هل يمنح ترامب إيران الذريعة لتصنيع قنبلة نووية.. الرئيس الأمريكى هدد بإنهاء الاتفاق النووى مع طهران ووصفه بـ"خطيئة" أوباما الكبرى.. وخامنئى: واشنطن تصرف مليارات على حروب قذرة ومستعدون لأى إجراء

 ترامب وخامنئى وأوباما
ترامب وخامنئى وأوباما
تحليل يكتبه صابر حسين

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب حول اعتزامه إلغاء الاتفاق النووى الموقع مع إيران واعتباره خطيئة كبرى ارتكبها أوباما، حالة من الجدل حول جدية ترامب فى اتخاذ القرار، الذى سيقلب موازين القوى فى الشرق الأوسط، خاصة أن عودة إيران لتخصيب اليورانيوم معناه عودة التوتر، وربما الحرب، فى المنطقة، بالإضافة إلى أن توسعاتها العسكرية سوف تصطدم بالوجود الأمريكى فى الخليج، وربما ستؤدى إلى صدام مباشر مع السعودية أو إسرائيل، أهم حلفاء أمريكا، ما يطرح تساؤلا حول الطريقة التى سيدير بها ترامب ذلك الملف، بعقلية ملياردير ثرى أم سياسى محنك، وهل يسمح للدولة الفارسية بالتسليح النووى أم أن تصريحاته كانت مجرد دعاية انتخابية.

 

فى 2015 اعتبر أوباما توقيع الاتفاق النووى الإيرانى أحد أهم إنجازاته، وجاء بعد نحو عامين من المفاوضات بين إيران ومجموعة القوى الكبرى الست "الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا"، ويضمن الاتفاق منع إيران من تخصيب اليورانيوم لفترة لا تقل عن عشر سنوات، واقتصاره فقط على الطبيعة السلمية، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها بشكل تدريجى، وفتح العلاقات الدبلوماسية المقطوعة مع الدولة الشيعية منذ 1980.

 

الاتفاق النووى الإيرانى وضع أوباما فى مرمى الانتقادات، وعلى رأسها أعضاء الكونجرس من الجمهوريين، الذين اعتبروه أكبر خطيئة ارتكبها الرئيس الأمريكى، فضلاً عن أنه أغضب أحد أكبر حلفاء الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط وهى "السعودية"، وأحد أكبر خصوم إيران فى المنطقة، بالإضافة إلى "إسرائيل"، وهو ما ركز عليه ترامب خلال حملته الانتخابية، حيث أكد فى كلمته أمام اللوبى الصهيونى أنه يضع على رأس أولوياته إلغاء هذا الاتفاق "الكارثى"، على حد وصفه، واعداً بتمزيقه حال وصوله إلى البيت الأبيض.

 

لكن.. هل يستطيع ترامب إلغاء الاتفاق.. وما نتائج ذلك على الولايات المتحدة؟

فى البداية أكدت الخارجية الأمريكية، على لسان المتحدث الرسمى، عدم وجود ما يمنع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى الإيرانى، مشيرة إلى أنه ليس ملزماً ويحق لأى طرف الانسحاب منه دون عوائق، محذرة فى الوقت ذاته من العواقب المترتبة على الانسحاب.

 

موقف الدول العظمى من تصريحات ترامب

وسارعت بعض الدول العظمى للرد على تصريحات "ترامب"، فاستبعد الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، إقدام نظيره الأمريكى على إلغاء اتفاق وقعته إيران مع الدول الكبرى، واصفاً تلك الخطوة بأنها ستكون خطيرة للغاية، وأكدت ألمانيا رفضها تصريحات الرئيس الأمريكى الجديد، مشددة على أنها ستسعى لإقناعه بأن هذا الاتفاق سياسة سليمة.

 

تمسك فرنسا وألمانيا بالاتفاق نابع من الحفاظ على مصالحهما مع إيران، حيث ترتبطان بمشروعات تجارية كبرى مع الدولة الفارسية، أما بالنسبة لبكين وموسكو فالأمر أكبر بكثير؛ حيث بدأت روسيا - المزود الأهم والأكبر للسلاح إلى إيران - محادثات لإبرام صفقات أسلحة ضخمة مع طهران تقدر بنحو 10 مليارات دولار، حسب وكالة "نوفوستى"، تشمل تلك دبابات من طراز تى 90 وأنظمة مدفعية وطائرات حربية ومروحية، وفى الوقت نفسه أكدت تقارير توقيع حسين دهقان، وزير الدفاع الإيرانى، مع نظيره الصينى، اتفاقاً لإجراء تدريبات عسكرية مشتركة بين البلدين.

 

خيارات "ترامب" حال الانسحاب من الاتفاق

أما عن تهديد الرئيس الأمريكى أو اتخاذه قراراً من شأنه الانسحاب من الاتفاق النووى مع إيران فتجد أن خياراته ستكون محدودة، لأن الاتفاق ليس ثنائياً مع الولايات المتحدة فقط، وإنما يشمل أيضاً عدداً من الدول العظمى، مثل "روسيا والصين وفرنسا وإنجلترا وألمانيا"، الأمر الذى يجعل إلغاءه انتهاكاً للقانون الدولى، وهو ما يضع أمريكا فى موقف حرج مع تلك الدول، ويخلق للرئيس الجديد "عداوات" فى بداية حكمه هو فى غنى عنها، بالإضافة إلى أنه يمنح إيران الفرصة لتخصيب "اليورانيوم" تمهيداً لتصنيع "قنبلة نووية" وتحقيق الحلم الذى طال انتظاره ودفعت فى سبيله فاتورة حصار اقتصادى استمر لسنوات، وهو ما تعارضه القوى العظمى بشدة، فضلاً عن إسرائيل والسعودية، ولن تسمح بحدوثه.

 

ويذهب بعض المحللين إلى أن ترامب لن يستطيع اتخاذ قرار بإلغاء الاتفاق، وقد يلجأ إلى تعديل بعض بنوده، والتى يرى أنها تضع الولايات المتحدة فى موقف أضعف مع واحدة من ألد أعدائها وهى إيران، ومن ثم يضع تلك التعديلات أمام الكونجرس للموافقة عليها قبل إلزام طهران بها، الأمر الذى يعقد الأمور ويدخلها فى نفق مظلم، ربما تستغله إيران لإعادة تخصيب اليورانيوم تمهيداً لإنتاج قنبلة نووية ولن يستطيع أحد ردعها بعد ذلك، هذا من ناحية.

 

ومن ناحية أخرى، فإن ترامب الذى يسعى لتوطيد علاقاته مع روسيا سعياً لحل بعض الخلافات فى المناطق المشتعلة بالشرق الأوسط، خاصة فى سوريا، ربما يتجنب الدخول فى صدام مبكر مع إيران أحد حلفاء الروس.

 

إيران تضرب بتصريحات ترامب عرض الحائط

وفى أول تعليق له على نتائج الانتخابات الأمريكية وفوز دونالد ترامب، أكد على خامنئى المرشد الأعلى الإيرانى، أن تلك الانتخابات لم تختلف عن سابقتها، واصفاً الرئيس الجمهورى ترامب بأنه يكن العداء للشعب الإيرانى، مؤكداً أن فوزه لا يفرح إيران ولا يغضبها، لأن الولايات المتحدة لم تغير سياستها تجاه إيران، فطوال 37 عاماً واجهت عداءً محموماً من قبل الحزبين "الجمهورى والديمقراطى"، مؤكداً استعداد بلاده لأى إجراء محتمل مهما كانت نتائجه.

 

ولم يفوت خامنئى الفرصة للضرب تحت الحزام، وهاجم الولايات المتحدة، مؤكداً أنها أنفقت أموال الشعب الأمريكى على "حروبها القذرة"، التى لم تجن من وراءها سوى إزهاق عشرات الآلاف من أرواح الأبرياء، فضلاً عن تدمير البنى التحتية فى أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا واليمن.

 

يعلم الجميع أن عودة إيران إلى تخصيب اليورانيوم معناه عودة التوتر، وربما الحرب، فى المنطقة، كما تدرك إيران أن أى توسع عسكرى أو نووى لها سيصطدم بالوجود الأمريكى البحرى فى منطقة الخليج العربى، وربما سيؤدى إلى وقوع صدام مع السعودية أو حتى إسرائيل، كما يراهن الجميع على أن ترامب وإدارته الجديدة سوف يكونوا أكثر عقلانية من الدخول فى حرب جديدة تحمل نتائج كارثية، فضلا عن أن حلفاء أمريكا فى المنطقة لم يعودوا قادرين على إنفاق المليارات لشراء الصفقات وتحمل تبعات تلك الحرب.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

445 مليون دولار عالميا لفيلم The Fantastic Four: First Steps منذ يوليو الماضى

مان يونايتد ضد آرسنال.. الجانرز يواصل التفوق بالركنيات ورقم سلبى لأموريم

تفاصيل وموعد أول أيام شهر رمضان 2026 فلكياً

"يديعوت أحرونوت": إسرائيل تدرس شن هجوم على مدينة غزة

أشرف زكى وهنادى مهنا وتارا عماد فى عزاء تيمور تيمور


محمود سعد: أنغام تعانى من ألم شديد والأكل فى تراجع ومفيش كلام عن موعد خروج

رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطة احتلال غزة .. تعرف على مراحلها

روسيا تحبط هجوما أوكرانيا بطائرة مسيرة على محطة "سمولينسك" النووية

مصور واقعة "مطاردة فتيات الواحات" يكشف كواليس لم ترصدها كاميرا هاتفه

نجل تيمور تيمور يتقبل واجب العزاء فى والده وريهام عبد الغفور وعمرو سلامة أول الحضور


الداخلية تكشف تفاصيل تعدى شخص على زوجة شقيقه فى الزقازيق بالشرقية

الداخلية تعيد شخصا من ذوى الهمم إلى أسرته بمركز سنهور فى الفيوم

حمدي إسماعيل يغادر المستشفى بعد تحسن حالته واستكمال العلاج بالمنزل

ضبط مرتكبى مشاجرة أمام كافيه شهير بكورنيش سيدى جابر بالإسكندرية

معرفش حد من المتهمين.. اعترافات المتهم الثانى بواقعة مطاردة فتيات طريق الواحات

أمر ملكي بإعفاء رئيس مؤسسة الصناعات العسكرية ومساعد وزير الدفاع السعودي

حاصرونا بـ3 عربيات وطلبوا منا نركن علشان نقعد معاهم..نص التحقيق بواقعة فتيات طريق الواحات

مخرج Home Alone يرفض تقديم جزء جديد: لا يمكن استعادة لحظة مميزة بعد 35 عاما

وزارة العمل تعلن عن 11 فرصة عمل فى مجال الرخام والكلادين والبلاستيك بالأردن

التحقيق فى وفاة سيدة بعد مشاجرة مع زوجها لظهور ذراعها أثناء نشر الغسيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى