"أبو الفرج المصرى" 60 عاما فى خدمة جماعات العنف والإرهاب.. أحمد سلامة مبروك صديق أيمن الظواهرى رفض المراجعات.. والـ"سى أى إيه" استفاد منه سابقا فى مواجهة تنظيم القاعدة.. وطائرات التحالف قتلته فى إدلب

أبو الفرج المصرى - طائرة بدون طيار - الحرب فى سوريا
أبو الفرج المصرى - طائرة بدون طيار - الحرب فى سوريا
كتب محمد إسماعيل

الفترة الزمنية الفاصلة بين ظهور أحمد سلامة مبروك فى نهاية يوليو الماضى إلى جوار أبو محمد الجولانى زعيم جبهة النصرة خلال مؤتمر إعلان الانفصال عن القاعدة، وبين الإعلان اليوم عن مقتله فى هجوم بطائرة بدون طيار فى إدلب بسوريا لم تتجاوز الـ4 أشهر، لكنها تتضمن الفصل الآخير فى حياة إسلامى أصولى قضى نحو نصف عمره داخل الحركة التكفيرية متنقلا بين أقطار العالم قبل أن يقضى فى النهاية نحبه.

 

لم يعرف على وجه التحديد طبيعة الدور الذى كان يقوم به أبو الفرج المصرى – هكذا كانت كنيته- فى سوريا، وإن كان الحساب الرسمى لجبهة فتح الشام –جبهة النصرة سابقا- على شبكة تويتر بث خبر مقتله وعرفه بأنه عضو مجلس شورى الجبهة، أما تصريحات قيادات الجبهة فكانت تشير إليه بوصفه رجل دين وقاض شرعى رغم أن مصادر  زاملته  فى السجون المصرية لأكثر من 10 أعوام أكدت أنه لم يكن على علم شرعى يؤهله لتولى مسئولية التنظير الشرعى لأى التنظيم، ومن ثم فإن الأرجح أن انتقاله إلى جبهة النصرة عقب الإفراج عنه كان جزءا من تفعيل مبدأ أهل الثقة والولاء للأصدقاء القدامى الذى يعتمده أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة.

 

قصة خروج أحمد سلامة مبروك من السجن كانت جزءا من الجدل الذى صاحب ظهوره إلى جوار "الجولانى" فى مؤتمر فك الارتباط بالقاعدة والثابت أنه فى نوفمبر 2012 – أى بعد تولى محمد مرسى السلطة بأشهر قليلة- قامت وزارة الداخلية بإخلاء سبيله بموجب الإجراءات المصاحبة لإعادة محاكمته عسكريا فى قضية العائدون من ألبانيا التى كان قد أدين فيها بالمؤبد فى نهاية التسعينات.

 

والواضح أنه فر إلى سوريا بعد خروجه من السجن مباشرة، حيث إنه لم يكن جزءا من حالة الاستقطاب السياسى داخل مصر بين التيار الدينى ونظيره المدنى، وهنا يبدو مثيرا أنه كرر نفس ما فعله عقب خروجه من السجن فى نهاية الثمانينات بعد إدانته فى قضية "الجهاد الكبرى"، حيث هرب أيضا لكن إلى أفغانستان هذه المرة، حيث كانت هى المكان الذى تتوافر فيه الظروف الموضوعية لإقامة مشروع إمارة إسلامية تماما كما حدث فى سوريا بعدها بحوالى 30 عاما، وفى الحالتين كان أحمد سلامة مبروك حاضرا.

 

انتهت تجربة أبو الفرج المصرى الأولى فى أفغانستان باختطافه على يد المخابرات الأمريكية أثناء وجوده فى أذربيجان، ووفقا لتقارير نشرتها صحف أجنبية نقلا عن مصادر بـ"سى أى إيه" فإن جهاز الكمبيوتر الشخصى الخاص به تضمن تفاصيل هامة عن تحركات تنظيم القاعدة  وبعدها تم ترحيله إلى مصر.

 

داخل السجون المصرية كان أحمد سلامة مبروك على موعد مع معركة أخرى، لكن هذه المرة مع رفاق الأمس الذين كانوا قد بدأوا فى إجراء المراجعات الفكرية، وعندما وصلت عجلة المراجعات إلى تنظيم الجهاد اشتبك "مبروك" بعنف مع سيد إمام الشريف أو الدكتور فضل صاحب وثيقة ترشيد العمل الجهادى فى مصر والعالم، لاسيما عندما قال الأخير عنه: "الأخ أحمد سلامة مبروك قال نحن مستعدون للموافقة على كل ما فى الوثيقة ونتعهد للسلطات الالتزام بها، ولكن فى السر من دون إعلان ذلك فى وسائل الإعلام، حتى لا يؤدى ذلك إلى تخذيل الشباب عن الجهاد" وهو ما دفع مبروك لتكذيبه فى بيان سربه من محبسه.

 

تبقى النتيجة الأبرز لهذه المعركة هى أن أيمن الظواهرى تذكر صديقه القديم فى تسجيل صوتى بثه للهجوم على المراجعات ووصف فيه مبروك بأنه صابرا ومحتسبا وثابتا على العهد، ولم يكن مستغربا فى هذا السياق أن يفر مبروك إلى تنظيم يترأسه الظواهرى عن بعد بمجرد خروجه من السجن.

 

خلال سنوات عمره التى تصل إلى 60 عاما لم يتزوج أحمد سلامة مبروك، ولم يترك خلفه ولدا يبكى عليه بعد مقتله.. مجرد تدوينة من تنظيمه الجديد على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" هى التى أعلنت للعالم رحيله.

 

سؤال وحيد يصلح لتوديع قصة أحمد سلامة مبروك: كيف يضل الإنسان سعيه ويضيع عمره وهو يحسب أنه يحسن صنعا؟

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هاري كين يضع بصمته على أرقام تاريخية جديدة مع بايرن ميونخ

رئيس النيابة الإدارية المستشار محمد الشناوى يتسلم مهام منصبه اليوم

كيف أطاحت جماعة الإخوان "الإرهابية" بحقوق المرأة؟.. الفكر التأسيسي قائم على الوصاية باقتصار دورها على المنزل والإنجاب وخطابهم المعادي لحقوق المرأة.. والإقصاء من المناصب القيادية واستخدام النساء كوسيلة لا كقضية

اتحاد الكرة يطلق اسم "مسابقة الفريق الثانى" على بطولة مواليد 2005 لأندية الممتاز

أخبار الرياضة المصرية اليوم الإثنين 30 - 6 - 2025


الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن الجدول الزمني لانتخابات مجلس الشيوخ غدًا

المنيا تتطور.. مليار و300 مليون جنيه حصيلة تقنين أراضى الدولة.. لأول مرة رفع القدرة الاستيعابية لمصنع سكر أبو قرقاص إلى 7 آلاف طن يوميا.. والمحافظ : التحدى كبير فى جميع القطاعات ونعمل بخطوات ثابتة نحو التطوير

"30 يونيو" ثورة انتصرت على الجماعة الإرهابية وأحبطت مخطط عمره 90 عامًا.. إبراهيم ربيع المنشق عن الإخوان يفضح أسرار الجماعة.. ويكشف مخطط استقطاب الشباب بداية من دائرة الربط العام حتى الوصول إلى المؤيد القوى

تعرف على فريق عمل ألبوم "ابتدينا" لـ عمرو دياب

حبس أب ونجله 4 أيام بتهمة إدارة ورشة لتصنيع الأسلحة النارية ببنى سويف


محمد صلاح ثالث أكثر اللاعبين صناعة للفرص فى 2025 بجميع المسابقات الإنجليزية

تفاصيل التعاقد مع يانيك فيريرا والجهاز المعاون يضم 5 مساعدين أجانب

تعرف على البلجيكى يانيك فيريرا المدير الفنى الجديد للزمالك

جلسة تاريخية لمناقشة قانون الإيجار القديم تحت القبة.. رئيس المجلس: القانون ليس فيه أية شبهة عدم دستورية.. ولن يترك مواطن بلا مأوى.. والحكومة تتعهد لرئيس النواب بإرسال بيانات أعداد المستأجرين الأصليين وأعمارهم

محامى شيرين عبد الوهاب: هناك حملات مدفوعة للهجوم عليها ومعروف من ورائها

نجوم الفن والغناء يدعمون شيرين عبد الوهاب أمام الانتقادات

الأهلى يطلب من ريبيرو حسم موقف نجم الفريق الشاب بسبب عرض زعيم الثغر

تحركات دولية لاحتواء الحرب فى السودان.. اتصالات أممية لتأمين هدنة إنسانية لمعالجة الأوضاع المتدهورة بالفاشر.. جلسة مجلس الأمن تحذر من اتساع رقعة الصراع.. ومبعوث "إيجاد" يبحث سبل خفض التصعيد مع الأطراف المعنية

رسائل مهمة لرئيس مجلس النواب بشأن قانون الإيجار القديم.. حنفى جبالى: نحن أمام تحدى جديد ضمن تحديات سبق أن اجتازها هذا المجلس بعزيمة وثبات وحكمة شهد بها الجميع.. وأزمة الإيجار القديم لم يكن لأى منا يد فى صناعتها

انفجار ناقلة نفط تحمل مليون برميل قبالة سواحل ليبيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى