الإعلام غير المثقف خسائر متتالية

 أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم : أحمد إبراهيم الشريف
فى كتب التراث تتردد مقولة «الشعر ديوان العرب»، وهذه الجملة تعنى أن الشاعر كان دوره متطورا جدا فيسجل أيام الناس وأخبارهم وحروبهم وانتصاراتهم وهزائمهم، أى أنه كان بمثابة الإعلامى بالنسبة لقومه، لدرجة أن كثيرا من الحوادث الكبرى فى تاريخ العرب تم الاعتماد على النصوص الشعرية فى توثيقها، وظل هذا الأمر مستمرا بشكل ما حتى جاء العصر الحديث، ليقول لك إن الإعلامى والمثقف لم يعودا شيئا واحدا.
 
وأصبحنا، الآن بكل سهولة، نتحدث عن تدهور ثقافى فى الإعلام، للدرجة التى لا نستطيع أن نلم بوجوه هذا التدهور أو نرصدها جميعا، ومن ذلك أنه مع الانفجار التليفزيونى وظهور قنوات ما أنزل الله بها من سلطان أصبحت مقومات اختيار الإعلامى، ترتبط بمقاييس أخرى بعيدا عن الثقافة والوعى وهى المظهرية والقدرة على الكلام لمدة 5ساعات دون توقف، مما أدى لحدوث خلل كبير فى كل من الإعلام والثقافة.
 
من أوجه التدهور أيضا غياب البرامج الثقافية تماما من القنوات، بل نكاد نقول إن كل القنوات الخاصة لا تقدم أى شىء له صبغة ثقافية، ويبررون ذلك بأن هذا النوع من البرامج لا يحقق نسبة إعلانات، وربما يكونون محقين فى ذلك، لكن عليهم، أصحاب هذه القنوات، أن يعترفوا بأنهم هم من صنعوا هذه الأزمة، بإصرارهم الدائم بالبحث عن «الشو»، وعدم التوقف أمام الأشياء التى تصنع وعى الناس.
كما أن معظم البرامج أصبحت تخاطب اليومى والحالى وتقطع علاقتها تماما بالتاريخ، وهنا تكمن الخطورة، لأن الذى لا يعرف التاريخ لن يكون قادرا على وضع حلول لمستقبله، وأكبر دليل على ذلك هو غياب الدراما التاريخية فى مصر، فمنذ سنوات تراجع المنتجون على تقديم أى عمل تاريخى يعيد حكاية ظروف مرت بها مصر، ويرون فى ذلك تكلفة إنتاجية عالية، لدرجة أن حربا عظيمة مثل أكتوبر 1973 لم تقدم فى السينما أو التليفزيون بالشكل الذى يليق بها. 
 
من جانب آخر فإن القنوات المتخصصة بالثقافة فقيرة جدا ولا تعرف كيف تطور نفسها، ورغم قيام قناة النيل الثقافية بتوقيع بروتوكول تعاون مع الثقافة لنقل الاحتفالات والفعاليات والمهرجانات التى تنظمها الوزارة، لكننا لا نرى أثرا واضحا لذلك كان القائمون عليها غير مقتنعين بهذا الأمر وغير مشجعين له. وفى النهاية نقول أصبح التليفزيون الآن «هو ديوان الناس» يحكى واقعهم ومستقبلهم ويقرأ تاريخهم، وصار الناس يستقون معلوماتهم منه، ولم تم تقديم مادة ثقافة حقيقية لهم تسعى لإفادتهم ولا تزيف وعيهم، ولو تم تقديم إعلامى مثقف يعرف تاريخ الفكرة التى يتحدث عنها، ويعرف احتمالاتها المستقبلية فإن الناس لن ترفض ذلك بل سترحب به.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأسئلة مع الإجابات.. امتحان الإنجليزى للثانوية العامة على جروبات الغش

مواعيد مباريات اليوم.. سان جيرمان أمام إنتر ميامي وفلامينجو ضد البايرن بمونديال الأندية

أكرم القصاص يكتب: شهيدات «عكس الاتجاه» فى المنوفية.. القانون والسيستم والرقابة والمرور

تداول أسئلة امتحان اللغة الإنجليزية للثانوية العامة.. والتعليم تحقق

طلاب الثانوية العامة يؤدون اليوم امتحان اللغة الأجنبية الأولى


الأهلي يرحب برحيل حسين الشحات وأفشة فى الميركاتو الصيفى

وصول أسئلة امتحان مادة اللغة الأجنبية الأولى إلى لجان الثانوية العامة بالجيزة

مقترح فى الزمالك بعدم خوض الفريق تدريباته بميت عقبة.. اعرف السبب

الطقس اليوم.. ارتفاع بدرجات الحرارة والعظمى بالقاهرة 37 درجة والإسكندرية 31

مواعيد مباريات كأس العالم للأندية اليوم 29-6-2025 والقنوات الناقلة


إنريكى: لا مجال للخطأ أمام إنتر ميامى.. وميسى الأفضل فى التاريخ

وزارة التعليم تواصل تصحيح امتحان اللغة العربية للثانوية العامة 2025

باريس سان جيرمان وإنتر ميامي فى مواجهة نارية بمونديال الأندية

قوات الاحتلال تعتقل فلسطينيا فى الخليل

ماجدة الرومى تحيى حفلا كامل العدد فى مهرجان موازين بالمغرب.. صور

محمد فضل شاكر يغنى لوالده ويدعو له بالفرج فى حفله بمهرجان موازين

أشرف زكي ناعيا ضحايا حادث المنوفية: للفقيدات الرحمة ولذويهم خالص العزاء

بنفيكا ضد تشيلسي.. جيمس يفتتح أهداف البلوز فى الدقيقة 64 "فيديو"

سيمون آشلي تتحدث عن حذف مشاهدها من فيلم F1 بطولة براد بيت قبل عرضه

شاهد صورة سائق النقل المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى ومصرع 19 حالة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى