حمدى نصر يكتب: "علشان بلدى"..عن قصص الفداء التى مهدت لنصر أكتوبر أتحدث

 نصر أكتوبر
نصر أكتوبر
"عشان بلدى": قصة حقيقية من الواقع الذى مهد لانتصار أكتوبر العظيم سطرها جنود ريفيون بسطاء يتقاسمون اللقمة وقائدهم الذى كان القدوة بأعظم وأشجع لحظات الفداء من أجل مصر: 
 
عاد العسكرى سعد يعتصره القلق إلى موقعة على الجبهة بعد اجازة سريعة يحمل وصايا زملاء المصير والقروانة (وعاء الاكل فى الجيش)، كان القلق يسيطر على وقع خطواته التى معها اهتز قلبه بين ضلوعه بعنف وهو يتساءل: لماذا كل هذا السكون غير المعتاد.. 
اندفع إلى داخل الخندق مازحاً كعادته آمراً: انتباه ياعسكرى منك له. وقف الجميع ليردوا التحية وانهالت القبلات عليه سيلاً لا يستطيع ولا يود رده!.
جلس يجيب على الأسئلة الإجبارية عن الصحة وشكل الأجازة وأخبار البلد والأهل والأحباب
ألقى زميله أحمد بجسده على الأرض وهو يسأله:- ازى أمك ياسعد؟
- رد مبتسماً بتسلم على أمك.ضحك الجميع ضحكة مبتورة باهتة ليبدأ كل منهم بدوره يسأله سؤالا إنفرادياً عن وصيته، لكنه أجابهم بسؤال: ايه أخبار أبو جبه؟! والغريب إنهم ضحكوا وهم يقولون:
- تعيش انت!.
- أطرق برأسه ساهماً لأجزاء من الثانية.. كاد أن يقول بعدها:خسارة، لكنه سألهم:
- وسبع واللا ضبع؟! 
قالوا فى نفس واحد وبثقة سبع طبعاً.
- عال عال الحمد لله.. جبتوا أبو جبه التالت؟!
- طبعا واقف مكانه زى الأسد
قال لأحمد
- (آدى الفطير المشلتت اتفضل وإدى كل واحد حته) هاص الجميع الله أكبر 
- داعبه عبد الله من بين أسنانه وهو يمضغ قائلاً: يا سعدك بأمك ياسعد.. ضحك الجميع ضحكة مفتعلة كمن يتصيدون فرصة للضحك.
وفجأة اقتحم عليهم القائد الموقع وقف كل منهم انتباه حتى توقفوا عن المضغ!.وقبل أن يتكلم مد إسماعيل يده بما فيها إليه قائلا: حماتك بتحبك يافندم، اتفضل فطير مشلتت.
لأ شكرا.. وتابع بحزم:- ياللا يارجاله، فيه أمر بفك القاعدة والانتقال لموقع تبادلى حالاً:
توقفوا عن المضغ تماماً قناعة داخلية منهم أنه لا مجال لإضاعة الوقت 
انهمكوا فى أداء عملهم رغم أن رائحة الخطر ملأت المكان ويكاد دخانها يحجب الرؤية، كان العمل رغم سرعتة طويلاً مرهقاً وهومغلف بالخطر.
 ودوى صوت مدفعية الـ (م ط ) يجلجل فى المكان. وصوت المدفعية المضادة للطائرات بالنسبة لهم هو جرس إنذار مرعب عن غارة جوية.
وبدأت انفجارات القنابل الثقيلة التى تلقيها طائرات العدو تعلن عن وقوع الغارة. وانبطحوا ًأرضاً مع مروق خاطف لطائرة معادية ألقت عدة قنابل لم تنفجر.
 وماهى إلا دقائق كانت ثقيلة محملة بالترقب والقلق والخوف حتى بدأت بعض القنابل التى ألقاها خوف الطيار بعيداً عن الموقع تتناوب الانفجار.
كانت الانفجارات مروعة تصم الآذان وتحفر فى الأرض آبار مياه لا حاجة لها.
تجرأ أحمد واستجمع كل قواه ووقف ينظر حوله، وماهى إلا ثوان حتى صرخ قائلاً قنابل زمنية يافندم.. فهم اعتادوا على أن تلقى طائرات العدو بعض القنابل الزمنية على المواقع لتنفجر فيما بعد لتقتل كل من خرج يتحرك بين الصواريخ ليقوم بدوره بعد الغارة. 
فوجئ الجميع بقائد الموقع يتحرك بلا خوف آمراً ياللا يارجاله مافيش وقت لازم ننقل الصواريخ للموقع التبادلى بسرعة، ودون أن ينطق بكلمه لجفاف ريقه أشار سعد بيد واهنة إلى قنبلة تتوسط الموقع، قال القائد بحزم مافيش وقت يارجاله لازم نخلص بسرعه، ولأنه يلمس خوف وقلق الجميع تقدم بخطوات ثابتة..ووضع قدماً فوق القنبلة، ويداه حول خاصرته. قائلا: الله أكبر.
كانت تلك الكلمة وذلك الموقف طوفاناً هائلاً جعل الجميع يندفعون بكل قوة وحماس لفك الصواريخ استعداداً لنقلها إلى الموقع التبادلى.. 
ولأن سعد كان قدهجم عليه فجأة جفاف الحلق وتصلب اللسان لكنه وجد نفسه يجرى دون وعى وبلا إرادة ليقدم زمزمية الماء للقائد الذى تناول منها عدة جرعات دفعة واحدة وهو ثابت فوق القنبلة.
وجد بعدها نفسه قادراً على الكلام فقال بصوت قوى: ياللا يا رجالة عشان مصر الله أكبر. 
هتف الجميع الله أكبر وانساحوا كالطوفان يحيطون بالصواريخ من كل جانب. وماهى إلا دقائق مرت كالثوان حتى كانت الصواريخ ممدة فى استرخاء ممتع على سيارات نقلها إلى الموقع التبادلي
فجأة وبلا اتفاق وجد الجميع أنفسهم يندفعون كالطوفان نحو القائد يحملونه على أكتافهم وهم يهتفون الله أكبر الله أكبر، وانطلقت مسيرة الصواريخ نحو الموقع التبادلى لتقف متحفزة على أطرافها عشان بلدى. 
 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمد أبو لولى.. طفل فلسطينى أصابته شظية إسرائيلية بشلل رباعى

طائرة خاصة لمنتخب مصر للسفر 7 سبتمبر لمواجهة بوركينا في تصفيات المونديال

ثلاثة أفلام جديدة فى الطريق.. سلمى أبو ضيف تنتعش سينمائيا

ريبيرو يناقش مع جهاز الأهلى موقف محمد الشناوي من مباراة غزل المحلة

مستوحى من أحداث حقيقية.. تفاصيل فيلم ايجى بست بعد انطلاق تصويره


فيريرا يراهن على ثبات تشكيل الزمالك وتجانس الصفقات أمام فاركو

مرموش يواجه اختبارًا جديدًا فى قمة نارية بين مانشستر سيتي وتوتنهام

رحلة تستغرق 8 أيام.. موسم صيد التونة أهم مواسم الصياد بدمياط.. فيديو

زى النهارده.. محمد عبد المنصف يعلن اعتزال الكرة بعد تتويج الزمالك بالدوري

النصر يتحدى الأهلي في نهائي كأس السوبر السعودي


تفاصيل رسالة ريبيرو لنجوم الأهلي بعد "هوجة" الغيابات فى مباراة غزل المحلة

هل تفلت هدير عبد الرازق من الحبس.. تعرف على موعد الحكم عليها

محمد جمعة ينضم لمسلسل قمسة العدل مع إيمان العاصى والتصوير آخر أغسطس

تغير المناخ يعصف بأوروبا.. احتراق أكثر من 2 مليون فدان فى أسوأ موسم حرائق فى تاريخ القارة.. بعد صيف لاهب توقعات بشتاء قارس ويناير 2026 الأبرد.. انتشار أمراض غير مسبوقة ينقلها البعوض.. وانبعاثات الكربون كارثية

محمود ناجى يدير مباراة السنغال وأوغندا اليوم في ربع نهائي أمم افريقيا للمحليين

وفاة الفنانة المعتزلة سهير مجدى

"غيابات بالجملة"..موعد مباراة الأهلى أمام غزل المحلة بالدوري المصري

زى النهارده.. منتخب مصر يهزم غانا بثنائية حسام حسن ويفوز على السودان بثلاثية

اليوم غلق باب التقديم على فرص عمل فى السعودية بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا

عم طارق.. بطل مزلقان بنى سويف أنقذ شابا من الموت على قضبان السكة الحديد.. ويؤكد لـ"اليوم السابع": ما حسبتهاش وما فكرتش فى نفسى.. حسيت إن ثانية واحدة ممكن تفرق بين حياة وموت إنسان.. فيديو وصور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى