كتاب "الفن الضائع" يتتبع طرق الإنسان فى المعرفة والخروج من الضياع

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

"دعنا نفترض أن الزمن عاد بك 3 آلاف سنة للوراء، وأنك تجلس إلى جوار صياد فى قاربه الصغير بعيدا عن اليابسة، إنه يغنى لنفسه، وهو يداول شبكته الملقاة فى البحر. تطرح عليه أسئلة حول الطقس والسماء، فيظن أنك مجنون، غير أنه يجاريك على أى حال، يخبرك بثقة عن حالة الطقس غدا، ويشير بأصبعه إلى جهة الشمال، ويحكى لك حكاية حول النجم اللامع فى السماء، ليست لديه علبة سحرية ليخبئها عنك" قبل أن يحكى إدوارد هوث هذه الحكاية المتخيلة استهل كتابه "كتاب الفن الضائع.. ثقافة الملاحة ومهارات اهتداء السبيل" الصادر عن سلسلة "عالم المعرفة" التى يصدرها المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب بالكويت، بحكاية أخرى بقصد المقارنة.

 

قال إدوارد فى مستهل الكتاب "منذ سنوات قليلة فقط، ربما كنت ستحلف بأن الراكب إلى جوارك مجنون. إنه يتكلم مع نفسه كأنه يتكلم مع صديق وهمى، وهو يلهو بعلبة صغيرة يضعها أمام وجهه، عالمه كله عبارة عن فقاعة"، ومن خلال المقارنة يسأل عالم الفيزياء من هو البدائى؟".

    

والكتاب الذى ينقسم إلى قسمين، يعالج القسم الأول ما يشير إليه مصطلح "الملاحة" عموما، واستخدام سجل الرحلات والبوصلة والنجوم والشمس للعثور على الاتجاه، ويركز القسم الثانى على عوامل قد تبدو لأول وهلة أكثر تعقيدا، لكنها كانت قديما ضرورية مثل التنبؤ بالطقس، وقراءة أمواج المحيطات، وبناء القوارب الشراعية، جاء فى عدة فصول هى (ما قبل الفقاعة، خرائط فى العقل، حول الضياع، التخمين الصائب، أساطير حضرية فى الملاحة، خرائط وبوصلات، النجوم، الشمس والقمر) هذه الفصول تمثل حلقة تكمل بعضها داخل الكتاب، وتبين كيف تطور الفكر الإنسانى فى البحث عن قضية "الوصول" المكانى، كل هذه الأشياء الجميلة التى تتراجع الآن فى سبيل الكمبيوتر والآليات الحديثة التى أصبحت تختصر كل هذا التاريخ الذى قضاه الإنسان فى سبيل المعرفة، تختصره فى ضغطة زر واحدة، لكن ماذا سيحدث لو تعطلت هذه الآلة التى تفكر وتدرك بدلا منا.

 

كثيرة هى الأسئلة التى يطرحها كتاب "الفن الضائع" الذى ترجمه الدكتور سعد الدين خرفان لكن السؤال الرئيسى هو "ما الذى ضاع منا عندما حلت التقنية الحديثة محل قدرتنا الذاتية على إيجاد اتجاهنا؟".

 

الكتاب يتتبع طرق الإنسان فى المعرفة والخروج من الضياع فهو يحكى متأثرا بمصير شابتين أبحرتا بزورقى وضاعتا فى الضباب الكثيف، كيف نحدد اتجاهنا باستخدام الظواهر الطبيعية، وكيف استعمل النرويجيون القدماء حجر الشمس لاكتشاف الاستقطاب فى الضوء، وكيف تعلم التجار العرب الإبحار ضد الريح، وكيف استخدم سكان جزر المحيط الهادئ البريق تحت الماء وقراءة الأمواج لتوجيههم فى رحلاتهم الاستكشافية.

 

ويراهن "هوث" عالم الفزياء بجامعة هارفرد الأمريكية على أننا جميعا ملاحون قادرون على تعلم تقنيات تتراوح بين الأبسط والأكثر تعقيدا فى تحديد الاتجاه، حتى فى هذه الأيام، فإن الملاحظة الدقيقة للشمس والقمر والمد والجزر وتيارات المحيط تأثيرات الطقس والغلاف الجوى يمكن أن تكون كل ما نحتاج إليه لتحديد اتجاهنا.

 

وجاء الكتاب مشتملا نحو 200 شكل وصف إدوارد هوث من خلالها تاريخ الملاحة فى التاريخ الإنسانى.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

المغرب ضد الإمارات.. أسود الأطلس يتقدم 1-0 فى الشوط الأول "فيديو"

النهايات أخلاق.. انفصال إيمى شومر وكريس فيشر بود متبادل بعد 7 سنوات زواج

أحمد السقا عن فيلم الست: منى زكى عظيمة ومحدش يجرؤ يجى جنبها.. فيديو

محمد صلاح يحتفي بإنجازه التاريخي مع ليفربول

بعد عام من الغموض.. اتهام زوج ملكة جمال سويسرا بتقطيع جثتها وطحنها فى الخلاط


أحمد السقا: عريس بنتى لو قدر يوصل لبيتنا لازم يكون لابس واقى من الرصاص

تشكيل مباراة المغرب ضد الإمارات فى نصف نهائي كأس العرب

الطقس غدا.. أجواء شتوية وأمطار واضطراب بالملاحة والصغرى بالقاهرة 13

زاره رئيس وزراء الولاية.. لماذا خاطر أحمد الأحمد بحياته لنزع سلاح مرتكب هجوم سيدنى؟

الإعلانات تنجح في إنهاء ملف بقاء ديانج مع الأهلي


الأهلى يعلن التنازل عن مقاضاة مصطفى يونس

الأرصاد تحذر هذه المحافظات من أمطار خلال ساعات وتتوقع وصولها إلى القاهرة

أليو ديانج يرفض طريقة زيزو في الرحيل عن الأهلى

أحكام سجن بالجملة ضد أهالى شبراهور بسبب إيصالات أمانة.. اعرف القصة

الأرصاد تحذر: سحب ممطرة على هذه المحافظات وتوقعات بأمطار غزيرة

باب الالتماسات يعيد الفرصة لطلاب لم يحالفهم الحظ فى القبول بكلية الشرطة

الأهلي يوافق على انتقال شكري وبيكهام وكمال لصفوف سيراميكا في يناير

مواعيد مباريات اليوم.. مان يونايتد ضد بورنموث ونصف نهائي كأس العرب 2025

4 يناير بدء امتحان نصف العام فى المواد غير المضافة و10 للمواد للأساسية

القنوات الناقلة لمباريات كأس أمم أفريقيا 2025 بمشاركة منتخب مصر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى