أيام 6 أكتوبر.. النوافذ الزرقاء

أكرم القصاص
أكرم القصاص
رحنا المدرسة بشكل عادى يوم 6 أكتوبر 1973، يوم السبت، أول الأسبوع، كان يوما دراسيا عاديا فى المدرسة الإعدادية. فقط كانت هناك حركة طيران غير عادية فى القاعدة الجوية ببرما، على مرمى كيلومترات من بسيون بمحافظة الغربية.
 
عدنا من المدرسة وبدأت أدخنة الأفران فى المنازل تنطلق لتجهيز طعام الإفطار اليوم العاشر من رمضان، وقد اعتدنا على الصيام، ونسلى صيامنا بمحاولة غير مجدية للمذاكرة. وباستثناء حركة غير عادية للطائرات، لم يكن هناك ملمح لشىء غير عادى. ربما أباؤنا كانوا يشعرون بشىء غير عادى لايعرفونه.
 
بعد الظهر، بدأت البيانات العسكرية عن اشتباكات مع طائرات العدو التى حاولت اختراق المجال الجوى، ما أذكره أننى رأيت أبى يصعد على سطح منزلنا يحاول متابعة شىء غير عادى فى الجو. وحتى العصر لم تكن هناك بيانات غير عادية، حتى تم الإعلان عن بيان العبور وتحطيم خط بارليف. وبدأ الكبار يقلبون فى إذاعات العالم، وبدأت الأنباء تنطلق من بى بى سى ومونت كارلو تؤكد عبور المصريين.
 
كانت مشاعر الفرح ظاهرة لدى أبائنا وأهلنا، ممن عاصروا هزيمة يونيو، وتلقائيا بدأ الناس يحتفلون فى الشوارع، بعض الزغاريد، تلقائيا كان الآباء والأمهات يذهبون لبيوت الأهل ممن لهم جنود وضباط فى الجيش، كنوع من المساندة التلقائية. لم يكن بيت يخلو من مجند أو ضابط. ثم أن الفرح والزغاريد انطلقت من المدارس والمنشآت التى كان يسكنها المهجرون من مدن القناة، تحديدا من بورسعيد، ممن تم إخلاؤهم بعد 5 يونيو. كان الفرح مضاعفا، بحجم تضحياتهم. كنا اعتدنا على وجودهم واختلطنا بهم واختلطوا بنا. وظللنا أصدقاء لسنوات.
 
بعفوية ظهر شباب ورجال متطوعون فى الدفاع المدنى، وبدأت عمليات بناء جدران أمام المدارس والمنشآت، ظلت سنوات قائمة، وبدأت صفارة الإنذار فوق المساكن الشعبية. وبدأ الناس يتحدثون عن ما يمكن أن يقدموه للمجهود الحربى. أذكر أن أبى الذى كان موجها بالتربية والتعليم خرج ليجتمع مع نظرائه من النظار والمعلمين، والدفاع المدنى ليدرسوا ماعليهم أن يفعلوه. وعاد كل منهم ليبلغ منطقته بالتعليمات، وأن يتم إطفاء النور ليلا، بعد الإفطار مع طلاء الشبابيك والزجاج باللون الأزرق، أحضر الشباب زهرة زرقاء وتطوعوا لطلاء النوافذ.وكان هناك من يمر ليلا ليصيح «طفوا النووور».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اختبارات القدرات 2025 تبدأ السبت.. هل يمكن استرداد الرسوم حالة الرسوب؟

عودة ناشئى اليد للتدريبات عقب انتهاء دورة السويد استعدادا للمونديال

المسارات البديلة بعد غلق الطريق الإقليمى لتنفيذ أعمال إصلاحات لمدة 7 أيام

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

إنبى يقترب من التعاقد مع مهاجم طنطا فى الميركاتو الصيفى


تشيلسى يقصى فلومينينسى بثنائية ويتأهل لنهائى كأس العالم للأندية.. فيديو

رادار المرور يلتقط 1109 سيارة تسير بسرعات جنونية فى 24 ساعة

إحباط تهريب 300 كائن حى نادر بمطار القاهرة.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراضا وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصالا لها.. وتتسبب فى خسائر فى الثروة الحيوانية

فلومينينسي ضد تشيلسي.. جواو بيدرو يدون أول أهدفه مع البلوز "فيديو"

السجن 10 سنوات لـ7 متهمين بدفن شاب حيا داخل ماسورة مياه فى المحلة


نتنياهو: سنهزم حماس ونقضي على قدراتها

اليد يكلف مؤمن صفا بالإشراف علي خطة إعداد منتخب سيدات اليد إلي بطولة العالم

محافظة القاهرة: تركيب 4 كبائن أمام سنترال رمسيس لربطها بالسنترالات المجاورة

خزينة الأهلى تنتعش بـ9 ملايين جنيه.. اعرف السبب

نائب وزير التربية والتعليم: تنسيق منفصل للثانوية العامة والبكالوريا

ضبط المتهمين بسرقة لوحات إلكترونية من داخل كابينة اتصالات فى الجيزة

صوت أمير عيد بأغنية نقطة بيضا فى الحلقة السابعة من مسلسل مملكة الحرير

بطل ابن بطل.. نور امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من العطاء بحريق رمسيس.. الوالد استشهد فى موقعة الواحات والابن جسد البطولة فى حريق السنترال.. والدته لـ"اليوم السابع": اللي خلف ما ماتش وكلنا فداء مصر

مسلسل مملكة الحرير .. عودة جليلة ومواجهة شقيقيها بجيش العبيد

الزمالك يستعد للموسم الجديد بـ8 تدعيمات قوية.. وحسم موقف الراحلين قريبا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى