الثقافة فى السجون

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
يحكى بعض من كانوا نزلاء السجون فى فترات سابقة، أنهم كانوا يقومون بحفر آبار فى الصحراء ثم ردمها مرة ثانية، بلا طائل منها سوى إنهاك قواهم، وأنهم كانوا يقطعون الأحجار ويتركونها مكانها لا يستفيدون منها، وذلك لأن فلسفة السجون فى ذلك الوقت كانت هى إخراج الطاقة الإنسانية للفراغ دون استفادة منها.
 
وتغير الأمر بعض الشىء، كما نقرأ ونسمع، ومن الحسنات التى تفعلها وزارة الثقافة متمثلة فى الهيئة العامة لقصور الثقافة تنظيم بعض الفعاليات الفنية داخل السجون، وإن كان الأمر على فترات متباعدة لكنه خطوة جيدة ومهمة بل نقول وضرورية، وتترك أثرا طيبا لدى الجميع.
 
حدث فى كثير من بلاد العالم أن تطورت كثيرا معاملة السجناء ودخلت فى إطار الإنتاج، مثلما نسمع عن الصين، حيث إن كثيرا من الأشياء اليدوية التى تأتى إلينا هى من صنع مساجينها، حسبما يقال، كما أن كثيرا من الأفلام الغربية تشير إلى ذلك نوعا ما.
 
جانب آخر مهم فى هذا الموضوع هو أن الكتاب أصبح جزءا أساسيا فى إعادة تأهيل المساجين، وأصبحت وجود المكتبات المزودة بأحدث الإصدارات أمرا طبيعيا، كذلك تشجيع الكتابة وإقامة المسابقات الثقافية.
 
لذا أعجبنى أنه فى مصر، وفى أكثر من مناسبة، نظمت قصور الثقافة فعاليات ثقافية كان آخرها ما حدث أمس الأول فى سجنى الوادى الجديد وليمان طرة، لكن يجب أن يتم إدخال بعض التحسينات على هذا الفعاليات، وأن نعرف كيف تتم أصلا، وهل يوجد مسرح فى السجن، وهل يشارك المساجين فى هذه الفعاليات أم يقومون فقط بدور المتفرج؟
 
إن البحث عن رؤية مستقبلية متكاملة للمجتمع تكون بالاهتمام بجميع فئاته وطوائفه وأولهم الذين يقضون فترات عقاب بهدف الإصلاح والتهذيب، شريطة أن يتم ذلك عن طريق الإيمان بدور الجميع وليس من أجل الشو الإعلامى، أو لأن منظمات حقوق الإنسان طلبت ذلك فنقوم به بشكل ما حتى يُكتب فى الدفاتر أن فعاليات أقيمت واحتفالات أجريت.
 
بجانب الفعاليات يجب على الدولة أن تنظم مسابقات ثقافية داخل السجون ويمكن لها بكل سهولة أن تشمل حفظ القرآن الكريم والغناء والكتابة والحرف اليدوية وأن يكون ذلك بشكل دائم وأن يقام ما يشبه دورى المسابقات بين النزلاء ثم بين السجون المختلفة، وأن تكون هناك جوائز لهذه المسابقات منها نشر الأعمال الفائزة سواء قصة أو رواية أو قصيدة أو لوحة فنية.
 
بمثل هذه الأشياء تتخلص المجتمعات من التطرف الذى يكمن فى الأماكن الانعزالية ثم ينتشر ليدمر الجميع.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

دخل علينا غرفة النوم.. تفاصيل اقتحام أتوبيس مدارس شقة سكنية فى بدر.. صور

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

الأهلى يرفض ضم لاعبين محليين لتدعيم الجبهة اليسرى ويكتفى بالأجانب

مشاجرة بين 4 ممرضات داخل مستشفى بسبب الحضور والانصراف


حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

ابنة شقيقة طارق الأمير: خالى فاقد الوعى وقلبه توقف مرتين من جديد

الأهلى يرحب برحيل شوبير حال تلقيه عروضا مغرية للاحتراف الخارجى فى يناير

ملخص وأهداف المغرب ضد الإمارات 3-0 اليوم فى نصف نهائى كأس العرب

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول


الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

حسام حسن يستقر على خطة مباراة مصر ونيجيريا

الطقس غدا.. أجواء شتوية وأمطار واضطراب بالملاحة والصغرى بالقاهرة 13

الأهلى يعلن التنازل عن مقاضاة مصطفى يونس

الأرصاد تحذر هذه المحافظات من أمطار خلال ساعات وتتوقع وصولها إلى القاهرة

الأهلي يترقب وصول يوسف بلعمري للقاهرة لإجراء الكشف الطبي

أليو ديانج يرفض طريقة زيزو في الرحيل عن الأهلى

أحكام سجن بالجملة ضد أهالى شبراهور بسبب إيصالات أمانة.. اعرف القصة

باب الالتماسات يعيد الفرصة لطلاب لم يحالفهم الحظ فى القبول بكلية الشرطة

التشكيل المتوقع لمنتخب مصر أمام نيجيريا.. الشناوي في حراسة المرمى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى