فى صحتك يا أفندم

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم وائل السمرى
هل يحتاج أحد إلى القول إن صحة المواطنين أمن قومى؟ لا أعتقد. لكن للأسف شهدنا فى الأيام القليلة الماضية صراعا كبيرا ما بين وزارة الصحة من جهة وشركات الأدوية من جهة أخرى، حول أسعار الدواء، وللأسف الذى دفع ثمن هذه المعركة هو المواطن، الذى عادة ما يدفع ثمن عدم التخطيط، وسوء الإدارة، وفساد الضمائر، وتهاوى الأخلاق وانعدام المحاسبة، وغياب الشفافية، يدفع المواطن ثمن كل شىء، من جيبه يدفع، ومن صحته يدفع، ومن عمره يدفع، ومن وجعه يدفع ومن مستقبل أولاده يدفع، وإن لم يجد ما يدفعه انفجر كطلقة مصوبة من مسدس مزود بكاتم للصوت، ولو أراد المواطن أن يجأر بالشكوى لفعل، ولو أراد أن «يجيب عاليها واطيها» لفعل أيضا، لكنه يثبت كل يوم أنه الأكثر وطنية من كل المتكبرين.
 
أعرف تجارا يتكالبون الآن على شراء العقارات الصالحة لتحويلها إلى مخازن، يتسابقون فيما بينهم على شراء أكبر قدر ممكن من المستحضرات الطبية، يدخرونها فى بيوتهم وبيوت أصدقائهم وأقاربهم، يسعون بكل ما أوتوا من قوة إلى احتكار الدواء، ولو قدروا لسعوا لاحتكار الهواء والماء، يعيدون إلى ذهنك تلك الصورة الفاجرة لأغنياء الحرب، يموت الناس ليزيد رغدهم وفحش ثرائهم، يموت الناس من أجل جرعة أنسولين بينما مخازنهم تئن من ثقل الكراتين المصفوفة جنبا إلى جنبا، وقعرا على رأس، ولو سألتهم لماذا تحولوا إلى هذه الصورة من أقذر أنواع الوحوش؟ يقولون نحن نحافظ على رؤوس أموالنا، فلو بعنا بالسعر القديم لن نستطيع أن نشترى نفس الكميات بالأسعار الجديدة، ولو رفعنا السعر بمقدار معين لا ندرى هل سيبقى هذا المقدار على حاله أم أن الأسعار ستزيد عنه؟، ولهذا يبقى تخزين الدواء هو الحل، حتى يستقر السوق وتتضح الرؤية!
 
وزارة الصحة من جانبها تصر على تحديد سعر الدواء وفقط، لا توفر بدائل ولا تدعم صناعة، ولا تشدد رقابة، اختارت أن تدخل مع تجار الدواء فى معركة تكسير عظام، وفى ثنايا المعركة تسمع قعقعة عظامك أنت، كل روح صعدت إلى بارئها فى رقبة الدولة، كل آهة انفجرت وكان من الممكن تسكينها فى رقبة الدولة، كل دمعة انهارت على خد أب لم يجد الدواء لابنه أو رجل لم يجد علاجا لأبيه فى رقبة الدولة، قلتم سنصلح الاقتصاد فقلنا سمعنا وأطعنا، وقلنا احموا الفقراء ولا تخلوا بواجباتكم، فلم تسمعوا ولم تعملوا، فإلى متى سيظل هذا الهوان؟
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مدرب فلوميننسى بعد السقوط ضد تشيلسى: نغادر مونديال الأندية مرفوعى الرأس

ارتفاع درجات الحرارة ينشر الفوضى فى أوروبا.. عواصف وفيضانات فى إيطاليا وتأجيل 13 رحلة جوية بعد موجة حر شديدة.. والأسماك النافقة تتسبب فى انسداد نهر فى التشيك.. واندلاع الحرائق فى عدد من الدول

وزيرا الثقافة والخارجية فى افتتاح "الملك لير" على المسرح القومى.. صور

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

إنبى يقترب من التعاقد مع مهاجم طنطا فى الميركاتو الصيفى


ترك أعمالا مميزة واعتزل التمثيل فى الستينيات.. ذكرى ميلاد حسين صدقى

فلومينينسى ضد تشيلسى.. المتألق بيدرو يضيف الثانى للبلوز 0-2.. "فيديو"

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

رئيس المخابرات الفرنسية: تقييم أولي يفيد بتضرر كل مكونات البرنامج النووي الإيراني

السجن 10 سنوات لـ7 متهمين بدفن شاب حيا داخل ماسورة مياه فى المحلة


فلومينينسي ضد تشيلسي.. التشكيل الرسمي لنصف نهائي كأس العالم للاندية

الإنتاج يتعاقد مع ثنائى الترسانة لتدعيم صفوفه فى الميركاتو الصيفى

بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية.. مصر تُحصّن مستقبلها الديمقراطي بذاكرة شعب لا ينسى تجارب الوجع.. كيف استغلت الجماعة الإرهابية الدين للوصول إلى الحكم؟.. ووعى المصريين كشف خدعة "الإسلام هو الحل"

محافظة القاهرة: تركيب 4 كبائن أمام سنترال رمسيس لربطها بالسنترالات المجاورة

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم

جو هيل يكشف تفاصيل مثيرة عن أحداث فيلم The Black Phone2 قبل طرحه

الطقس غدا شديد الحرارة وشبورة ورطوبة والعظمى بالقاهرة 36 درجة

المواعيد المتبقية لإجراءات مجلس الشيوخ وفقًا للجدول الزمنى للانتخابات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى