عن روح أكتوبر وما بعدها

اكرم القصاص
اكرم القصاص
لم نكن كبارا لندرك حجم ما يجرى على جبهات القتال، وفى قنوات السياسة الإقليمية والدولية، لكنا فقط فى بسيون بوسط الدلتا، جزءا من المجتمع المصرى الذى شعر بالفرح واحتفل بأخبار العبور والانتصار. كانت مصر تعيش أجواء الحرب من ما بعد يونيو، ولهذا فقد كان جيل الآباء وقتها والشباب الأكثر احتفالا بالنصر، لأنهم من تجرعوا مرارة الهزيمة. وربما لهذا أيضا انتابهم الشك فى بدايات الحرب، وكانوا يقلبون فى الإذاعات الخارجية بحثا عن تأكيد للبيانات. وفرحوا مع التأكيدات.
 
لم تكن هناك الكثير من المعلومات، بل إن البطولات التى نقرأ ونسمع عنها، لم تسجل كما ينبغى، ولم يظهر فى السينما فيلم يتجاوز السطحية والسذاجة، ولا كان هناك تسجيل لحجم وعمق المعارك. ربما كان فيلم «أبناء الصمت» عن رواية مجيد طوبيا هو الأقرب لرصد التشابكات الاجتماعية والنفسية والتفرقة بين البطل والانتهازى، ربما أيضا «كتيبة الإعدام» لأسامة أنور عكاشة، فى رمزيتها لمن سرقوا نتائج الحرب.
 
مع الأخذ فى الاعتبار أن الرئيس السادات واجه منذ بدايات عام 1971 مظاهرات طلاب الجامعات، يطالبونه بالحرب، ويشككون فى قدرته على اتخاذ القرار، لكن ما إن بدأت البيانات حتى تحول الشعب إلى حالة واحدة من التضامن والفرح، وأعلن بعض هؤلاء الطلاب رغبتهم فى التطوع والذهاب للجبهة. أو مجرد التبرع بالدم والعمل فى الدفاع المدنى.
 
لكن المجتمع نفسه كان مقدرا لفكرة التضامن والمساندة، وكانت هناك حالة تقشف شديدة، ومع هذا لم يخل الأمر من سوق سوداء صغيرة، كانت نواة لنمط من أغنياء الحروب، لكن فكرة التبرع للمجهود الحربى كانت واضحة، ونعرف أنه تم جمع م يقرب من 7 ملايين جنيه وقتها من تبرعات المواطنين، وكنا فى بسيون - غربية، مثل باقى مدن مصر نحتفى بأى جندى أو ضابط ينزل فى إجازة بعد الحرب. وكان نبأ استشهاد الجنود والضباط يثير خليطا من الحزن والفرح.
 
الذين عاصروا حرب 6 أكتوبر والأجواء التى سبقتها ورافقتها، يمكنهم أن يشعروا بحجم التغيير الذى طرأ على المجتمع، الذى كان أكثر بساطة وأكثر شعورا بالمسؤولية. وما جرى بعد ذلك يتعلق بتحولات إقليمية، ودولية لكن، الأهم هو ما طرأ على المجتمع من تحولات محلية عنيفة غيرت شكلا وموضوعا من تركيبة الجو العام.
 
كانت الدول العربية أعلنت قرارات تخفيض ضخ النفط، كجزء من المعركة، ونجح فى تدعيم الموقف السياسى، وبعد الحرب قفزت أسعار النفط، وبدأت مرحلة البترول، والتحولات الكبرى اقتصاديا واجتماعيا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

القانون ينظم ضوابط فحص الطلبات بعد غلق باب الترشح بانتخابات الشيوخ

تنسيق الجامعات 2025.. استمرار إتاحة التقدم لحجز اختبارات القدرات

مباشر الميركاتو.. تعرف على آخر أخبار سوق الانتقالات الصيفية حول العالم

اتحاد الكرة يستقر على إقامة السوبر المصري بمشاركة 4 فرق

ميلود حمدى يطالب مجلس الإسماعيلى بتعديل لائحة فريق الكرة قبل الموسم الجديد


تعرف على موعد صرف تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة

إنبى يواصل التدعيم ويبحث عن مهاجمين أفارقة استعدادا للموسم الجديد

انفجارات عنيفة تدوي في مدينة جبلة السورية

موعد انطلاق فترة إعداد الأهلي للموسم الجديد

هل سيتم تخفيض تنسيق الثانوي العام بالقاهرة ؟.. اعرف التفاصيل


خالد سليم وزوجته ضيفا إسعاد يونس فى "صاحبة السعادة" على DMC.. الإثنين

إيهاب توفيق يتألق بأروع أغانيه فى افتتاح المسرح الرومانى بمارينا.. فيديو وصور

كهرباء الإسماعيلية يعتمد التشكيل الكامل للجهاز الفنى استعدادا للدورى الممتاز

خامنئى: استهداف قاعدة العديد الأمريكية ليس حادثة صغيرة بل كبيرة يمكن تكرارها

شقيق حامد حمدان: أخى فى حالة نفسية سيئة ومستعد للعب للزمالك دون شروط

استمرار عمليات إخماد حريق مصنع منظفات وكيماويات مدينة بدر

الزمالك يؤدى تدريبات بدنية خاصة بعد الفوز على أورانج وديا

الهيئة الوطنية تطلق تطبيق استعلم عن لجنتك فى انتخابات مجلس الشيوخ.. صور

سر تجدد اشتعال النيران في سنترال رمسيس.. مدير الحماية المدنية الأسبق يوضح

الدفع بـ4 خزانات مياه استراتيجية لإخماد حريق مصنع مدينة بدر.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى