وائل القمرى يكتب: البطالة الصريحة والمقنعة

 البطالة
البطالة

لا شك بأن البطالة مشكلة اقتصادية، كما هى مشكلة نفسية، واجتماعية، وأمنية، وسياسية أيضا، ولا ينحصر تأثير ارتفاع نسبتها على النمو الاقتصادى فى الدولة فقط، بل يتعدّى ذلك إلى التأثير المجتمعى والأخلاقى والأمنى فيتسبب بخلق الكثير من الأمراض الاجتماعية بين الشباب، فهناك علاقةٌ بين البطالة والفقر والجريمة .

 

وما نشاهده اليوم من مظاهر التطرف لهو دليل قاطع بأن أغلب من وصل إلى مرحلة التطرف من الشباب، هو من عانى من الفراغ وكان الانصراف إلى التطرّف كمخرجٍ له من الأزمة النفسية التى يعيشها، علماً بأن ذلك ليس بمبررٍ لتعطيل الإنسان لعقله وانسداد الأفق أمامه ولكن الفئات العاطلة التى لم تعد تؤمن بالوعود والآمال المعطاة لها تبدأ بالتمرد على المجتمع، ولا يمكن لومها، و لا يعنى ذلك تشجيعها على التمرد على الوطن وآمنة، بل لا بد من محاولة لتفهم موقف الآخرين ومحاولة نشر العدالة السياسية والاجتماعية ومحاولة الاستماع للطرف الاخر وإبداء رأيه فى المطالبة بحقه.

 

والشباب العربى يعانى اليوم أنواعا من البطالة، أبسطها هو "البطالة الصريحة" التى يعجز فيها الشاب عن العثور على عمل نافع بأجر مناسب، وأبشع صورها هو "البطالة المقنعة" التى يحصل فيها الشاب على وظيفة لا هى نافعة للمجتمع، ولا هى تدر عليه العائد الذى يجزيه ويكافئ جهده الذى بذله طوال عقد ونصف من التعليم.

 

فقد يبدو للوهلة الأولى أن تعريف العاطل بأنه من لا يعمل هو التعريف الصحيح والكافى، ولكن الحقيقة هو أن التعريف غير كاف وغير دقيق، فليس كل من لا يعمل يعتبر عاطلاً، كما أنه ليس كل من يبحث عن عمل يعتبر أيضاً عاطلاً، لأن دائرة من لا يعملون تعتبر أكبر بكثير من دائرة العاطلين.

 

يمكن القول إن البطالة هى بقاء الفرد بلا عمل وعجزه عن الكسب بغض النظر عن أسباب ذلك، لأنها معلومة جيدا لكافة المؤسسات والهيئات والحكومات. كما أن البطالة تاريخيا تحكمت فيها ظروف اجتماعية واقتصادية وسياسية، فلا مجال للشك فى أن البطالة قد تجاوزت الخطوط الحمراء خاصة فى الوطن العربى، فللبطالة انعكاساتها على المجتمعات ماديا ومعنويا وعلى جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، مما يتوجب على الجميع أفرادا وحكومات الإسراع إلى تدارك المشكلة واحتوائها عن طريق إيجاد علاج مناسب لها للنهوض بالمجتمع ومؤسساته المختلفة .

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نصف قرن قضاها فى زراعة القطن.. حكاية العم لطفى الكومى الفلاح الفصيح مع الذهب الأبيض فى الشرقية.. مدير عام الزراعة: إجمالى المنزرع من المحصول 36863 فدان جيزة 94 بزمام المحافظة.. إنتاجية الفدان من 9 إلى 11 قنطارا

موعد مباريات اليوم الخميس 13 – 8 -2025 في الدورى المصرى

الزمالك ضد المقاولون العرب فى الدورى.. موعد المباراة والقناة الناقلة

موعد مباراة الأهلى أمام فاركو فى الدوري المصري والقناة الناقلة

مع ارتفاع درجات الحرارة.. نصائح لتجنب الحرائق الناتجة عن أجهزة التكييف


قانون التأمينات يحمى العاملين من إصابات العمل.. ضمانات لحقهم فى العلاج وآليات لصرف التعويض اللازم.. وضع التزامات على صاحب العمل وتحديد نسب الاشتراكات.. وضوابط تسوية المعاش فى حالة العجز الكامل والجزئى أو الوفاة

كيف يختار رئيس الجمهورية المعينين بمجلس الشيوخ؟ القانون يكشف التفاصيل

نقيب النقل البرى يعلن توفير أكثر من 1000 فرصة عمل متوفرة للسائقين

ركلات الترجيح تحسم قمة باريس سان جيرمان ضد توتنهام فى السوبر الأوروبي

تواكب التطور التكنولوجى.. وزارة الصحة تفعل مبادرة "التشخيص عن بعد" بـ10 مستشفيات فى محافظة الشرقية.. وكيل مديرية الصحة: إجراء جلسات فحص طبى إلكترونى باستخدام المنصة الرقمية وبمشاركة نخبة من الاستشاريين.. صور


بى إس جى ضد توتنهام.. روميرو يعزز من تقدم السبيرز بهدف ثان فى الدقيقة 48

النصر بقيادة رونالدو يطير إلى هونج كونج لخوض السوبر السعودي.. صور

الأرصاد: انخفاض درجات الحرارة بدءا من السبت.. ولا موجات حارة الفترة المقبلة

ميلان يضم البلجيكي كوني دي وينتر حتى 2030 بديلاً لمالك ثياو

مانشستر سيتي يستبعد اكيلوش من حساباته

إسراء طاهر ضيفة بودكاست الشغلانة مع آسر أحمد.. صورة

مدافع جديد يقترب من ليفربول

اليوم السابع ينشر الصورة الأولى من حادث سيارة ليلي علوي بالساحل الشمالي

مصدر يكشف لـ"اليوم السابع" حقيقة إصابة رامي ربيعة وغيابه 3 أسابيع

رئيس الوزراء: رسائل الرئيس خلال المؤتمر الصحفى مع نظيره الأوغندى قوية وواضحة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى