متى يتوقف المصريون عن السخرية؟

ماجدة إبراهيم
ماجدة إبراهيم
بقلم - ماجدة إبراهيم
الدول كلما تقدمت وازدهرت تكنولوجيا كلما استعانت بجميع بوسائل تقدمها فى التعليم، هذا ما ذكرته الدكتورة هاجر التونسى، الأستاذة فى كلية التربية، وأحد خبراء البرنامج الرئاسى فى مجال التعليم التى اقترحت أن يتم استخدام جميع وسائل التواصل الاجتماعى فى العملية التعليمية باعتبارها أحد عناصر التقدم التكنولوجى للمرحلة التى نعيشها الذى من شأنه مساعدة الأطفال والشباب على إخراج ما بداخلهم من طاقات إبداعية وتحقيق تقدم فى أسلوب التعليم، والدكتورة هاجر كانت من أولئك الشباب الذين شاركوا فى مؤتمر الشباب الوطنى الأول بشرم الشيخ الذى عقد مؤخرا تحت رعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، متخذا من الإبداع شعارا للمرحلة المصرية الراهنة والمقبلة.
 
كم بهرنى حقا أداء وأسلوب الحوار الذى كان الشباب المصرى الواعد يتحدثون به، وجدت تفاعلا شبابيا منضبطا ورؤى مدروسة لكل قضية ناقشوها، ولا أعتقد أن كل هذا الكم الهائل من الشباب قد تم تغييبه أو التأثير عليه لكى يتحدث بهذه الطريقة المتفائلة عن تجربته أو حتى عن أهداف المؤتمر أو الخطط المقدمة خلال المؤتمر.
 
فمن تابع المؤتمر بنية طيبة متفائلة سيقف على عدد من المحاور والنتائج التى لا يمكن إغفالها أولها أسلوب الحوار الراقى والحجج الواضحة والرؤية المتوازنة والمتكاملة للأمور، والانطلاق والبراعة فى التعبير عن النفس والجماعة.
 
المجهود المبذول الواضح لجميع فرق البرنامج الرئاسى فى مختلف مجالاته سواء التعليم أو المشاركة السياسية فى البرلمان أو الخطط الاقتصادية، وطرح الحلول والمشاكل التى يعانى منها الشباب ما يزيد على ثلاثة آلاف شاب من مختلف محافظات مصر يمثلون خيرة شبابها.
 
ورغم أن وسائل التواصل الاجتماعى متمثلة فى الفيس بوك وتويتر وغيرها مما يستجد تقرب العالم وتختزله فى مجتمع متفاعل يؤثر بعضه فى بعض، ورغم أن الفضل الكبير يعود لقيام ثورة يناير 2011 لهذه الوسائل، لأنها جمعت كل هذا الكم من الشباب.
 
إلا أن الشعب المصرى كعادته الساخرة التى تصل فى كثير من الأحيان إلى التهكم والسخرية من أجل السخرية فقط قد أتحفنا بسيل من الشتائم والنيل من كل ما حدث فى هذا المؤتمر، وكأن هؤلاء الشباب الذين يمثلون جميع قطاعات المجتمع ليسوا من مصر، وكأن الجهد الذى بذل فى ورش عمل وتواصل حوارى ودراسات قد أعدت راحت هباء منثورا.
 
فلا يعقل أن يكون لهذا الحدث الذى شارك فيه كل هذا العدد من الشباب بأفكاره وتواصله المباشر مع السيد الرئيس أو مع المسؤولين والوزراء، للوقوف على حل مشكلات وتبادل طرح الرؤى الشبابية لكل قضية على حدة لا نخرج منه بإيجابية واحدة وإنما سلبيات وسخرية لا تتناسب مع الجهد المبذول.
 
لماذا هذا الإحباط المصرى منقطع النظير قبل أن تحكموا على هذه التجربة بالفشل والسطحية؟ اسالوا أحد المشاركين بصدق فى هذا المؤتمر فلابد أن يكون فى قريتك أو الحى أو المدينة التى تسكن فيها شاب أو شابة شارك بشىء فى المؤتمر.
 
وأتساءل هل هؤلاء الشباب من كوكب آخر أو يمثلون بلدا غير مصر أم أنهم مصريون حتى النخاع؟ ألم يترك البعض منهم أسرهم ودخلوا فى ورش عمل وفعاليات أخذت من وقتهم، واقتطعوا من عملهم لكى يشاركوا فى هذا الحدث.
 
لا أصدق أن هؤلاء الشباب الواعد الذى أتيحيت له الفرصة للحديث والمناقشة وتقديم رؤية واضحة لكل مشكلة أو اقتراح قدمه لا يكون مدعاة للفخر والتقدير فبلد يمثل شبابه هذا الكم من العقول والأفكار الواعدة لا يخاف عليه أبد من الاندثار والسقوط، فإذا كنا نؤمن أن النوايا الطيبة وحدها لا تقيم الأمم فالشباب المثقف صاحب الرؤية من شأنه أن يصنع المعجزات وهو السبيل لتقدم وتماسك البلاد.
 
فالرهان الذى راهن به عبدالفتاح السيسى هو الشباب أى الحصان الفائز مهما كانت الصعوبات هذه دعوة للتفاؤل فى مستقبل يتقدمه شباب مصر فى كل مجال بدءاً من المجالس المحلية التى لو أمسك زمامها الشباب لكل ضمانا لإصلاح مصر فى الفترة المقبلة، ثقوا فى أنفسكم أيها المصريون، ثقوا فى شبابكم فالمقبل لن يكون أسوأ طالما اتحدنا من أجل نهضة مصر، كفانا سخرية وتحقيرا من كل شىء فلا وقت إلا للعمل وللشباب.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

صحتك بالدنيا.. مخاطر "ربلوكس" على الأطفال.. هل يصاب البالغون بسكر النوع الأول بشكل مفاجئ؟.. علماء يكتشفون رابطا بين الخرف وسرطان البنكرياس.. وعادات يومية غير متوقعة ترفع ضغط الدم

محامى شيرين عبد الوهاب يعلن ترك العمل معها بعد أنباء عودتها لطليقها حسام حبيب.. قنطوش يطالب وزير الثقافة ونقيب الموسيقيين بالوقوف بجوارها ودعمها صحيا ونفسيا بعدما فشل فى دفعها للخروج من أزماتها

محامي شيرين يطالب وزير الثقافة ونقابة الموسيقيين بإنقاذها بعد أنباء عودتها لحسام حبيب

الأهلى ضد غزل المحلة.. موعد المباراة والقناة الناقلة فى الدوري المصري

إصابة 6 أشخاص فى حادث تصادم سيارتين ملاكى على صحراوى البحيرة


الداخلية تكشف أسباب صوت فرقعة بموقف ملحق بمطار القاهرة

السجن 10 سنوات لمالك محلات تجارية شهير متهم ببيع أجهزة تابلت التعليم

الأمم المتحدة: إنهاء المجاعة سباق مع الزمن ويجب وقفها بأى ثمن

واقعة لاعبة الجودو دينا علاء.. هل تلقت القتيلة 3 رصاصات من الزوج لتفدى أطفالهما؟

اعترافات صادمة لعصابة الثقب الأسود: نضرب الأطفال ونجبرهم على التسول.. فيديو


ألفينا ومصطفى شلبي يدعمان "تشكيل الجولة" بالدوري المصري في غياب الأهلي

الداخلية تضبط عصابة "الثقب السوداء" للتسول بالأطفال أسفل كوبرى بالهرم.. فيديو

العمرة بدون وسيط.. تعرف على خدمات تطبيق "نسك عمرة"

الزمالك يزاحم المصري بالقمة.. اعرف ترتيب دوري نايل بعد نهاية الجولة الثالثة

وزير الدفاع الإسرائيلى: قريبا سنفتح أبواب الجحيم على حماس فى غزة

8 آلاف لاعب في بطولة مصر المفتوحة للكيك بوكسينج باستاد القاهرة

أجواء شديدة الحرارة.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس وتحذر من الرطوبة

النيجر: الأمطار والفيضانات تتسبب فى مصرع ما لا يقل عن 47 شخصا منذ بداية العام

القاهرة تدرس غلق شوارع بوسط البلد ومصر الجديدة وتخصيصها للمشاة فقط.. المحافظ: شارع إبراهيم باشا بالكوربة الأبرز وإنشاء اتحاد شاغلى الشوارع للحفاظ على العقارات التراثية.. و"الخديوية" تشهد تكرار نماذج شارع الألفى

هل يستحق المستأجر تعويض حال انتهاء المدة الانتقالية بقانون الإيجار القديم؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى