روان سالم ذكى تكتب: السير على الحبال

شخص يمشى على حبال - أرشيفية
شخص يمشى على حبال - أرشيفية

أحببت اليوم أن تكون مقالتى عبارة عن قصة أسردها لنتعلم منها الكثير، تحمل فى جعبتها الكثير من المعانى الرائعة، وتحمل بين طياتها دروسا فى غاية الأهمية سنحاول استخلاصها بعد أن أصل إلى نهايتها.

 

كان هناك لاعب سيرك شهير يسمى "تينو واليندا"، من أسرة كانت تمارس لعبة السير على الحبال أبا عن جد منذ قرن من الزمان، فقام أحدهم بسؤاله ذات مرة كيف تبقى ثابتا ومتوازنا على الحبل ولا تسقط ؟ فأجاب: فى الحقيقة أنا لاأكون ثابتا ومتوازنا على الحبل أبدا، بل أنا فى اهتزاز دائم، لكننى أقوم بتعديل وضعيتى طوال الوقت حتى لا أسقط، وذلك بحركات فى كل الاتجاهات. ان الثبات على الحبل يعنى فى الحقيقة "السقوط". إجابة واليندا جعلتنى أقف متأملة روعة ما قاله، وأعكس الأمر على الحياة عموما، فحياة الإنسان مهما كان منظما ومرتبا ودقيقا، لا يمكن أن تكون متزنة تماما، بل هى فى الحقيقة مليئة بالاهتزازات، تماما كإهتزازات لاعب السيرك الواقف على الحبل، وذلك لأنه مهما ظن الانسان انه مسيطر على مجريات حياته، فستظل أمور كثيرة خارجة عن إرادته بطبيعة الحال، ولا يمكن له ان يسيطر على مفاجآت الزمان ولا على تقلب صروفه، ولا يمكن له كذلك ان يضمن انضباط واتزان الناس من حوله ممن لا يمكنه الا ان يتعامل معهم، وان يتقاطع دربه مع دروبهم، فالإنسان لا يمكن له ان ييقن أن أمور حياته تحت يديه، وانه مسيطر عليها تمام السيطرة، بل لا يجب حتى ان يحاول السعى إلى جعلها كذلك، لأنه سيخالف بذلك سنة الأشياء التى أجراها الله سبحانه وتعالى، ولن يفلح فى ذلك أبدا. بل ان ما يجب عليه فعله هو ان يبذل جهده بالقدر الممكن والمعقول فى الوقت نفسه، أى بلا إفراط ولا تفريط ليضبط أمور حياته، وهكذا تستمر الحياة بهذه الحركات المستمرة من اعادة الضبط والتوازن. فى الحقيقة ان هذا الأمر فى غاية الأهمية، لأن من يغفل عن هذه الأمور لفترة طويلة سيجد ان الامور التى خرجت عن مسارات الاتزان قد انحرفت بعيدا جدا مما سيتطلب منه جهد عظيم لإصلاحها وإعادتها كما كانت.

 

هذه الحركة المستمرة لاستعادة التوازن يجب ان تسرى على كل مناحى الحياة، سواء فى البيت، العمل أو فى الحياة الاجتماعية بشكل عام، ومن الناحية الفلسفية، فإن حلاوة الحياة وإثارتها، تكون فى الحقيقة بهذا " اللا اتزان" فالثبات تماما كما قال لاعب السيرك واليندا، يعنى السقوط، وهو فى حياة الانسان الموت، لكن هذه الاهتزازات الحياتية المستمرة هى ما يدفع الانسان إلى الحركة الدءوبة، التى لولاها لظل الانسان قابعا فى مكانه دون أن يتقدم أى خطوة، وهى الوقود الذى يؤدى دائما للسعى والتعديل والبناء والتحصيل.فلولا وجود هذه الاهتزازات فى كافة مجالات الحياة ايا كانت، لم نكن ما نحن عليه من القوة والخبرة التى نكتسبها بعد كل اهتزاز فى حياتنا، مما يؤهلنا للتعامل مع كل الاهتزازات المستقبلية بنجاح، نتيجة ما اكتسبناه من خبرة من الاهتزازات السابقة. فكن شاكرا دائما لكل اهتزاز يمر عليك، بل وحاول دائما الانتصار عليه والخروج بأقل الخسائر. لا تحلم بالمثالية، لأنك حينها ستقرر ان تعيش عمرك على امل تحقيق حلم صعب المنال. ان كل ماعليك فعله حقا هو تعلم فن السيرعلى الحبال !

 

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

فيلم Mission: Impossible - The Final Reckoning يحقق 576 مليون دولار

الأهلى يجهز بدائل "عادل وفيصل" فى صفوف اليد

ترامب: حماس تريد وقف إطلاق النار فى غزة ولا أعتقد وجود عراقيل

البنك الأهلي يسافر للإسكندرية السبت المقبل لبدء المرحلة الثانية من الإعداد

10 تغييرات فنية لأندية الدوري استعدادا للموسم الجديد


غادة عادل وأبطال وتر حساس 2 يبدأون تصوير أول مشاهد المسلسل 20 يوليو

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 8 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة

بعد عطل الاتصالات والإنترنت.. إقلاع 36 رحلة طيران وجار العمل على 33 أخرى

استكمال عمليات تبريد حريق سنترال رمسيس.. صور

جلسة مرتقبة فى الزمالك مع لاعبى العقود المنتهية فى صفوف اليد


مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

7 أخبار لا تفوتك اليوم الإثنين 7 - 7 - 2025

فات الميعاد الحلقة 19.. الحكم على أحمد مجدى بالسجن خمس سنوات

إعلام عبري: إصابة 16 جنديا إسرائيليا في انفجار عبوة ناسفة بشمال قطاع غزة

تليفزيون اليوم السابع يوثق اللحظات الأولى من حريق سنترال رمسيس.. إخماد النيران وتجددها مرة أخرى والسحاب غطى وسط البلد.. الحماية المدنية سطرت ملحمة بطولية.. ووزراء ومسئولون يتابعون الحادث من موقع الحريق

الاتحاد يضع الرتوش الأخيرة على صفقة تبادلية مع سيراميكا.. بيع مغربى وضم 3 لاعبين

حين انتصرت الشعوب على الهيمنة.. دول تحدّت الطاعة العمياء لأمريكا وفضّلت مصلحة مواطنيها.. رفضت مقايضة الكرامة الشعبية بالرضا الغربي تمسكا بالقرار السيادي.. وأكدت: واشنطن لا تملك وحدها مفاتيح الشرعية

ترامب يفرض رسوما جمركية بقيمة 25% على منتجات وسلع كوريا الجنوبية واليابان

وزير الاتصالات يتابع حريق سنترال رمسيس.. واستعادة الخدمة خلال ساعات

مها الصغير: أنا غلطت فى حق الفنانة ليزا.. أنا آسفة وزعلانة من نفسى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى