أدوات الاستقرار الاجتماعى والاقتصادى..

أيمن رفعت المحجوب
أيمن رفعت المحجوب
د. أيمن رفعت المحجوب
منذ يناير 2011 وحتى اليوم وتحت تأثير التغيرات الواقعية والفكرية، انتقلت السياسة الاقتصادية من الحياد النسبى إلى التدخل الايجابى لدعم الاقتصاد ودفع التنمية والاستثمار للخروج من حالة الركود.
 
وقد انعكس ذلك فيما يعرف "بالسياسة المالية المتدخلة" والحق أن هذا التدخل من جانب الدولة قد تم على مرحلتين وهما مرحلة " السياسة المالية المحضرة " ومرحلة "السياسة المالية المعوضة ". وقد وطبقت هاتان السياستان، وعلى التوالى، الأولى فى فترة حكم المجلس العسكرى بعد ثورة يناير 2011 حيث اعتمدت الدولة فيما بين 2011 وحتى 2013 على "السياسة المالية المحضرة"، ولما اتضح بعد 30 يونيو 2013 ما للسياسة المالية المحضرة من عدم كفاية، انتقلت الدولة المصرية الجديدة إلى مرحلة السياسة المالية المعوضة. 
 
ولمزيد من الايضاح فقد كانت السياسة المالية المحضرة، عبارة على أن تلجأ الدولة إلى التوسع فى النفقات العامة، فى مرحلة الانكماش الاقتصادى الذى لحق ثورة يناير 2011 وذلك بغرض التحضير لإنعاش الاقتصاد مؤقتا، ولكن ليس معنى ذلك أن الدولة فى ذلك الوقت كانت مسئولة مسئولية كاملة للقيام بهذا الغرض. بل اقتصر دورها على التحضير، وكان ذلك من خلال ثلاثة إجراءات أولهما؛ التوسع فى الانفاق العام الجارى والتحولى دون الاستثمارى، مما كبد مصر قروض وفوائد داخلية وخارجية كثيرة وأهدر كثير من الموارد بشكل عام. وثانيهما ؛ توسعت الحكومات المتعاقبة بضخ أموال لتحقيق زيادة أولية فى الانفاق والذى ادت إلى زيادة مضاعفة ومتتالية فى النفقات العامة والخاصة من خلال الاستهلاك المولد وأثر المضاعف. والذى ترتب عليه زيادة الطلب الكلى وارتفاع الاستيراد وتبعها ارتفاع عام فى الأسعار ( تضخم) وانخفاض قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية وخاصة الدولار بشكل ملحوظ. وثالثهما ؛ كانت تلك السياسة المالية المحضرة لا تعدو أن تكون علاجاً مؤقتاً للاضطرابات الاقتصادية، دون أن تشكل سياسة دورية أو هيكلة طويلة الأجل، وهذا يتضح فى تطبيق السياسة المالية المعوضة والتى أتت فى أعقاب تولى الرئيس السيسى الحكم. حيث ادركت الادارة الجديدة لمصر عدم كفاية السياسة المالية المحضرة لمواجهة الخلل الهيكلى الدورى فى الاقتصاد المصرى والحاجة إلى سياسة مالية أكثر فاعلية والتى تعرف للمتخصصين"بالسياسة المالية المعوضة" أو "بالمالية الوظيفية"
 فقد تبنت حكومة الرئيس السيسى تلك السياسة التعويضية والتى تعمل على ملافاة الخلل الهيكلى فى الاقتصاد سواء كان انكماشياً أو تضخمياً، وهو ما يعنى أذاً وببساطة التوسع فى النفقات العامة الاستثمارية وضغط الضرائب فى حالات الانكماش، وتتمثل فى حالات التضخم العكس بالعكس.
 
فقد رأت الحكومة كما هو واضح فى سياستها العامة أن مشكلة الانكماش والركود والبطالة هى المشكلات الأكثر الحاحاً فى الوقت الراهن إذا ما قورنت بمعدلات التضخم غير المقلقة حسب تقديراتهم. لذا بادرت بمعالجة الانكماش وذلك من خلال عدة اجراءات أولها ؛ لم تحصر الحكومة نفسها فى إطار المدة المالية التقليدية، بل وضعت ميزانية دورية أكثر طولاً، ولجأت إلى عجز الميزانية الضيق فى مرحلة الانكماش. واعتمدت على التمويل الداخلى والخارجى فى شكل مشاركة وليس استدانة (مثل المشروعات القومية الجديدة ) هذا بالإضافة إلى ضخ استثمارات جديدة مباشرة وغير مباشرة وإعادة هيكلة منظومة الدعم وخفض الضرائب مرحلياً إلى ان ترتفع الدخول الحقيقية - وإن كنت أرى أن العكس كان أصوب – وإن أردنا أن نعرف هذه المرحلة من تبنى السياسات المالية التعويضية، فيمكن أن نردها نحن أهل الاقتصاد إلى " النظرية النقدية الحديثة" وتفصيل ذلك أن يستلزم التوسع فى النفقات العامة الاستثمارية والالتجاء إلى عجز الموازنة المنضبط، وعلى ما تقدم فى حالة البطالة، بغرض رفع الطلب العام إلى المستوى اللازم لتحقيق التوازن والتشغيل الكامل، يستلزم من ناحية أخرى ضغط النفقات العامة الجارية والتحويلية ( ومحاولة تكوين فائض فى الميزانية).
 
وعليه ننتهى ونحن بصدد انتظار نتائج "السياسة المالية المعوضة" وتقييم أثارها على المجتمع اقتصادياً واجتماعياً فى الفترة القصيرة القادمة، أن نؤكد أن هذه السياسة قد أصبحت، فى أغلب دول العالم حتى الاقتصاديات الرأسمالية، أداة هامة من أدوات التوازن والاستقرار الاقتصادى والاجتماعى.، ان أحسن استخدامها. 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تأكيدا لليوم السابع.. الزمالك ينهى أزمة مستحقات البرتغالى جوزيه جوميز بالتراضى

بيراميدز يهزم الإسماعيلي ويحصد أول فوز بالدورى فى مباراة البطاقات الحمراء

كاسيميرو: محمد صلاح الأجدر بالكرة الذهبية 2025

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

عودة الشحات وبيكهام لقائمة الأهلي أمام فاركو ..وغياب العش وعمر كمال


وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى

قرار مهم لوزير التربية والتعليم بعد قليل

كريم محمود عبد العزيز ينفى شائعة انفصاله عن زوجته

الداخلية تضبط تيك توكر نشرت فيديوهات رقص خادشة للحياء

بعد توجيه وزير الأوقاف برعايته الصحية.. قصة إمام مسجد بقنا طعنه لص


الرئيس السيسى يصدّق على تعديل بعض أحكام قانون التعليم

محمد مكي يحذر لاعبي المقاولون من ثنائي الزمالك قبل مواجهة الدوري

ترامب عن لقاء بوتين فى ألاسكا: العقوبات جاهزة إذا لم نصل لنتيجة

تطوير منظومة مواقف السرفيس فى الجيزة.. موقف حضارى جديد بكوبرى الصحابة بالمريوطية فيصل بسعة 400 سيارة.. يخدم خطوط أكتوبر والمنيب والسلام والمرج والمعادى والوراق.. والمحافظة تطبق منظومة إلكترونية للمراقبة

مات والده فى حادث منذ 3 أعوام ولحق به الابن اليوم بنفس الطريقة.. تفاصيل

وزير خارجية بريطانيا يبلغ عن نفسه بعد رحلة صيد مع نائب ترامب بسبب "سنارة"

ضربة لحيتان المقاولين.. إزالة 6 أبراج مخالفة فى منطقة اللبينى بالهرم.. صور

اعترفات المتهمين بملاحقة فتاتين الواحات: طاردناهما بسيارة منظومة نقل خاصة

الرئيس السيسى يوجه بالمضى قدماً فى إعداد الموقع العالمى لإذاعة القرآن الكريم

وفاة بطل حريق شبرا الخيمة متأثرا بإصاباته بحروق فى جميع أنحاء جسده

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى