الثقافة الغائبة فى المدارس الخاوية

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
«اعتبره قلب وراح، اعتبره قصر جراح، واتهد على اللى بانيه»، لكم أن تتخيلوا أن هذه الأغنية قيلت بإذاعة مدرسة فى صعيد مصر، حتى تدركوا أننا لسنا فى حاجة للقول إن الجرعة الثقافية الموجودة فى مدارسنا بمستوياتها المختلفة لا تتناسب مع عدد التلاميذ ولا عدد المدارس الموجودة فى مصر، وخطورة هذا الأمر تكمن فى ألا أحد من المسؤولين يرى فى ذلك أية خطورة مستقبلية على المجتمع، لأنهم لو رأوا لغيروا.
 
كانت الأغنيات التى تقال فى المدارس قبل ذلك تتمثل فى «دع سمائى فسمائى محرقة» أو «لى أخ مجند اسمه محمد» أو«مدرستى يا مدرستى» أو «طلع البدر علينا»، وغيرها من الفنون التى تتناسب وعالم المدرسة، الذى من المفروض أنه يسعى لبناء شخصية التلميذ الوطنية والدينية.
 
ومنذ سنوات قليلة ماضية، ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى، كانت المدارس بإمكاناتها القليلة تهتم بفنون المسرح فى المناسبات، فلا يمر عيد الأم أو المولد النبوى الشريف إلا بنصوص مسرحية تقدم على خشبة بسيطة ويحضر الجميع وعلى رأسهم أهالى التلاميذ، الذين كان معظمهم أميون لا يجيدون القراءة والكتابة فيقضون يوما جميلا موقنين بأهمية مشاركة أبنائهم فى هذه الأنشطة الثقافية.
 
الآن، بكل سهولة، يمكن القول: إن المسرح انتهى تماما من المدارس، وعن تجربة ذاتية فى الصعيد، التلاميذ فى المدارس الحكومية، أصبحوا لا يعرفون كلمة مسرح سوى من التليفزيون بمعناه التجارى البحت، القائم على الضحك والسخرية والتقليل من الآخرين.
 
أما المكتبات المدرسية، فأصبحت خاوية على عروشها، وأعتقد أنه لم يعد هناك ما يسمى بحصة المكتبة، وبالتأكيد اختفت «مدرسة المكتبة» التى كانت تجمع التلاميذ حولها، وتقرأ لهم قصة جديدة، ويظل التلاميذ يفكرون فيها حتى الحصة المقبلة، كما اختفت حصة الرسم أو تراجع دورها، ولم تعد قادرة على اكتشاف المبدعين والفنانين.
 
أما المسابقات الثقافية بين المدارس فى قراءة القرآن والغناء والرسم والأسئلة العامة تراجعت أيضا ولم تعد منهجا أساسيا تقدمه وزارة التربية والتعليم وتتابعه وتعرف نتائجه، لكنها أصبحت اجتهادات شخصية من بعض مديرى المدارس، الذين يملكون رؤية شخصية لتطوير التلاميذ.
 
وخطورة هذه الغيابات الثقافية الكثيرة فى المدارس أنها سوف تصنع جيلا «جافا» مثل صخرة لم يرققها الماء، وبالتالى سيكون هذا الجيل واقعا تحت تأثير ثقافات الآخرين المختلفين عنا أو المتطرفين، الذين يملكون قدرات تأثيرية متعددة، وذلك لأننا لم نسمح لهذا النشء باختبار الأفكار والتعرف عليها عن قرب حتى يعرف الحقيقى من الزائف، وتركناه خاويا مثل مدينة خربة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مجلس الوزراء يوافق على أسعار توريد القمح والقصب وبنجر السكر للموسم الجديد

نقابة الأطباء: حبس المعتدى على طبيب الامتياز بمستشفى سيد جلال 15 يوماً

مجلس الوزراء يوافق على ترخيص سيارات الميني فان 7 ركاب بالمدن الجديدة

روما يراقب تيريك جورج.. وتشيلسى يرفع سقف المطالب

مجلس الوزراء يوافق على 12 قرارا.. تعرف عليها


صلاح ومرموش يخطران جهاز المنتخب بموعد الوصول والانضمام للمعسكر

جورجيا ميلونى: رد فعل إسرائيل تجاوز الحد ولا يمكننا الصمت إزاء مقتل الأبرياء

"الكرملين": روسيا تأمل في استمرار جهود الوساطة الأمريكية لتسوية الوضع في أوكرانيا

تعرف على شروط الحكومة لحصول مستأجرى الإيجار القديم على وحدات سكنية

مجلس الوزراء يوافق على آليات حصول مستأجرى "الإيجار القديم" على وحدات سكنية


آخر تطورات حالة بروس ويليس الصحية.. فقد القدرة على الكلام ونسى طبيعة عمله

نتيجة الثانوية العامة 2025 الدور الثانى.. تفاصيل

كيف يفكر الأهلي في مستقبل ريبيرو وموقفه من البقاء في القيادة الفنية؟

لأول مرة.. كوبرى الليمون بميدان رمسيس خال من الباعة الجائلين.. صور

طقس حار غدا على أغلب الأنحاء واضطراب بالملاحة.. والعظمى بالقاهرة 34 درجة

محمد صلاح يحصد الجائزة الـ 104 في مسيرته مع ليفربول

تنسيق الدبلومات الفنية.. كليات يشترط الالتحاق بها اجتياز اختبارات القدرات

تمرد إيزاك على نيوكاسل الأبزر في عناوين الصحف العالمية

تنسيق المرحلة الثالثة.. معامل حاسبات الجامعات تقدم الدعم الفني لطلاب الثانوية

تايلور سويفت وكيلسى يعلنان خطبتهما بعد عرض زواج سرى فى حديقة.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى