أشرف عبيد حسين يكتب: أيقونات خالدة للخراب

جائزة نوبل
جائزة نوبل

منح جائزة بحجم نوبل للسلام لشخصيات لزجة ليس لها قيمة ولا وزن، هو مثال حى على الاختلاف الصارخ بين ثقافتى الشرق والغرب.. فذلك النوع من البشر على الرغم من انتشاره كجراد الصحراء فى شرقنا السعيد، غير مألوف ونادر كالفيلة الحمراء فى الغرب البعيد.

 

ولا أظن أحدا من مانحى نوبل فى بلاد السويد يستطيع تفهم كيف يعيش ويموت شخص بدون مبدأ.. أى مبدأ.. ليس مع الخير ولا مع الشر، غير منحاز لليمين ولا منحاز لليسار، لا يفرح للتقدم ولا يحزن للتأخر، لا يسعده العمران ولا يشقيه الدمار.. بارد كثلج بلوتو.. جامد كصخر المريخ..حتى المتطرفين الذين خبرهم الغرب والشرق معا، لديهم مبدأ مستعدين للموت من أجله على الدوام.. النازيون كانوا ومازالوا لديهم هدف يسعون – بكل ما أوتوا من جهل وحماقة – إليه جاهدين.

 

أما من يمتطون ظهور الثورات الشريفة ويلهون بالعقول الساذجة البريئة فأمرهم يربك بالفعل أعظم العقول السوية.. فغير مفهوم بحق كيف يستخف شخص بدمار أمم بأكملها.. لا يبكيه القتلى.. ولا يوعكه الجرحى، يدوس الجثث مغردا، ويزحزح الأشلاء معربدا..

إن عالمنا العربى مع الأسف مليء بعشرات الآلاف من الانتهازيين والوصوليين ومحترفى الظهور، عاشقى الاضواء والتصدر.

 

ولكن – ومع ذلك – يتفوق البعض ببراعة على معظم هؤلاء، أشخاص يظهرون الخوف والهلع على سوريا ولا تهمهم سوريا مقدار قيد أنملة، ولا يزعجهم هول ما حدث ويحدث لها جراء ما كان العامة يعتقدون أنه الخلاص، يبدون القلق على اليمن ولا يعنيهم البلد الذى انقلب تعيسا بعدما لقب فيما مضى بالسعيد، يلوكون مصر بألسنتهم فى كل مناسبة ولا تشغلهم أرض الكنانة ولا أهلها من قريب أو بعيد، وما ذكرهم الدائم لمصر إلا اتقاء لخفوت الاضواء وتجنبا لتوارى الكاميرات.

 

فكلما انشغل الناس عن أمثالهم، استشعروا ذلك بموهبتهم الفذة فيعودا ليدعوا البطولة ويقوموا فيرتدوا ثياب الناصحين ويبادروا فيحملوا سيوف الفاتحين.

 

كأن ما حل بالبلاد والعباد لا يكفى ولا تكفى تبعاته كى تتحرك ذرة شفقة فى قلوبهم الجحودة أو تتزحزح لحظة ندم فى ضمائرهم المفقودة.

 

مُحَيا هؤلاء البغيض يبعث على الرهبة ومنظرهم الكئيب يدفع للغثيان ويُذكِر بأيام الألم والتيه والضياع، صورهم وهم ينظرون إلى لا شيء انطبعت فى وجدان الأسوياء كتذكير مرير بكل شرور العالم وحماقاته.. وإذا كان لابد من ذكرهم وتخليدهم فلا بأس من جعلهم أيقونات تشمئز لها القلوب وتقشعر لها الأبدان، أيقونات خالدة للخراب.

 

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

التحقيق مع عامل بتهمة الشروع فى قتل بائع بالهرم

وزير الإسكان ومحافظ مطروح يتفقدان مشروع إحلال وتجديد كوبري روميل بالمحافظة

مان سيتي ضد توتنهام.. مرموش أساسيا فى قمة الجولة الثانية بالدوري الإنجليزي

بعد المغرب.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا

جينيفر لوبيز تستمتع بحياتها بعد الطلاق وتعلن انتهاء رحلتها مع الزواج


العثور على جثة شاب ملقاة بجوار أحد المصانع فى المنطقة الصناعية بالفيوم

السيطرة على حريق داخل صيدلية بقرية كوم يعقوب فى قنا دون إصابات

برأت ساحة ترامب.. جيسلين ماكسويل شريكة إبستين: لا أعتقد أنه مات منتحرا

سباق الحذاء الذهبي في أوروبا يشتعل مبكرا.. هاري كين يدشن موسمه مع بايرن ميونخ بهاتريك تاريخي.. جواو بيدرو يتألق مع تشيلسي.. أمم أفريقيا 2025 تهدد حلم محمد صلاح.. ومبابي وهالاند يستعدان للانقضاض على الجائزة

160 مليار جنيه لدعم السلع التموينية بموازنة 26/25.. قفزة لحماية ملايين الأسر


"شكراً مصر".. متطوعو مبادرة "الأشقاء" الجنود المجهولة فى مساعدة العائدين لوادى النيل.. مصريون وسودانيون يتنافسون لخدمة المسافرين للسودان على محطة السكة الحديد بالسد العالى.. توفير خدمات طبية وكراسى متحركة مجانا

وفاة 46 شخصا فى كردفان السودان بسبب سوء التغذية

ضبط 124924 مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة

الشحات ينافس عمر كمال على خلافة محمد هانى في تشكيل الأهلى أمام المحلة

سيحا حارس الأهلي يتعرض لحادث سيارة ويعلق: الحمد لله على فضله

فى أحدث تطهير للبنتاجون.. هيجسيث يقيل رئيس وكالة استخبارات ومسئولين كبارًا

6 لقاءات قوية فى ختام الجولة الأولى لدورى المحترفين

المصري يتصدر.. ترتيب دوري نايل قبل انطلاق الجولة الرابعة غدا

الإسماعيلى يعقد اليوم الجمعية العمومية العادية بحديقة رضا

تميمة حظ النجوم.. ذكرى ميلاد عبد السلام النابلسى اليوم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى