سحر الرمان

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم : وائل السمرى
ساحرة ومسحورة، ظالمة فى حسنها، شهية فى ملمسها ومذاقها، أنظر إليها بعين متطلعة، لم أقتنع أنها ثمرة فاكهة مثلها مثل غيرها من الثمار، فهى الغريبة، التى لا يشبهها أحد ولا يقترب من فتنتها أحد، وهو أمر صدقه القرآن كذلك، حينما قال واصفا نعيم الجنة بأن بها «فاكهة ورمان» وكأن الفاكهة شىء، والرمان شىء آخر، كذلك افتتن بعض الفقهاء بهذا القول حتى أقسم أحدهم أنه لو حلف أحد بأن الرمان ليس فاكهة فما كذب.
 
عزيز غريب، يأتى الرمان سريعا ويغيب سريعا، منذ فترة طويلة وأنا أحاول تخصيص مقال يوم الجمعة لحديث آخر غير حديث السياسة العابر، وفى كل مرة أؤجل هذا المشروع حتى رأيت الرمان صادحا فى الشوارع مجاهرا بحسنه، فأصبحت النية المؤجلة أمرا واقعا.
 
أنتظره كل عام بشغف، وأفتقده بقية العام، المتصوفون أيضا كانوا ينتظرونه لينظروا ما به من سحر، حتى أصبح رمزا محببا من رموزهم الفياضة، والمصريون القدماء قدسوه واعتبروه منحة إلهية لأرض مصر، منحة سيتباكى عليها اليهود حينما يخرجهم موسى من وادى النيل ويقولون له: «لماذا أخرجتنا من أرض الحنطة والشعير والكروم والرمان؟» إذ تجتمع فى تلك الثمرة المدهشة آيات سحر الشرق وغموضه، تكاد حبيباته تضىء ولو لم يمسسها نور، خفى وواضح، كالنفس الإنسانية التى تخفى أكثر مما تضمر، كالحقيقة التى لا تبوح بأسرارها إلا للصابرين، لا يحب المتعجلين، الذين يتبعون النهم منهجا، مثله مثل الأنثى فى معناها الأسطورى، محرم على المنتهكين النهمين، لابد من محايلة ومحاولة بعد محاولة لتنعم بالكنوز الخفية والمتعة الآسرة.
 
الكثير من الأساطير دارت حوله، فاعتبرته بعض الشعوب رمزا للحياة والحب والتكاثر، وخلده الإبداع الشعبى كرمز للخصوبة، وتغنى «نشيد الإنشاد»، ذاكرا إياه ست مرات، ويقال إن الشجرة المحرمة، التى أكل منها آدم كانت شجرة رمان وليست شجرة تفاح، وهو أمر يكاد يصدقه العقل ويقبله المنطق لما فى شجرة الرمان من سحر يلقى فى النفس رهبة ورغبة، فكل شىء فى الرمان مميز، وكل شىء فيه متفرد، شكله، لونه، مذاقه، عذوبته، يشبع ويروى، يؤنس ويمتع، لا عجب أيضًا فى افتتان الشعراء به، ولا عجب فى تشبيههم لأجمل ما فى الأنثى بمفردة من مفرداته، يشبهون الخد به، يشبهون الصدر به، يشبهون الشهوة به، يشبهون الصفاء به، مثال جمالى أخاذ، خلقه الله على صورته الفريدة ليخبر الجميع بأن مخزون الإبداع الإلهى لا ينفد، وأنه الله القادر، قادر على اختصار كل معانى الجمال فى ثمرة فى حجم اليد.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

السعودية ضد الأردن.. تعادل سلبي في الشوط الأول بنصف نهائي كأس العرب 2025

القبض على نيك راينر بتهمة قتل والده المخرج روب راينر ووالدته ميشيل سينجر

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

منتخب المغرب يكتسح الإمارات بثلاثية ويتأهل الى نهائى كأس العرب 2025


المغرب ضد الإمارات.. أسود الأطلس يتقدم 1-0 فى الشوط الأول "فيديو"

محمد صلاح يحتفي بإنجازه التاريخي مع ليفربول

الطقس غدا.. أجواء شتوية وأمطار واضطراب بالملاحة والصغرى بالقاهرة 13

مجند بـ داعش.. تفاصيل جديدة حول منفذ هجوم سوريا ضد الجيش الأمريكي

مدبولى يلتقي مسئولي شركة إيني ومجموعة مستشفيات سان دوناتو الإيطالية لبحث التعاون


كل ما تريد معرفته عن المغربي يوسف بلعمري أول صفقات الأهلي الشتوية

الأهلي يترقب وصول يوسف بلعمري للقاهرة لإجراء الكشف الطبي

أليو ديانج يرفض طريقة زيزو في الرحيل عن الأهلى

أحكام سجن بالجملة ضد أهالى شبراهور بسبب إيصالات أمانة.. اعرف القصة

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

الأرصاد تحذر: سحب ممطرة على هذه المحافظات وتوقعات بأمطار غزيرة

باب الالتماسات يعيد الفرصة لطلاب لم يحالفهم الحظ فى القبول بكلية الشرطة

الأهلي يوافق على انتقال شكري وبيكهام وكمال لصفوف سيراميكا في يناير

مواعيد مباريات اليوم.. مان يونايتد ضد بورنموث ونصف نهائي كأس العرب 2025

العثور على جثتى المخرج روب راينر وزوجته وفتح تحقيق جنائى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى