قوة الخير

د. عمرو خالد
د. عمرو خالد
د. عمرو خالد

القيم والأخلاق الإنسانية هى التى تضمن الأمن للمجتمعات وتحقق السعادة والاقتصاد المزدهر

هل جربت يومًا أن تقابل الإساءة بالإحسان، وأن ترد الشر بالخير؟ لو كنت من هؤلاء، فحتمًا أنت ممن يؤمنون بقوة الخير فى الحياة، وأن الشر لايواجه بالشر، بل يواجه بفعل الخير، فيزيل الشر دون عنف أو صراع، وهو ما يسمى بـ«قانون الإزاحة»، الذى يزرع محبة وسعادة فى قلوب الناس، سقاؤها الخير، هكذا كل فعال للخير لايحصد سوى الخير، «فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ»، فمن الخطأ التسليم بفكرة الصراع التى تسيطر على عقول البعض، باعتبار الصراع هو الحل، لأن القيم والأخلاق الإنسانية هى التى تضمن الأمن للمجتمعات وتحقق السعادة والاقتصاد المزدهر، بينما الصراعات تجعلها تعيش فى أجواء من الفوضى والاضطرابات، وهذا ضد مراد الله فى الكون، لأنها تهدم فكرة «إعمار الأرض»، فحين يسود الصراع تتراجع قيمة الخير لصالح الشر، وتغيب تمامًا روح التعاون بين الأفراد والمجتمعات.
 
قانون الإزاحة: قانون الإزاحة «ليس اختراعًا لنا، بل له أصل وسند من القرآن «إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ»، وهو قائم على فكرة أن الخير سيزيح الشر مهما بلغت قوة الشر، والدليل «مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا»، فقوة الحسنة الواحدة بمقدار 10 سيئات.. سأل عبدالله بن رواحة النبى صلى الله عليه وسلم فقال: «أوصنى يا رسول الله، فقال له: يا عبدالله: «لا تيأس وإن أسأت تسعًا أن تُحسن واحدة، فالحسنة بعشر أمثالها فيقبلك الله عز وجل». إذا آمنت بقوة الخير، فإنه سيعود عليك أضعافًا مضاعفة، لأنه ليس هناك ما هو أقوى من الخير فى الوجود.. فهو أقوى من السلاح والصراع والعنف والمال، هل تعرف لماذا؟! لأنه من الله «وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا»، فقط الخير.. اختصر الدين والقرآن فى كلمة الخير، والخير بيد الله «قل اللهم مالك الملك.. بيدك الخير»، كان من دعاء النبى: «لبيك وسعديك والخير كله بيديك».
 
الخير لا يموت: لو لم يكن الخير هو الأصل والأقوى والأطول عمرًا لما كان قد ورد ذكره فى القرآن 188 مرة، والخير لا يموت أبدًا، حتى وإن مات صاحبه، لأنه سيجده فى ذريته من بعده، فعل الأب الخير فحفظ الله لولديه من بعده الكنز، «وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِى الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ»، لماذا؟ ونحن لسنا أمة صراع «كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ» لنا نموذج متفرد جعل الله يصفنا بخير أمة، لكننا عشنا نموذج الغرب وتركنا الإسلام، ونحن نظن أننا نفعّل فكر الإسلام، بينما فى الحقيقة نعيش بفكر عكس الإسلام، لا يزال فى إمكاننا تغيير الصورة المشوهة، املأ الدنيا خيرًا من اليوم «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ».
 
كان هناك رجل فى صعيد مصر يحب عمل الخير وكان يعمل فى صناعة الحُصر «الفرش»، وكان كلما سمع عن خير فى بلده يذهب إليه، حينما يسمع عن جلسة صلح بين عائلتين، أو أن هناك فرحًا يحمل الحصر ليجلس الناس عليه، كلما يأتيه خبر خير يذهب إليه ويحمل بين يديه الحصر، وفى يوم من الأيام نام هذا الرجل، فرأى فى المنام أنه يخرج من ظهره شعاع نور ينير للناس فى الأرض، فكان تأويل الرؤيا أنه سيكون من ذرية هذا الرجل من يعلم الناس الخير والعلم. وبالفعل بعد أعوام ولد الشيخ محمود خليل الحصرى الذى علّم الناس ومازال هو المسطرة التى تقاس عليه صحة التلاوة للقرآن الكريم، ولم يتوقف الخير، حيث قامت بعده ابنته الحاجة ياسمين الحصرى بإنشاء المسجد ودار الأيتام وجمعية خيرية لخدمة الفقراء والمساكين.. كل هذا بقوة خير الجد.
 
الخير بديلاً للصراع: من الضرورى أن نستبدل بفكرة الصراع فكرة فعل الخير، لأننا إذا ما قابلنا الإساءة بالإساءة فمتى تتوقف الإساءة؟ اعمل الخير فى أهله وفى غير أهله، فإن لم يكونوا أهله فأنت أهله، فلايوجد إنسان لا يحب الخير، لكن من الصعب أن نجد إنسانًا يمارس حبه للخير.. وإن كان الأمر ليس بهذا السوء الذى يتصوره البعض فى هذه الأيام بأنه لم يعد هناك خير فى الناس، فإنه هذا ليس صحيحًا، لأن الناس مليئة بالخير.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

انتحاري يفجر نفسه عند مخبز في مدينة حلب بسوريا

إصابة 8 أشخاص من أسرة واحدة فى حادث تصادم على الطريق الدولى ببلطيم

لحظات الفراق والحزن فى جنازة مدير التصوير تيمور تيمور.. الصدمة تسيطر على وجوه النجوم.. والدته: أطيب قلب ادعوا له عريس بيتزف فى الجنة.. زوجته: كان قلبه حاسس طلبها ونالها

ريبيرو يُعيد الشناوي لحماية عرين الأهلي أمام المحلة وبيراميدز فى الدوري

الداخلية تكشف تفاصيل تعدى شخص على زوجة شقيقه فى الزقازيق بالشرقية


رئيس وزراء فلسطين: الأجيال القادمة من الشعب الفلسطيني ستتذكر الموقف المصري

ضبط مرتكبى مشاجرة أمام كافيه شهير بكورنيش سيدى جابر بالإسكندرية

مان يونايتد ضد أرسنال.. قمة الـ2.2 مليار يورو فى الدورى الإنجليزي

هشام عباس وكايرو كافيه وفلكلور كازاخستان على مسرح المحكى غدا

الطقس غدا.. حار نهارا ونشاط رياح يلطف الأجواء والعظمى بالقاهرة 35 درجة


نانت ضد بي اس جي.. مصطفى محمد يبحث عن الفوز الأول ضد عملاق فرنسا

موعد المولد النبوى الشريف 2025.. ذكرى ميلاد خير البشرية

دمج أنشطة الاقتصاد غير الرسمى.. القانون يحدد اشتراطات وتيسيرات ومزايا لتقنين أوضاع المشروعات المتوسطة والصغيرة غير المرخصة.. ضوابط لمنح ترخيص مؤقت.. و300 جنيه حد أدنى للرسوم

كاتب إسرائيلى يدعو العالم لوقف مخطط حكومة بلاده لإبادة الفلسطينيين فى غزة

شوبير: ريبيرو عالج أخطاءه أمام فاركو ولم يكابر

قطار العودة للسودان يستعد للانطلاق من محطة مصر.. صور

انفصالات متكررة.. سيلينا جوميز تمر بحياة عاطفية غير مستقرة مع 6 رجال

فلورانت مالودا: محمد صلاح أفضل لاعب فى الدوري الإنجليزي

5 أفلام في طفولة كريم عبد العزيز أمام كبار النجوم منهم عادل إمام ونور الشريف

مصطفى محمد يتصدر غلاف "ليكيب" قبل مباراة نانت ضد باريس سان جيرمان

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى