وائل السمري يكتب: مصر الحلوة في مؤتمر "اتحاد ملاك المستقبل"..عودة صورة كانت غائبة من 30 يونيو..ملامح أبهرت العالم فى السابق وحينما غابت انهال علينا العالم ضربا وطعنا

الرئيس عبد الفتاح السيسي - مؤتمر الشباب
الرئيس عبد الفتاح السيسي - مؤتمر الشباب

كسر الشباب في شرم الشيخ ستة أعوام من العزلة متمردين على ثقافة "محلك سر" ليتقدموا لإدارة الملفات الشائكة.

أسهم المؤتمر في في تغيير الصورة الذهنية عن الأوضاع القائمة في مصر، وكما أسهم في وقف نزيف الهيبة المؤلم

الشباب إذا دخلوا قرية جملوها والمكسب الحقيقي في هذه الأيام الثلاثة هو إضافة وجوه جديدة في الحياة الراكدة

 

ثلاثة أيام، هي المدة التي قضيتها متابعا لمؤتمر الشباب الوطني الأول في شرم الشيخ، وفي الحقيقة فإن ما حدث في هذا المؤتمر يستحق أن نقف أمامه بتأمل، فقد أسعدني أن أرى في وجوه أكثر من ثلاثة آلاف شاب ابتسامة حقيقية وأملا في أن يحدث في مصر بعض من تغيير، والتغيير هو الهدف المشروع لأي حراك اجتماعي، سواء كان هذا التغيير مؤسسيا أو شعبويا، وما أحوجنا إلى حدوث هذا التغيير دون أن يدفع الشعب تكلفة إضافية من وقته وماله ومستقبله.

كسبت مصر العديد من المزايا النسبية التي كانت في أًمس الحاجة إليها، فقد اجتمع أكثر من 3 آلاف شاب من مختلف محافظات مصر بغالبية ممثلي النخب السياسية والإعلامية والثقافية، ليضيف المؤتمر ملمحا مهما للحياة السياسية المصرية، وهو ملمح الحوار الحضاري البعيد عن شبهات التزلف أو الترصد، وهذا ما أعده نصرا سياسيا للرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه والفريق المنظم للمؤتمر والشباب المشاركين فيه، الذين تميزوا بروح حميمية صادقة ساعدتهم ليقوموا بجهد كبير في التنظيم، فالشباب إذا دخلوا قرية جملوها، ولابد أن نعترف في البداية أن تنظيم حدث به آلاف المشاركين أمر شاق ومرهق ولهذا فإني أعتبر مرور هذه الأيام الثلاثة دون وقوع مشكلات كبرى أمرا حميدا يجب أن نشيد به، خاصة أن جميع من شارك في تنظيم هذا المؤتمر شباب يقومون بهذه التجربة لأول مرة ومن المؤكد أن بعض الهفوات التي ظهرت في التنظيم ستتلاشى تلقائيا بعد أن يكتسبوا الخبرة اللازمة بالتجربة والخطأ، وهو أمر يجب أن نرحب به ونعد المجتمع لتقبله محرضين على خوض مثل هذه التجارب التي من المنتظر أن تدرب الشباب على القيادة، وتكسبهم خبرات العمل الجماعي، ليكسروا بهذا ستة أعوام من العزلة متمردين على ثقافة "محلك سر" ليتقدموا لإدارة الملفات الشائكة مضيفين بتواجدهم وجوه جديدة في الحياة الراكدة.

 

نقطة تميز هذا المؤتمر الحقيقية هي حضور جميع ممثلي الأجهزة التنفيذية وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولهذا أعتقد أن مجرد استماعهم إلى نبض الشباب بشكل مباشر سيكون له بالغ الأثر في اتخاذ القرارات ورسم السياسات، وأعتقد أن هذا المؤتمر سيكون أداة ضغط إضافية على صناع القرار لعلمهم أنهم سيقفون يوما أمام "اتحاد ملاك المستقبل" الذين لم يتورعوا عن استجوابهم ومساءلتهم دون خوف أو احتقان.

 

هنا يجب أن نسأل أنفسنا: لماذا كنا في احتياج حقيقي لهذا المؤتمر، وما الذي كسبته مصر منه؟ في الحقيقة فإنى أرى أن الفوائد التي كسبناها بهذا المؤتمر عديدة، وهنا لن أتحدث عن التوصيات التي خرج المؤتمر بها على أهميتها، لكني سأتوقف أمام صورة مصر التي ظهرت في شرم الشيخ، والتي أزعم أنها ستسهم في تغيير الصورة الذهنية عن الأوضاع القائمة في مصر، وتوقف نزيف الهيبة المستمر في مصر، فقد أصبحت مصر لأول مرة منذ فترة طويلة دولة حقيقية، يشترك في صياغتها جميع أفراد الشعب، معارضة وسلطة، شباب وشيوخ، خبراء ومبتدئين، حكام ومحكومين، نواب الشعب والشعب، القيادات الوسيطة والقيادات العليا، القروي يقف بجوار الحضري، والمسلم بجوار المسيحي، صورة كانت غائبة من 30 يونيو، صورة أبهرت العالم سابقا، وحينما غابت انهال علينا العالم ضربا وطعنا.

 

في هذا المؤتمر انصاع الرئيس السيسي إلى مطالب الشباب، ورأيناه لأول مرة، يتحدث عن ضرورة تعديل قانون التظاهر الذي طالما نادينا به، وفي الحقيقة فإن المطالبة بتعديل قانون التظاهر لم يكن بسبب اشتياقنا للمظاهرات ولا حبنا لها كما تساءل الرئيس مازحا، لكنه كان مطلبا ضروريا من أجل كفالة قيمة "الحرية" وحمايتها، وهي القيمة التي لا يستقيم الوضع بدونها، وهي القيمة التي تحمي الفكر والإبداع والبحث العلمي، وتعديل قانون التظاهر في هذا السياق يصبح ضروريا من أجل تحسين صورة مصر عالميا، من أجل خلق مسار مدني للتعبير عن الرأي والتنفيس عن الغضب وتعديل المسار قبل فوات الأوان.

 

كسبت مصر أيضا منبرا حرا جديدا يضاف إلى منابرها المتعددة للتعبير عن نبض الناس، وفي الحقيقة فقد كنا في أمس الاحتياج إلى هذا المنبر بعد أن غرقت بعض القنوات الرسمية للتعبير عن الرأي في النفاق القاتل أو التصيد المريض، فالبعض يتخيل أن مجرد مناقشة المشكلات أمر خارج عن فلسفة الوقوف مع الدولة وهي الأسطورة التي وضعت نهايتها في مؤتمر الشباب، كما أستطيع أن أقول إن هذا المؤتمر سد فجوة كبيرة تركها مجلس نواب الشعب الذي أصبح لا يمثل الشعب مرتضيا الغرق في تصريحات النواب الفارغة والصراعات المتدنية،  وهنا يجب أن أؤكد أنه في هذا المؤتمر نوقشت العديد من القضايا التي لو تلفظ بها أحد أعضاء مجلس النواب لهاجمه بقية الأعضاء بضراوة مستبيحن دمه، وفي الحقيقة أيضا فإن مستوى الرقي في الحوار الذي حدث في هذا المؤتمر أمر يجب أن يثير غيرة السادة أعضاء مجلس النواب وأن يحفزهم نحو الرقي بحواراتهم وتوسيع أفقهم فيتقبل القضايا المختلفة ليكونوا بحق "نواب الشعب".

 

في النهاية أريدك أن تنظر معي إلى هذه الصورة من بعيد، هناك في شرم الشيخ كان يجلس رئيس الجمهورية مع ثلاثة آلاف شاب، وأكثر من 500 شخصية عامة من مسئولين وسياسيين وحكماء وخبراء ومثقفين وإعلاميين ورجال دين، جلس معهم ثلاثة أيام كاملة، يناقشهم ويناقشونه، يسألهم ويسألونه، يعترضون على قرارات أصدرها، ويطالبونه بإصدار قرارات أخرى، يهاجمونه في وجهه بأدب ورقي، فيرد عليهم بصبر وصراحة، وفي النهاية يخرج الجميع بتوصيات في زي قرارات، وتوصيات ملزمة، محددة بسقف زمني، تتنوع مساراتها ما بين المسار السياسي والأمني والتنموي والإنمائي، ولن أقول مثلما يقول البعض إن هذا الاجتماع هو الأول من نوعه، لكني أستطيع أن أزعم أنني رأيت في هذا المؤتمر حوارا وطنيا حقيقيا يتحقق للمرة الأولى، ستقول لي ألم تلاحظ بعض السلبيات؟ وسأقول لك: نعم لاحظت، لكني في الحقيقة أرى أن الإيجابيات أكثر وأجدى، كما أرى أن هذه التجربة تجربة وليدة كفيلة بأن تصحح نفسها بنفسها، كما أنني كنت كلما أرى بعض الأمور السلبية كنت أنظر في وجوه الشباب المتحمس الممتلئ بالأمل لأتذكر قول الشاعر الجميل مصطفى إبراهيم "تحتك فيه ناس عايزه الأمل .. مش عايزه سيبهولهم"

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

القطار السريع يحقق المعادلة الصعبة.. ساعتان من العين السخنة للإسكندرية بسرعة 250 كم وتجربة استثنائية للسفر.. وعربات بطابقين في القطار الإقليمي لأول مرة في البلاد.. وجرار البضائع يصل مصر قريبا.. صور

ملخص وأهداف مباراة النصر ضد الأهلى فى نهائى كأس السوبر السعودى

بعد إعلان رؤية هلال ربيع الأول.. تعرف على موعد المولد النبوى الشريف 1447

بعثة يد الأهلى تصل القاهرة بعد المشاركة فى البطولة الدولية الودية بالبوسنة

ريم مصطفى تعود للسوشيال ميديا وتظهر بإطلالة طبيعية


الأهلي يرفع كأس السوبر السعودي وسط حسرة رونالدو.. فيديو

الجيش السوري ينفى تسمم وزير الدفاع مرهف أبو قصرة

إيرادات فيلم الشاطر لـ أمير كرارة تتخطى الـ 88 مليون جنيه منذ عرضه

أهلى جدة بطلا لكأس السوبر السعودى على حساب النصر بركلات الترجيح

النصر ضد الأهلى.. ركلات الترجيح تحسم كأس السوبر السعودي " فيديو "


روديجر يعود إلى قائمة ريال مدريد لمواجهة ريال أوفييدو في الليجا

خست 16 كيلو.. طفلة فلسطينية تحول جسدها لهيكل عظمى ووالدتها تناشد بسرعة علاجها

محمد صلاح ضمن أفضل هدافى القرن الحادى والعشرين عالميًا.. ميسي يتصدر

سيدة تطالب بتعويض 20 مليون جنيه من الزمالك لظهور رقمها في إعلان "الدباغ"

سقوط أوراق التين رواية تبحث عن مواجهة الشر.. مينا عادل جيد: لا أخشى الموضوعات الشائكة.. وطيف "دون كيخوته" ملمح أساسي في أعمالي.. صغت لغة أقرب للترجمات عن القبطيّة للعربية.. وفكرتي هي خلق النظام في وجه الفوضى

الأهلى يستعد للإعلان عن تعيين أسامة هلال فى رئاسة لجنة التعاقدات

صفقة إيزاك إلى ليفربول تعجل برحيل 4 لاعبين من الريدز

"شكراً مصر".. متطوعو مبادرة "الأشقاء" الجنود المجهولة فى مساعدة العائدين لوادى النيل.. مصريون وسودانيون يتنافسون لخدمة المسافرين للسودان على محطة السكة الحديد بالسد العالى.. توفير خدمات طبية وكراسى متحركة مجانا

سيحا حارس الأهلي يتعرض لحادث سيارة ويعلق: الحمد لله على فضله

مواعيد مباريات اليوم.. مان سيتي أمام توتنهام وليفانتى مع برشلونة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى