ذات يوم.. القائد البريطانى يرفع القبعة لشهيد البحرية «محمد شاكر» وزميله «وجدى»

محمد شاكر حسين
محمد شاكر حسين
يكتبها: سعيد الشحات
«شاهد رجال البارجة البريطانية ما حدث أمام أعينهم، فتوقف قصف المدافع ورفع الكابتن «هامبلتون» قبعته ثم وضعها على رأسه مرة أخرى، وأصدر أوامره بالميكروفون إلى البارجة «نيوفاونولاند» والمدمرة «ديانا» لإطلاق جميع صافراتهما، وأن يقف الجميع «دقيقة صمت» تحية لبطل شجاع حافظ على الشرف العسكرى البحرى».
 
«البطل الشجاع» هو الضابط البحرى «الصاغ محمد شاكر حسين»، ووقت الحدث كان فى «مثل هذا اليوم 1 نوفمبر 1956» أى فى اليوم الثالث لبدء العدوان الثلاثى «إنجلترا وفرنسا وإسرائيل» على مصر بسبب قرار جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس يوم 26 يوليو 1956، والمناسبة كانت معركة بحرية غير متكافئة بين سفينة التدريب الحربية «دمياط» بقيادة بطلنا الضابط «محمد شاكر» وبعض قطع الأسطول البريطانى فى البحر المتوسط، وأبهرت بطولة «شاكر» القائد البريطانى، فأمر بـ«الدقيقة الصمت» حسب ما يذكره «يحيى الشاعر» فى كتابه «الوجه الآخر للميدالية - حرب السويس 1956 - أسرار المقاومة السرية فى بورسعيد» عن «طبعة إلكترونية»، ويكتب «الشاعر» شهادته من واقع أنه كان أحد القيادات السرية للمقاومة الشعبية فى بورسعيد ضد العدوان.
 
كان «شاكر» من خريجى أول دفعة بالكلية البحرية عام 1948 وولد فى محافظة «بنى سويف» عام 1929، أى كان يبلغ من العمر 27 عاماً فى حرب 1956، ورفض الزواج حتى يربى أشقاءه الصغار، لكن الأقدار كانت تحفظه لأن يكون أحد شهداء مصر الأبرار الذين تحفظهم سجلات التاريخ بحروف من النور.
 
بدأت القصة فى الساعة الرابعة بعد ظهر يوم 31 أكتوبر 1956، وحسب «عبده مباشر» فى كتابه «البحرية المصرية من محمد على إلى السادات» عن «الهيئة العامة للكتاب - القاهرة»، قامت الفرقاطة «دمياط» من ميناء الأدبية بمدينة السويس، متجهة جنوباً إلى «شرم الشيخ» للانضمام إلى الفرقاطة «رشيد» الموجودة هناك، وتعزيزاً للقوات البرية المصرية بالمنطقة ومساعدتها فى إغلاق مضيق تيران أمام سفن الأعداء، وعندما وصلت إلى حذاء فنار رأس غارب بسرعة 11 عقدة، ظهرت أمامها ثلاث سفن حربية تسير فى إظلام تام متجهة ناحيتها، وكانت هذه القطع هى الطراد البريطانى «نيوفونلاند» ومعه مدمرتان بريطانيتان، وأرسلوا إشارة ضوئية إلى «دمياط» تأمرها بالوقوف، فردت عليها الفرقاطة تسألها عمن تكون، عندئذ اقترب الطراد منها، وتحركت إحدى المدمرتين لتكون خلفها، وأخرى إلى ناحيتها اليسرى، وكرر الطراد إشارته الضوئية بالوقوف، لكن الضابط «شاكر» زاد من سرعته إلى 18 عقدة مستمراً فى السير جنوباً.
 
يوضح «مباشر» أن الفرقاطة «دمياط» كانت مستعملة أصلاً كسفينة تدريبات تابعة للكلية البحرية، وبالتالى كان تسليحها لهذا الغرض فقط ويقتصر على مدفع واحد 4 بوصات بالمقدم، وفور قيام الطراد بتوجيه أضوائه الكاشفة نحوها وعلى مسافة 300 ياردة، بدأت «دمياط» المعركة بإطلاق طلقتين متتابعتين من المدفع، فرد الطراد بإطلاق مدافعه التسعة من عيار 6 بوصات، فأصابت ثلاثة منها مخزن البويات بمقدم «دمياط» بالإضافة إلى إصابات أخرى متفرقة، لكن الضابط «شاكر» صمم على المضى قدماً فى القتال يسانده حماس الذين معه رافضين تحقيق رغبة الاستسلام بتسليم الفرقاطة بسهولة.
 
استمرت «دمياط» فى مقاومتها بالرغم من إصابتها، حتى أصيبت مرة أخرى بقذائف السفن البريطانية فتعطل مدفعها وتوقفت المولدات الكهربائية وتحطمت غرفة اللاسلكى وأظلمت السفينة ولكن سرعتها لم تتأثر، وظل كل فرد فيها فى مركزه يقوم بدوره فى ثبات كامل، ولما لم يجد الضابط «محمد شاكر حسين» سلاحاً يحارب به ووجد الطراد البريطانى قاب قوسين منه أو أدنى، فكر فى نطحه بسفينته حتى يغرقا معاً، وفى شجاعة وتصميم أدار السفينة لتنفيذ خطته، لكن قائد الطراد البريطانى فطن لها ففتح نيران جميع مدفعيته دفعة واحدة، مما أدى بـ«دمياط» إلى أن تميل، وتبدأ فى الغرق، فأمر البطل شاكر رجالها بمغادرة السفينة وبدأ بإجلاء الجرحى إلى العوامات وبقى هو ومعه ضابطه الأول اليوزباشى وجدى فوق السطح العلوى للسفينة يشرفان على نزول جميع الأفراد ويأمرونهم بسرعة الابتعاد عن حطامها.
 
ألح ضباط السفينة وجنودها على البطلين «شاكر» و«وجدى» أن يغادرا السفينة، لكنهما رفضا، وغرقا معها وهما يودعان رفاقهما فى الدقيقة 25 بعد الساعة الثانية عشرة صباح مثل هذا اليوم «1 نوفمبر 1956».
 
العدد اليومى
العدد اليومى

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواعيد مباريات اليوم.. باريس سان جيرمان مع فلامنجو ومان سيتي ضد برينتفورد

حالة الطقس.. تمركز للسحب الممطرة على شرق البلاد مصحوبة بأمطار غزيرة

مصرع الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم اللى بالى بالك فى حريق بمنزلها

منتخب مصر الأول يطير للمغرب اليوم للمشاركة فى كأس الأمم الأفريقية

بدء الاقتراع بأول أيام جولة إعادة المرحلة الثانية لانتخابات النواب


انتشار أمنى مكثف لتأمين جولة إعادة المرحلة الثانية من انتخابات النواب

وزارة التربية والتعليم: امتحانات نصف العام فى مواعيدها والدراسة مستمرة حتى نهاية ديسمبر.. وتؤكد: المديريات التعليمية تحدد 4 يناير موعد تقييمات الترم الأول للمواد غير المضافة و10 من نفس الشهر للمواد الأساسية

الطقس اليوم الأربعاء 17-12-2025.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار

الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى تحدد شروط صرف منحة وفاة أصحاب المعاش

زيادة 15٪ سنويا.. قانون الإيجار القديم يضع قواعد جديدة للأجرة


الأهلى يرحب برحيل أفشة فى يناير.. وسيراميكا مهتم بضمه

معلومة قانونية.. تعرف على عقوبة دفن جثة بدون تصريح

هل يشترط امتلاك توكتوك للتقديم فى منظومة الإحلال والحصول على السيارة الكيوت؟

قائمة شاملة بغرامات مترو الأنفاق 2025.. 41 مخالفة

فاكسيرا توجه رسائل هامة لمنع عدوى الالتهاب الرئوى فى الشتاء

مواعيد إجازة نصف العام 2026 لصفوف النقل والثانوية والإعدادية

محمد عبد الله مطلوب فى الدوري البرتغالي.. واللاعب يحيل العروض للأهلي

مصدر مقرب من أحمد حمدى يكشف كواليس أزمته مع أحمد عبد الرؤوف

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى