معركة أردوغان مع الأكراد تتسبب فى أزمات إقليمية.. الرئيس التركى ينتهج سياسة تصدير المشاكل لخارج حدوده.. ونظام أنقرة يستغل الأزمة فى سوريا والعراق لانتهاك أراضيهم وتنفيذ مخططاته بالمنطقة

الرئيس التركى رجب طيب أردوغان
الرئيس التركى رجب طيب أردوغان
تحليل تكتبه – إسراء أحمد فؤاد

بدأت معركة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مع الأكراد تتخذ بعدا إقليميا، بعد أن سمح للجيش التركى بانتهاك كل من الأراضى السورية والعراقية، وشن عمليات عسكرية على على حدوده مع البلدين دون موافقة حكوماتها. بذريعة محاربة الإرهاب ودحر تنظيم داعش، ما تسبب مؤخرا فى أزمة دبلوماسية مع العراق، لكن الأخطر من وجهة نظر تركيا ليست داعش بل إقامة دولة كردية، تضم أجزاء من شمال سوريا والعراق، حيث يرى أردوغان أنها سوف تهدد أمنه القومى، وتشجع أبناء الأقلية الكردية فى بلاده البالغ عددهم 14 مليون نسمة بالمطالبة بحكم ذاتى، بعد تعثر عملية السلام مع العمال الكردستانى، وتعمد أردوغان انتهاكه الهدنة الموقعة مع الأكراد.

 

الجيش التركى المتواجد على الحدود السورية أو داخل الأراضى السورية فى جرابلس ويشن عمليات درع الفرات التى بدأت أغسطس الماضى، وكذلك قوات الجيش البالغ عددها 1200 عنصر فى معسكر زليكان على مشارف الموصل، والمتوغله إلى عمق الأراضى العراقية، والتى وافق له البرلمان التركى على تمديد تواجدها عاما إضافيا دون موافقة العراق، وبدعوى محاربة الإرهاب ودحر تنظيم "داعش" المدعوم من نظامه، مستغلا بذلك وقوع الأزمة التى يعانى منها البلدين، وتمدد التنظيمات الإرهابية المسلحة على أراضيها، كل ذلك إنما يشير إلى الكابوس الذى يعيشه أردوغان من قيام دولة كردية على حدوده.

 

فى سوريا استغل الرئيس التركى الأزمات التى تواجهه وفوضى الجماعات المسلحة التى شارك فى إدخالها وتقديم الدعم اللوجيستى لها، لتنفيذ أجندته، وبذريعة القضاء على مسلحى داعش فى معقلهم الحدودى، ودحر تقدم المقاتليين الأكراد فى سورية، والتى تعتبرها تركيا تهديدا أكبر بسبب صلاتها بالمتمردين الأكراد فى الداخل، وبعدما شاهد تقدم عسكرى للقوات الكردية فى سوريا فى مواجهة تنظيم داعش، خشى من تعاظم نفوذهم وتمكنهم من قيام كيان مستقل على الحدود، وشن عمليات "درع الفرات"، التى كانت تهدف فى المقام الأول للقضاء على حلم الأكراد بحكم ذاتى على حدوده الجنوبية.

 

كما يتخذ النظام التركى من الهجمات الإرهابية التى تحدث فى الداخل التركى، ذريعة للقضاء المتمردين الإكراد،  وتوجيه اتهامات للعمال الكردستانى الذى عاش صراعًا متأصلًا مع الدولة التركية، للتخلص من المعاملة القاسية التى عاملتهم بها السلطات التركية، ولدى الأكراد تاريخ من القتال داخل تركيا من أجل الحكم الذاتى، وهو ما أثار مخاوف لدى أردوغان من أن يعلن أكراد سوريا وكردستان العراق قيام كيان أو دولة كردية على الحدود التركية السورية، تهدد وحدة بلاده فأراد أن يقضى على الفكرة فى مهدها.

 

وفى العراق ضرب أردوغان بردود أفعال الحكومة العراقية الرافضة لتوغل قواته على أراضيهم عرض الحائط، والتى وصفها مجلس النواب العراقى بالمحتلة، ما تسبب فى أزمة دبلوماسية فيما بعد أدت إلى إلى استدعاء تركيا السفير العراقى، وردت بغداد باستدعاء سفير أنقرة، كذلك تصريحات أردوغان بشأن التكوين السكانى للموصل بعد تحريرها، والتى أشار فيها إلى أنه جب أن يبقى في الموصل بعد تحريريها أهاليها فقط من السنة العرب والسنة التركمان والسنة الأكراد، ما يفسر رعب تكوين الأكراد دولة على حدوده الجنوبية.

 

أردوغان ينتهج سياسة تصدير الأزمات إلى الخارج، ولا يدرك مدى خطورتها على وحدة أراضي الدول الإقليمية المجاورة له، وبعد محاولة الجيش للإطاحة به، يرى نظام أردوغان أنه أصبح يقود حرب وجود، بين جبهتين داخلية وخارجية، ففى الداخل يعانى من تمرد فى صفوف الجيش هدد بقائه فى الحكم واحتقان سياسى وقمع المعارضة، وفى الخارج يرى أن ما يهدد بلاده بالدرجة الأولى يكمن فى قيام كيان كردى على حدوده الجنوبية الشرقية ويسعى بشتى الطرق والوسائل لمنع ذلك.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تحريات المباحث لكشف ملابسات حريق سنترال رمسيس

أحمد السقا بعد عرض أحمد وأحمد: الجمهور السعودى ذواق للفن المصري..صور

بطل من ضهر بطل.. ابن الشهيد امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من الفداء بحريق رمسيس

النيابة العامة تعلن إجراءات التحقيق فى حريق سنترال رمسيس وصولًا لأسبابه

الأرصاد الجوية محذرة من الرطوبة المرتفعة: تقارب الـ90% بالقاهرة


اتحاد الكرة: لا صحة لتحفظ النيابة العامة على عقود اللاعبين بسبب زيزو

محمد صلاح يظهر في ليفربول لأول مرة بعد وفاة جوتا

اضطراب الملاحة على شواطئ البحر الأحمر وخليجى السويس والعقبة والأمواج 4 أمتار

الأنجولى زينى سلفادور يدخل اهتمامات الزمالك فى الصيف

الحكومة: نظام الثانوية العامة قائم ومستمر و"البكالوريا" بديل اختيارى


محمود فوزى: لدينا نسخة بديلة من البيانات التالفة بسبب حريق سنترال رمسيس

الحكومة: سنترال رمسيس سيظل خارج الخدمة أسبوع أو أكثر مع استمرار الخدمات

حريق سنترال رمسيس..13 ساعة للسيطرة على النيران.. بدأ من الطابق السابع وامتد لباقى المبنى.. وتجدد 3 مرات..و12 سيارة إطفاء و2 سلم هيدروليكى.. والنيابة العامة تعاين الحادث وتكلف بالكشف عن الأسباب

استخدام سلالم هيدروليكية أثناء تتبع الأدخنة بحريق سنترال رمسيس

مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديل قانون التعليم

وزارة النقل تغلق الدائرى الإقليمى فى هذه المناطق

الزمالك يستعين بكهربا ومعتز إينو والشناوى فى شكوى زيزو لاتحاد الكرة

فرص عمل فى الإمارات براتب يصل إلى 24 ألف جنيه شهريا.. التقديم لمدة 4 أيام

اتحاد الكرة: لن نستدعى زيزو والأهلى إلا بعد حضور محامى الزمالك لجلسة الاستماع

موعد مباراة فلومينينسى وتشيلسى فى كأس العالم للأندية والقناة الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى