هل أسهمت حرية الإعلام فى تجهيل الشعب؟

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم : وائل السمرى
لا يعنى مفهوم «حرية الإعلام» كسر التابوهات السياسية والدينية والجسدية فحسب، بل من أهم أساسياته أن يتم كسر احتكار الدولة لوسائل الإعلام، إدارة وامتلاكا وتوجيها، وقد بدأت مصر هذا العصر منذ التسعينيات، وأصبح من حق أى رجل أعمال أن يمتلك قناة فضائية، يسيرها على هواه، ويبث فيها ما يراه مفيدا للبث، وكلمة «مفيدا» هنا لا تخص المشاهد أو المتابع فحسب، وإنما تخصه هو فى المقام الأول، «مفيدا» بالنسبة لجاذبية المشاهدة، ومفيدا بالنسبة للمعلن الذى يمول القناة بطريقة غير مباشرة، ويوجهها إلى ما يريد عن طريق اختيار دعم برنامج معين، أو قناة معينة بوضع إعلاناته فيها، وهنا صارت اليد العليا للسوق الذى يملى شروطه على الجميع، ومادام الأمر صار رهنًا بيد السوق، فطبيعى أن يستهدف رجل الأعمال أكبر عدد ممكن من الجمهور، وأكبر شرائح المشاهدة، ولذلك كانت لمواد «التسالى» النسبة الأكبر بخريطة المواد المعروضة، ولأننا نفتقد لمبادئ العمل المؤسسى صارت السطحية سمة أساسية فى مواد «التسالى»، فالأفلام «سطحية» والبرامج «سطحية» والأفكار «سطحية» وبالتوازى مع إنشاء القنوات الفضائية التى تتعمد إخفاء البرامج الثقافية بكل جهد، شهدنا غيابا تاما لسطوة التليفزيون الحكومى، الذى دفعه الفساد إلى الهاوية، فغرقنا جميعا فى قاع القاع.
 
هنا يجب أن نعقد مقارنة بسيطة بين الإعلام وقت أن كانت تتحكم فيه الدولة، والإعلام الآن الذى يسهم فى تجهيل الشعب وتسطيحه، ومن لا يصدقنى فليحاول أن يلقى نظرة على قناة «ماسبيرو زمان» التى تذيع الآن برامجا نرى فيها أمل دنقل وصلاح عبد الصبور وفاروق شوشة وعبد الرحيم منصور، وغيرهم من أعلام الأدب والشعر والفن، فقد كان التليفزيون قديما يعتمد على رجال الفكر والثقافة والفن بشكل كبير، وكان منصة لإطلاق الأفكار ومناقشة الاتجاهات الأدبية والفكرية بالشكل الذى يضعنا فى بؤرة العالم لا فى هامشه، كما كان منصة للأفكار الدينية المستنيرة بشكلها المصرى المحبب لا بشكلها المتطرق الذى أذاقنا الويلات، الجميع يرى نفس البرامج، والجميع يتشرب ذات الأفكار، ولهذا كانت هناك وحدة فى الأفكار وانسجام فى الوجدان، الجميع يقدر الشعر والأدب والفن حتى لو لم يحِط بعالمه ويستوعب دقائقه، أما الآن....أكمل أنت.
 
أنت لا يعجبك ما وصل إليه حالنا الآن، وأنا كذلك، وأعتقد أنه من حقنا الآن أن نسأل هذا السؤال على نطاق أوسع، وأعتقد أيضا أن التفكير فى الخروج من هذه الأزمة أمر واجب على الجميع.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سنة دون مبرر.. غلق الوحدة السكنية يوجب إخلاءها فى قانون الإيجار القديم

رئيس شركة Skydance: فيلم Top Gun 3 لـ توم كروز أولوية الشركة

أحمد فؤاد سليم يكشف تأثير معلمه في ابتدائي على مشواره الفني في "معكم"

عبد الرحيم دغموم رجل مباراة المصري وطلائع الجيش بالدوري

وزارة التعليم: مسمى جديد لشهادات التعليم الفنى باسم البكالوريا التكنولوجية


بيراميدز يهزم الإسماعيلي ويحصد أول فوز بالدورى فى مباراة البطاقات الحمراء

كاسيميرو: محمد صلاح الأجدر بالكرة الذهبية 2025

رقم قياسي لـ مصر في حضور الجماهير بمونديال ناشئي اليد رغم وداع البطولة.. صور

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

وزارة التعليم: تطبيق أعمال السنة على طلاب الثالث الإعدادى العام الدراسى 2028


وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى

قرار مهم لوزير التربية والتعليم بعد قليل

بعد توجيه وزير الأوقاف برعايته الصحية.. قصة إمام مسجد بقنا طعنه لص

5 معلومات عن مباراة الأهلى وفاركو غدا الجمعة فى الدوري المصري

رابطة الأندية: مراقب مباراة الأهلي ومودرن لم يدون ملاحظات على جمهور الأحمر

بعد حكم إعدامه.. سيناريوهات تنتظر قاتل مالك قهوة أسوان أمام محكمة الاستنئاف

كل ماتريد معرفته عن أزمة فتوح في الزمالك من البداية للنهاية

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

اعترفات المتهمين بملاحقة فتاتين الواحات: طاردناهما بسيارة منظومة نقل خاصة

والدة فتاة حادث طريق الواحات: “مش هتنازل عن حق بنتى.. والرعب اللى عاشته”

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى