لوجه الله وللوطن.. لليسار در

سليمان شفيق
سليمان شفيق
بقلم سليمان شفيق
الجميع يدركون لعبة 11/11 الإخوانية، وسيمر اليوم مثل أيام كثيرة سابقة، وبعيدا عن كل هذه الترهات تبقى لدى تساؤلان كبيران، هما: أولا: لماذا نخشى الجماهير الشعبية؟ وكيف أمكن للإخوان الإرهابيين أن يبتزونا بجماهيرنا؟ ثانيا: أين اليسار المصرى الذى كان بالممارسة والتخصص هو التيار الذى يعيش بين الجماهير؟
 
قبل كل شىء لابد أن نتوقف أمام السياق الحالى، لنجد فى الوقت الذى يصارع فيه الرئيس عبد الفتاح السيسى التحديات والزمن.. لا تهتم الأحزاب والنخب السياسية سوى بالبحث عن المصالح الشخصية، والقوات المسلحة، وشرفاء الشرطة يدفعون الدماء يوما بعد يوم، باختصار استلم الرئيس السيسى الوطن والدولة القديمة فى كنف «المماليك المباركية»، والنظام السياسى ضعيف، ومنذ تفويض 26 يوليو.. الرؤية السيساوية تتلخص فى «إعادة بناء الدولة واستكمال النظام السياسى وترشيد المجتمع وإعادة المصداقية لمصر دوليا»، والإرهاب يخوض حرب استنزاف حقيقية ضد تلك الرؤية، وليس مع السيسى سوى الظهير الشعبى والقوات المسلحة، معسكر 30 يونيو تهزه الأعاصير يقودها أنصار النظام المباركى الذين يمارسون سلوكا انتقاميا، ويحاولون إعادة السيطرة على البلاد مستقويين بالمال السياسى والقبلية السياسية، والقطاع الخاص لأول مرة فى تاريخه يفرض هيمنته من أجل إعادة تشكيل العقل الجمعى عبر امتلاكه لبعض بارونات الإعلام الفضائى، مبتكرين معارضة فضائية، أو فى الفضاء الإلكترونى لتهميش اليسار.
 
بعد 30 يونيو كان لحزب التجمع الوطنى رصيدا مدنيا كبيرا تجسد فى مواقفه الحازمة من الإخوان ونضاله المستمر ضد الإرهاب، ورفضه الدخول فى أى تحالفات مع الإخوان مثلما فعلت أغلب فصائل اليسار مرتين : مرة فى خوض انتخابات 2012 على قوائم الإخوان، ومرة أخرى حينما وقع اليسار «المغامر» فى «خطيئة «فيرمونت» وتأييد قطاعات منهم من قبل لعبد المنعم أبو الفتوح، ولكن غياب الرؤية للتجمع واليسار المعتدل، إضافة لعوامل التعرية السياسية، من ضعف البنى التنظيمية وابتعاد أغلب القادة ذوى الخبرة بالموت أو بالتهميش أدى إلى اندفاع اليسار المعتدل نحو معسكر «الموالاة» دون إدراك لكون النظام السيساوى فى أشد الحاجة للمعارضة اليسارية، من أجل قيادة وترشيد غضب الجماهير، وألمح النظام لهؤلاء بأكثر من مؤشر ولكن تنظيره «مؤسسة الرئاسة»، التى حاكها المفكر الكبير الراحل لطفى الخولى عادت لتنشط فى الفكر التجمعى واليسارى المعتدل، وللأمانة ظهرت هذه التنظيرة بعد أن أنهك اليسار والتجمع من ضربات السادات الموجعة، وظهور الإرهاب الدموى، ولكن النظام وقتها لم يقابل «الإحسان بالإحسان» وقرر أن يعقد الصفقات لا مع اليسار بل مع الجماعة الإسلامية، تحت زعم المراجعات فى نهاية التسعينيات، وبدء أمن الدولة فى دعم الجماعات الوهابية السلفية فى مواجهة الإخوان، وفى 2005 عقد النظام صفقة «العادلى عاكف» التى أعطت الإخوان حرية الحركة فكسبوا سياسيا إعادة بناء التنظيم و88 نائبا فى البرلمان، و%22 من تجارة التجزئة و%55 من شركات الصرافة وارتفاع نسبة تواجدهم فى الجمعيات الأهلية من %11 إلى %29، وإذا أضفنا مكتسبات السلفيين سنجد استيلاء الإسلام السياسى على المجال العام تقريبا مقابل الموافقة على توريث جمال مبارك، وهكذا ينطبق على اليسار المثل «آخر خدمة النظام علقة»، ورويدا رويدا تم تفكيك اليسار خارج التجمع عبر أجندات التمويل وسحبهم خارج الحلبة.
 
سار التجمع بالقصور الذاتى، وكان انقسام حزب التحالف الأكثر إيلاما، حيث خلق حزبا منافسا فى الضعف، وكلاهما يؤيدان النظام فى مواجهة الإرهاب دون رؤية حقيقية لأن الأرضية الجماهيرية سحبت من تحت أقدامهما عبر جماعات المتأسلمين والاوليجاركية المالية، وفقد اليسار نكهته الجماهيرية، وترك الساحة لليسار المغامر الانتهازى، وفقد النظام أساتذة العمل الجماهيرى والمعارضة بالاشتباك.لا أضع نفسى خارج اليسار خاصة التجمعى، لست ناقدا بل باكيا حالتنا، التى تقتضى إعادة الرؤية الصحيحة والوحدة بين مكونات التجمع السابقة داخلة أو خارجة، ربى لا أسألك رد اليسار بل أسألك اللطف بيه.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

عرض العين الإماراتي يهدد بقاء رامي ربيعة في الأهلي

أحمد السقا يحذف بيان انفصاله عن مها الصغير بعد انتقاده بسبب الصياغة

إنهاء إجراءات الإفراج عن المخرج عمر زهران بعد قضائه نصف المدة

القطاع الخاص شريك فى التنمية.. فرص واعدة وتوجه حكومى داعم.. الرئيس يؤكد على أهمية تحسين مناخ الاستثمار وتعزيز دور القطاع الخاص.. وسياسيون: خطوة مهمة للحفاظ على مؤشرات الاقتصاد.. وتطوير البيئة التشريعية ضرورة

نهى صالح: تعرفت على زوجى منذ عامين وهويته الشخصية ما تهمش حد


كأس مصر للكرة النسائية.. الأهلى يبحث عن أول ألقابه تاريخيا ودجلة لتعزيز صدارته

رئيس الوزراء: الرئيس السيسى أكد اليوم أهمية مشاركة القطاع الخاص بمجال الزراعة

حلمى طولان مدير فني لمنتخب مصر فى البطولة العربية بتواجد الصقر والحضرى

تفاصيل افتتاح الرئيس السيسى المرحلة الأولى من مدينة مستقبل مصر الصناعية

فحص عقود بيع 6 فيلات بقيمة 50 مليون جنيه من نوال الدجوى إلى حفيدتيها


مها الصغير بعد طلاقها من أحمد السقا: مفيش حاجة مبهرة قد وقفة ربنا جنبك

تشرب إيه أشرب شاى.. 5 فوائد للمشروب الأكثر شعبية فى يومه العالمى صاحبك فى الشغل والمذاكرة.. المغلى أم الكشرى الأفضل لصحتك.. طريقة صنع كوباية الشاى بلبن الصحية.. ولهذه الأسباب لا تعيد تسخينه بعد هذا الوقت

مسلم بعد حفل زفافه: بحب أكون مختلف في ملابسي وفني

فرحة طلاق ولا كأنها جوازة.. هكذا أعلن اللبناني حسين المقدم انفصاله عن زوجته

أمين المجلس الأعلى للجامعات: آليات لتطوير الشهادات الجامعية وتعيين المعيدين

رئيس بعثة الحج المصرية: 78 ألف حاج مصرى سيقفون على عرفات هذا الموسم

ذكرى رحيل مدحت السباعى.. مسيرة إخراجية حافلة بالأعمال السينمائية والدرامية

بعد سرقة منزل الدكتورة نوال الدجوى.. نصائح لحماية منزلك من السرقة

الطقس اليوم الأربعاء 21-5-2025.. حار نهارا معتدل ليلا والعظمى بالقاهرة 31

نهائى كأس مصر 2025.. موعد مباراة الزمالك وبيراميدز والقناة الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى