية فى إعادة تقسيم المنطقة مرة أخرى مازالت قائمة، حتى بعدما أفشلت ثورة 30 يونيو فى مصر التفاهم الإخوانى الأمريكى حول إضافة 1600 كيلومتر مربع من أراضى سيناء إلى قطاع غزة، وبناء دولة فلسطينية عليها، مقابل التنازل عن الضفة الغربية لإسرائيل، وهو المشروع الذى سبق أن طرحته إسرائيل عام 1956، لكنها فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى توصلت إلى اتفاق بشأنه مع الإخوان برعاية أمريكية مقابل 8 مليارات دولار، تحصل عليها الجماعة من واشنطن.
 
جزء من المطروح حاليًا فى دراسات وأفكار غربية وإسرائيلية أيضًا هو تنفيذ المخطط الإسرائيلى القديم، لكن من الجهة الأردنية، بتكوين المملكة الأردنية الكبيرة التى تجمع الفلسطينيين والأردنيين فى دولة واحدة كبيرة، على أن تتم زيادة مساحة الأردن بضم جزء من شمال السعودية إلى المملكة الهاشمية، وتدخل الضفة الغربية ضمن الحدود الإسرائيلية، أما قطاع غزة فإنه يبقى على وضعه الحالى تحت السيطرة الحمساوية.
 
هو طرح غير مقبول عربيًا، لأنه مبنى على فرضيات ونظريات تهدف إلى إعادة تقسيم الدول العربية وفقًا لما تراه القوى الغربية، خاصة تلك التى تحاول الخروج من المنطقة، وترك دولها تتحمل مسؤولية ما يحدث بها، لكن هذ الخروج لن يأتى إلا بعد تأمين الوجود الإسرائيلى، وهذا لن يحدث إلا بهذه المقترحات والأطروحات التى نراها غريبة، ويراها الغرب- ومعهم بالطبع إسرائيل- واقعية ومنطقية لحل الصراع العربى الإسرائيلى، ولوضع حل نهائى لهذا الصراع، معتبرين أن الحل بيد العرب وليس بيد الإسرائيليين.
 
بالتأكيد فإن هذا الطرح لن يجد له صدى عربيًا، وسيكون مرفوضًا بشكل تام حال طرحه رسميًا على مائدة التفاوض، لكن ما يهمنى هو: لماذا جرى التفكير بهذا الشكل، ولماذا السعودية تحديدًا؟.. الإجابة ربما تكمن فى الرغبة لدى بعض القوى الإقليمية والدولية فى القضاء على فكرة الدول العربية الكبرى، أو ذات الوزن السياسى والاستراتيجى، فبعد تدمير الجيش العراقى، وإنهاك الجيش السورى فى أزمة داخلية مع السوريين، لم يتبقَ سوى مصر والسعودية، وبينما وقفت مصر فى وجه كل المخططات الغربية، انغرست المملكة فى الأزمة اليمنية التى أثرت على ميزانيتها، كما أن دخولها على خط الأزمة السورية جعل بعض المراقبين يتحدثون عن تراجع فى القدرات السعودية، بشكل قد يشير إلى تغيرات جغرافية مستقبلية تؤثر على وضعية المملكة نفسها.
 
الأمر على غرابته، لكنه مؤشر على أن الأحاديث الغربية عن تقسيم دول المنطقة إلى دوليات صغيرة، وإعادة ترتيب المنطقة من جديد لا تزال تسيطر على العقلية الغربية، دون أى اعتبار لفكرة من هو حليف الغرب ومن ضده، لأن القضية بالنسبة للدوائر الغربية تعتمد فى الأساس على الشكل الذى سيكفل له حماية مصالحه فى الشرق الأوسط، فأيًا كان الشكل سيلجأ إليه، وسيحاول تطبيقه، حتى وإن انقلب على الحلفاء والأصدقاء فى المنطقة، لأن الغرب يتعامل مع السياسة بمبدأ أنه لا صداقات دائمة، ولا عداوات قائمة، وخير دليل على ذلك ما حدث مع إيران التى باتت اليوم الأقرب للغرب من الحلفاء العرب.
 
أمام كل هذه الأطروحات والأفكار التى تستهدف تقسيم المنطقة، بات على العرب إعادة تحديد أولوياتهم من جديد بشكل يحافظ على التماسك العربى، وعدم تعريضه للخطر، وتخلى الدول العربية عن أفكارها ومصالحها الخاصة الضيقة، وأن يكون هناك اتفاق بين الجميع على ضرورة إنهاء الخلافات العربية، والتوصل إلى تفاهمات واضحة ومحددة، وذات رؤية عربية، للمشاكل والأزمات الموجودة حاليًا، مثل ليبيا واليمن وسوريا، لأنه إذا لم نفعل ذلك، وتمسكت كل دولة بأفكارها، خاصة الدول التى اعتمدت على فكرة شخصنة الخلافات مع الدول الأخرى، فإننا نكون سلّمنا أنفسنا لمخططات التقسيم، ولن يجدى معنا أى شىء.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ألمانيا تحبط هجوما إرهابيا على سوق عيد الميلاد واعتقال 5 أشخاص

الزمالك يتمسك بضم حامد حمدان في يناير بعد حل أزمة القيد

موعد مباراة باريس سان جيرمان وفلامنجو في نهائي كأس إنتركونتيننتال 2025

إحالة المتهم بالتحرش بالفنانة ياسمينا المصرى للجنايات

الدوري السعودي يستعد لاستقبال محمد صلاح.. والهلال يفتح خزائنه


صدمة بعد إطلاق نار فى جامعة أمريكية.. الضحايا من الطلاب والمسلح لا يزال هاربا

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

صحيفة إنجليزية تحذر رونالدو من انتقال محمد صلاح إلى الدوري السعودي

سقوط 5 قتلى في إطلاق النار بأستراليا.. والشرطة تعلن مقتل أحد المنفذين

تفاصيل صادمة فى جريمة العمرانية.. أم تقتل طفليها بسلاح أبيض


اعرف كيفية الحصول على نتيجة كلية الشرطة لعام 2025/2026

متى تنتهى انتخابات مجلس النواب 2025 بشكل نهائى؟.. اعرف آخر موعد

الصفقة المجانية سر غضب الأهلى من برشلونة فى صفقة حمزة عبد الكريم

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

أكاديمية الشرطة تعلن نتيجة الطلاب المتقدمين لها اليوم

الأهلي يتعهد بالسماح لمصطفى شوبير بالاحتراف الأوروبى.. اعرف التفاصيل

6 جواهر تتألق فى كأس عاصمة مصر مع الأهلي والزمالك والمصري

مواعيد مباريات اليوم الأحد 14-12-2025 والقنوات الناقلة

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى الجولة الثانية بكأس عاصمة مصر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى