أكتوبر ينادى.. من أنتم ؟!

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى

فى السادس من اكتوبر كل عام ، نتذكر ما فعله جيل الأبطال العظام الذين انتفضوا لرد الأرض ، واستعادة الكرامة ، مضحين بأرواحهم ودمائهم لتبقى مصر وتعيش وتظل قوية كما عهدناها ، عصية على الأزمات ، قادرة على صد العدوان ومواجهة المؤامرات ، التى تنسج وتحاك على مر العصور ، ولم تفلح فى هزيمة هذه الدولة العتيقة ، التى كانت دائما مثالا على الصمود والإصرار .

إن الكتابة عن حرب أكتوبر المجيدة والمعارك والانتصارات العسكرية التى حققها الجيش المصرى خلالها ، أمر فى غاية الصعوبة ، خاصة الأجيال التى لم تشهد هذه الحرب ، أو تشارك فيها ، فنحن نسمع قصصها وبطولاتها ونتناقل أخبارها من القادة العظام ، الذين كانوا على جبهة القتال ، بالإضافة إلى ما أنتجه الكتاب والمفكرون من تراث أدبى وثقافى عن هذه الحرب الخالدة ، التى غيرت الفكر العسكرى فى المدارس العسكرية فى العالم كله ، لما فيها من سوابق لم يشهدها التاريخ العسكرى ، كأن ينجح لنش صواريخ صغير فى إغراق مدمرة عملاقة حديثة ، وهذا ما حدث مع المدمرة الإسرائيلية " إيلات " ، أو كأن يقف مجند بقاذف " ار بى جى " محمول على الكتف فى مواجهة دبابة مجهزة وفق لأحدث التقنيات – فى ذلك التوقيت - ويدمرها ، بل وفى بعض الاحيان كانت تهرب الدبابات من قواذف الجنود.

ولعل ما يجب أن نستلهمه من روح أكتوبر ، هو الإرادة الحديدية التى يمتلكها هذا الشعب العظيم ، التى نجحت فى بناء كل ما تحطم وتهدم ، ولم تقف عند حدود الهزيمة ، وأصرت على البناء والوصول إلى الطريق الصحيح ، الذى يؤدى إلى النصر ، فتعاون الجميع ليستعيدوا كرامة مصر ، بداية من العامل والفلاح الذى قدم الابن والأخ والصديق ليحمل السلاح ويقاتل ليصنع النصر ، حتى الطبيب الذى تطوّع لخدمة المصابين ، والمهندس الذى قدّم أفكاره لإزالة أمتار الرمال بالمياه التى كونها العدو على الضفة الشرقية للقناة ، مرورا بالكاتب والمفكر ، الذى وقف إلى جوار قواته المسلحة ورفع من روحها المعنوية ونقل أخبارها ، ودعم خططتها ، وشدّ من عزم رجالها حتى تحققت المعجزة .

وعلى الرغم من اختلاف المشهد زمانا ومكانا ، فالحدود الآن مؤمنة والدولة مصانة بجيشها القوى الرادع ، على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية ، إلا أننا نحتاج إلى روح أكتوبر الخالدة لدعم مصر الوطن ، مصر التاريخ ، مصر الانتصارات ، مصر الثورة ، مصر القوة ، مصر القادرة على تجاوز المحن بعزم رجالها وقدرة أبنائها على البذل والعطاء ، نحتاج روح أكتوبر التى توحد المصريين وتجمعهم على حب هذا الوطن ، نحتاج إلى مصر القادرة على تجاوز فكرة تخفيض الجنيه وارتفاع الأسعار ، إلى مصر القادرة على النهوض بالتعليم والصحة ، ومصر القادرة على دعم الفئات الفقيرة ومحدودى الدخل ، ومصر القادرة على ضبط الفوضى ومواجهة شياطين التخريب والإرهاب ، ومصر القادرة على الرقى بالفن والدراما وكل ما يعرض على الناس ، ومصر القادرة على استعادة دور الإعلام الواعى ، الذى يخدم التنمية ويدعم قدرة الناس على العمل والإنجاز .

روح أكتوبر ليست مجرد ذكريات وحكايات من دفتر النصر وسجل البطولة ، بل يجب أن تكون عنوانا عريضا لاستنهاض المصريين واستدعاء قدراتهم الذاتية ، نحو العمل والإنتاج ، فمصر الآن أحوج إلى هذه القدرات ، بعدما شقت الطرق وشيدت المطارات شرقا وغربا ، وحفرت القنوات ، وأقامت الموانئ ، واستصلحت الأراضى ، وجهزت المصانع ، وبقى الدور على البنائين الشباب ، ليصنعوا تاريخا جديدا لهذا البلد ، وتنمية حقيقية للأجيال القادمة ، ولا ينشغلوا بالواقع الافتراضى ، على صفحات التواصل الاجتماعى ، أو يسلموا أنفسهم لمن يبثون اليأس والكراهية ، فمصر تناديهم وروح أكتوبر تدعمهم وتؤكد لهم أن معادلة النصر ما هى إلا إيمان وعمل .

 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تميم وترامب: اتفاقيات تاريخية ترفع العلاقات القطرية الأمريكية لأعلى المستويات

لاستيعاب الكثافة المرورية.. مجلس الوزراء يوافق على طلب لمحافظة الجيزة

الاعتراف بإسرائيل وإدارة سجون داعش.. تفاصيل اجتماع ترامب والشرع فى السعودية

وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

بعد زلزال كريت.. تقرير لمعهد الفلك يكشف أسباب الهزات الأرضية.. التقرير يوضح كيفية قياس قوة الزلزال وتحديد شدته.. يستعرض أكبر الزلازل قوة فى التاريخ.. ويؤكد: لا أحد يستطيع التنبؤ بحدوثها فى العالم حتى الآن


مباريات بيراميدز القادمة فى مرحلة حسم لقب الدورى بعد التعديل

7 أندية تتنافس على ضم نجل كريستيانو رونالدو

رسالة عاجلة من وزارة الخارجية للمصريين المقيمين في ليبيا

اليونان تصدر تحذيرا من احتمال حدوث تسونامى عقب الزلزال

أمير قطر يستقبل الرئيس الأمريكى ترامب فى مستهل زيارته للدوحة


دفاع الفنان محمد غنيم: إنهاء إجراءات إعادة المحاكمة وحبس موكلى لحين تحديد جلسة

مواعيد امتحانات الفصل الدراسى الثانى 2025 لطلاب الجيزة

قصر ترامب الطائر.. "NBC": أعمال تحويل طائرة قطر لرئاسية تكلف أمريكا مليار دولار

الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته

مصر ضمن قائمة أعلى 10 دول أفريقية فى نمو نصيب الفرد من الناتج المحلى

زلزال مصر 2025.. البحوث الفلكية يكشف أسباب شعور المصريين بالزلزال.. معهد الفلك: لا يمكن التنبؤ بالزلازل والأوضاع فى مصر مستقرة.. تعليمات عاجلة للمواطنين وخط ساخن للإبلاغ عن حالات الطوارئ

مصر تدعو المواطنين المتواجدين فى ليبيا بتوخى أقصى درجات الحيطة

أزمة مباراة القمة.. لجنة التظلمات تحسم غدا قرارها بشأن لقاء الأهلى والزمالك

مواعيد مباريات اليوم.. الريال ضد مايوركا وميلان أمام بولونيا بنهائي كأس إيطاليا

حدث ليلا.. تغطية شاملة لزلزال اليوم بقوة 6.4 ريختر: كان قويًا نسبيًا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى