ملوك أوهام الثورة.. وتأثير المطبلاتية!

 محمد الدسوقى رشدى
محمد الدسوقى رشدى
بقلم : محمد الدسوقى رشدى
تسألنى وماذا سيحدث فى 11 نوفمبر؟! أخبرك أن من ينفخ فى بالونة 11 نوفمبر هم الرافضون لها، دعوة مجهولة، لم يسمع بها الناس سوى من ألسنة من يحذرون منهم، كل مذيع وكل كاتب وكل خبير استراتيجى يقدم نفسه على أنه داعم للدولة، جعل من نفسه أداة للترويج والحديث عن دعوة لمظاهرة بلا أصل وبلا سند، سيمر 11 نوفمبر هادئا عاديا، ولكن سيبقى منه الأثر الذى صنعه المهووسين بالتحذيرات، سيبقى منه الأثر السيئ الذى نشره السادة المطبلاتية بأن مصر دولة مازالت فى دوامة التظاهر.
 
من يخشى من 11 نوفمبر لا يقرأ دفاتر الواقع، لأن من يقرأ حيثيات الأيام التى نعيشها سيعرف يقينا أنه لا يوجد تيار معارض موحد أو صاحب هيكل واضح قادر على أن يحرك الشارع أو يؤثر فيه، المعارضون فى مصر، أغلبهم إن شئنا الإنصاف، يسيرون على الخط الذى ترسمه الأهواء دون انحراف، هوى البقاء فى الصورة، وهوى تمنى الحصول على جزء من «التورتة»، وهوى الرغبة فى الاستحواذ على صفات المناضل والبطل، سواء كنت ترى ذلك داء مصر الصعب أم لا؟! تبقى النتيجة واحدة، سلطة تحكم وتتحكم ليس فقط لأنها تريد ذلك، ولكن لأن معارضيها يضحكون على أنفسهم وعلى الناس.
 
المثير هنا أن أحدًا من أهل الساحة السياسية لا يريد النظر إلى تطهير وإعادة تنظيم صفوف المعارضة والأحزاب، لا أحد يفهم أن أى اشتباك سياسى مع الدولة لن تثمر له نتائج إلا بعد خلق صف سياسى قادر على أن يواجه ويقدم الحلول والبدائل، ويصمد دون انهيار حينما تحين لحظة المكاسب.
 
تواطؤ مدهش من جماهير تنظر أسفل قدميها، تمجد شخصًا وتصفه بالزعيم بسبب تغريدة ساخنة على «تويتر»، وترفع إعلاميًا للسماء السابعة بسبب خمس دقائق استهدف فيها الرئيس، وتضع ناشطًا فى كرسى الزعامة بسبب مظاهرة قادها بعشوائية.
 
يفعلون ذلك بسلاسة رهيبة لا تتناسب مع تكرار المرات التى أثبتت فيها تجارب خلق زعماء الموقف الواحد فشلها، ويغضبون حينما يسألهم أحد عن التنظيم الحزبى القوى، والخطط الطويلة الأمد، والبدائل والحلول المبتكرة والأهم عن مدى قدرتهم فى تحريك الشارع.
 
فيما يبدو ارتضت كل الأطراف بهذا الاتفاق الشفهى، الدولة تنعم بالراحة فى ظل اختفاء تنظيم معارض قوى، وقيادات المعارضة تعجبهم لعبة الرقص على السلم، فيما ترضى القلة ذات الصوت العالى بإحساس المظلومية والاضطهاد والعيش فى كنف حلم تكرار زخم 25 يناير الثورى، دون إدراك لأن تكرار هذا المشهد القدرى سيحتاج هذه المرة إلى سيناريو «وماذا بعد؟!»، وهو سيناريو لن ينجح تيار سياسى فاقد للتواصل مع الشارع، ولا يمتلك بدائل فى رسمه بشكل ناجح.
 
الممارسة الواقعية فى مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير تقول بأن النشطاء والأحزاب وغيرهم أعجبتهم كشوف الأعذار التى تتضمن التضييق الأمنى، وعدم جودة المناخ السياسى، ويرفعونها كلما سأل أحد عن سر اختفائهم، وكأن وظيفة المعارضة فى خيالهم أن تقول للنظام «بخ» فيسقط رعبًا دون حتى أن يقول «يامه».
 
وكلما يشعر النشطاء وأهل المعارضة بنظرة السخرية فى وجه الناس، يأتون بكشكول 60 ورقة، ويعلنون عن اجتماع مصيرى، ويخرجون للناس بعد أسبوع بوثيقة للحل أو الإنقاذ أو تدعو للتظاهر، فى كل مرة يتغير اسمها وليس مضمونها.
 
أنت الآن تعتبر الكلام السابق نوعًا من «تكسير المجاديف»، بينما الحقيقة جرس إنذار يسعى لإثارة انتباه تيار يقول إن هدفه إنقاذ مصر، دون أن يفعل شيئًا سوى الهتاف حينما يشتد الارتباك: «لحظة واحدة يا مصر.. هاكتب وثيقة إنقاذك وأجيلك».

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جواو نيفيس أفضل لاعب فى مباراة باريس سان جيرمان ضد إنتر ميامى فى كأس العالم

الأهلى يقرر تعديل عقد وسام أبو على وضمه للفئة الأولى المميزة

الجمارك تحبط محاولة تهريب 3 آلاف دولار داخل "شبشب" فى طرد قادم من المغرب

سائق متهور يحطم سيارة خلال "زفة" فى المنصورة ويصيب المارة ويفر هاربًا

مصر تعرب عن خالص تعازيها للسودان الشقيق في ضحايا حادث انهيار منجم للذهب


الداخلية تضبط صانع محتوى يصور فيديوهات خادشة للحياء.. فيديو

المستشار محمود فوزي: الحكومة تشاطر أهالي الضحايا الحزن والألم والحادث الجلل هز وجدان الوطن بأسره.. الرئيس السيسي وجّه بصرف تعويضات ومتابعة الإصلاح.. وأي كلمات لا تُعبر عن عمق الألم لفقدان هذه الأرواح الطاهرة

محافظ الجيزة يعتمد تنسيق الثانوية العامة بحد أدنى 225 درجة

السماء تمطر أموالا.. هليكوبتر تسقط دولارات على "روح" مواطن أمريكى.. فيديو

ريبيرو يرفع شعار ممنوع الاقتراب من سداسي الأهلي فى ميركاتو الصيف


إخلاء سبيل أحمد السقا فى اتهامه بالتعدى على طليقته مها الصغير بكفالة 5 آلاف جنيه

الأهلي يُخطر وسام أبو علي بموقفه النهائي من عروض الرحيل

رئيس الوزراء يوجه بإعفاء كامل من المصروفات الدراسية لأسر الـ19 شهيدة بحادث المنوفية

حقن مضادة للشيخوخة ولعب اليوجا.. تعرف على سبب وفاة شيفالي جاريوالا

مصرع 50 شخصا فى انهيار منجم ذهب فى السودان.. التفاصيل

الداخلية تكشف تفاصيل العثور على متوفيين أسفل كوبري في القاهرة

أوروبا تواجه صيفا قاسيا.. 4 دول تعلن الطوارئ مع خطر اندلاع حرائق

تنسيق الثانوى العام بالقاهرة 2025.. اعرف التوقعات بعد إعلان نتيجة الإعدادية

الأسئلة مع الإجابات.. امتحان الإنجليزى للثانوية العامة على جروبات الغش

تداول أسئلة امتحان اللغة الإنجليزية للثانوية العامة.. والتعليم تحقق

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى