أبو مازن وقطر.. المال والمصالح على حساب فلسطين

يوسف أيوب
يوسف أيوب
بقلم - يوسف أيوب

من حق رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن، ومن حوله أن يدافعوا عن استقلالية القرار الفلسطينى، وأن ينتقدوا الدول أو الأشخاص الذين يحاولون التدخل فى الشأن الفلسطينى الداخلى، لكن من حقنا على أبو مازن أن يعلن عن المتدخلين فى شئونهم الداخلية أمام الجميع، وإلا يتعاملوا بمنطق "الحموات"، بتلقيح الاتهامات هنا وهناك دون تحديد.

من حق أبو مازن ورجاله فى حركة فتح والسلطة أن يقولوا ما يشاؤون فى حق المتدخلين بشئونهم، لكن من حقنا عليهم أن يكون هذا الموقف على عموميتها، وألا يقتصر على مجموعة معينة، وترك آخرين يلعبون فى فلسطين كيفما شاؤوا، لا لشىء إلا لأنهم يزيدون خزائن أبو مازن وكثير من رجال السلطة.

أنا لن أسير على نفس نهج أبو مازن ومن معه، وعلى رأسهم، جبريل الرجوب، لكن سأكون أكثر تحديداً، فرئيس السلطة ورجاله دأبوا خلال الأيام الماضية الحديث عن المتدخلين العرب فى شئونهم، وأن دولاً أسموها "مجاورة لفلسطين" تحاول فرض رأيها وقرارها على الفلسطينيين، فى إشارة إلى دول اللجنة الرباعية المكونة من مصر والسعودية والأردن والإمارات، وهى الدول التى أخذت على عاتقها تحقيق المصالحة الفلسطينية، للحفاظ على القضية الفلسطينية التى تعانى من تجاهل دولى وإقليمى، بل عربى، بعدما مل الجميع من الممارسات الفلسطينية الداخلية، التى تسببت فى زيادة رقعة الخلاف الداخلى، وجعلت التلاسن الفلسطينى أقوى حتى من مواجهة العدو المحتل، الذى توارى للخلف لأن الانقسام الفلسطينى تصدر المشهد لأكثر من عشر سنوات، وكل ذلك بسبب رغبة كل فصيل فى تحقيق مصالحه الخاصة، وساعدهم فى ذلك أن من على رأس السلطة لا يريد أن يشاركه أحد فى الحكم، حتى لا تتقسم المغانم على أكثر من رجاله المحيطين به، وهو ما نراه من محاولات مضنية من جانب أبو مازن ورجاله لإفشال أى تحرك عربى وإقليمى لرأب الصدع الفلسطينى.

لن أسير على نهج أبو مازن، لذلك قررت أن أتوجه إليه ولرجاله بأسئلة صريحة مليئة بمعلومات بدأت تنتشر فى الفضاء الإلكترونى من جانب قيادات فلسطينية لا يمكن اتهامها بالكذب، وأهم هذه الأسئلة هو المتعلق بموقف أبو مازن من تدخلات قطر، ولماذا يرضى بها بينما يتشنج من نصائح الآخرين الراغبين فى لملمة الفلسطينيين تحت مظلة واحدة بدلاً من تفرقهم؟

 

موقف أبو مازن ورجاله من قطر غريب بعض الشىء، لكن هذه الغرابة قد تزول إذا ما سمعنا لبعض الروايات التى تتحدث عن علاقات وطيدة تربط رئيس السلطة الفلسطينية بقطر، التى يحمل جنسيتها أبناء وأحفاد أبو مازن، وبالتالى فإنها الملجأ الآمن له دائما، فهناك تقارير تشير إلى وجود صفقة تم الترتيب لها بين أبو مازن والدوحة مؤخراً، تنص على أن يحصل عباس على 12 مليون دولار يتم ضخها فى حسابات أبنائه المقيمين فى الدوحة، ولهم استثمارات هناك، مقابل أن يوافق أبو مازن على دخول خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، إلى منظمة التحرير الفلسطينية وإطارها القيادى، ليكون مشعل هو البديل الآمن لأبو مازن فى قيادة السلطة الفلسطينية، وأنه تم طمأنة عباس بأن هذا الطرح يحظى بقبول أمريكى غربى، وأنه سيحقق مكاسب سياسية ومالية كبيرة لأبو مازن حال الموافقة عليه، وهو ما تم فعليا.

 

هى رواية، لكنها قد تكون أقرب للواقع، فى ظل التقارب الكبير الملحوظ بين حكام الدوحة وأبو مازن، الذى يبدو أنه ارتكن لهذا التقارب، وبدأ فى افتعال المشاكل والأزمات مع بقية الأشقاء العرب، خاصة فى ظل الضمانات الغربية التى حصل عليها الرجل الثمانينى الباحث عن تأمين مستقبل أبنائه وأحفاده، خوفاً عليهم من غدر رجال السلطة، وتكرار ما حدث مع عائلة الراحل ياسر عرفات.

 

أبو مازن يجيد الهروب من الاتهامات التى تلاحقه، لكنه هذه المرة فى مأزق، لأن القضية لم تعد قاصرة على اتهامات، بل أسئلة مدعومة بأرقام مطلوب من رئيس السلطة أن يجيب عليها بصراحة وشفافية.

 

من أدوات الهروب التى يتبعها أبو مازن، أن يدفع بين الحين والآخر بعضا من رجاله لإطلاق تصريحات واتهامات عشوائية للتشويش على ما يقال بحق أبو مازن، ومن هؤلاء جبريل الرجوب، القيادى الفلسطينى المعروف بولائه الشديد لإسرائيل، لذلك لم يكن مستغرباً أن نراه قبل عام، بوصفه رئيس الاتحاد الفلسطينى لكرة القدم، وهو يقف وسط الجمعية العمومية للاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" ساحباً طلب التصويت لتعليق عضوية الاتحاد الإسرائيلى فى الجمعية العمومية للفيفا، معلناً للجميع: "أعلن سحب طلب تعليق عضوية إسرائيل فى الفيفا"، ليصدم قراره هذا الرأى العام العربى والفلسطينى الذى كان يتوقع أن يتخلى الرجوب عن دعمه للكيان الإسرائيلى ويقف مع بلده ولو مرة واحدة.

 

الرجوب مثل غيره من رجال أبو مازن، الباحثين عن مظلة مالية تؤمن مستقبل أبنائهم، حتى وأن كانت على حساب القضية الفلسطينية، وهو ما يدركه الفلسطينيون والعرب جميعاً، لذلك فإنهم يهتمون بكل الافتراءات الصادرة عن شخصيات لا يهمها سوى مصلحتها الخاصة.

 

 

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تقارير إخبارية تكشف اسم متورط في حادث إطلاق النار بسيدنى.. من هو؟

ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة للعام 2025/2026.. قبول 2757 طالبا بعد اختبارات دقيقة بأحدث التقنيات.. 48 ألف متقدم والنتيجة تعتمد على الشفافية.. اختيار عناصر نسائية وخريجى الحقوق

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

تقارير: غياب مرموش ضربة قوية للسيتي ومصر ثاني المرشحين لحصد أمم أفريقيا


بدء إبلاغ المقبولين بكلية الشرطة بنتائج القبول للعام الدراسى الجديد

مستشار الرئيس للصحة يوصى بالبقاء بالمنزل عند الشعور بأعراض الأنفلونزا "A"H1N1

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

5 آلاف إثيوبي ملزمون بمغادرة أمريكا خلال 60 يوما.. ما السبب؟

قبول 800 طالب من الحاصلين على الثانوية بأكاديمية الشرطة


وفاة الفنان نبيل الغول.. أبرز مشاركاته ذئاب الجبل والشهد والدموع

تفاصيل عرض المليون دولار من برشلونة لضم حمزة عبد الكريم وموقف الأهلي

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

صور الأقمار الصناعية.. تدفق للسحب مصحوبة بأمطار متفاوتة الشدة على هذه المناطق

اعرف كيفية الحصول على نتيجة كلية الشرطة لعام 2025/2026

الصفقة المجانية سر غضب الأهلى من برشلونة فى صفقة حمزة عبد الكريم

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

أكاديمية الشرطة تعلن نتيجة الطلاب المتقدمين لها اليوم

عمر مرموش فى اختبار صعب مع مان سيتي أمام كريستال بالاس قبل أمم أفريقيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى