اقتصاد السلم وليس الحرب!

كرم جبر
كرم جبر
بقلم - كرم جبر
تجميل الأزمات يزيدها اشتعالا، ومن العبث أن يزعم البعض أن كله تمام، وأن الدولار سوف يركع قريبا على قدميه، وأن ارتفاع الأسعار مجرد مؤامرة، وأن قطف الثمار قريب ولكن بعض الصبر.. ممثل هذه التبريرات تضر ولا تنفع، والحقائق مهما كانت صعبة أفضل من اللف والدوران.
 
أولا: تراجع الاستثمارات العربية والأجنبية سبب رئيسى للازمة، كانت 13 مليار دولار قبل 2011، وتراجعت إلى ربع هذا الرقم الآن، والاستثمارات تبحث عن الأوطان الهادئة والضمانات الضرورية، والخطأ الذى يحدث الآن هو تبنى البعض لفكرة اقتصاد الحرب، مع أننا فى أمس الحاجة لاقتصاد سلم، لأن الحروب لا تجذب المستثمرين، والسؤال الذى أطرحه: ما هى حزمة الاستثمارات الواعدة، التى أعدتها الحكومة وتروج لها فى الخارج، وهل تابعت تفعيل نتائج المؤتمر الاقتصادى الذى انعقد فى شرم الشيخ منذ عامين؟.
 
ثانيا: ترشيد الاستيراد يجب ألا يؤدى إلى أزمات، وتكمن الصعوبة فى الاعتماد على الخارج لسد احتياجات الداخل، ولن تنفرج هذه المعادلة الصعبة إلا برفع طاقة الإنتاج المحلى، ليكون البديل الطبيعى والآمن ضد تقلبات الأسواق العالمية، فهل لدى الحكومة خطة واضحة لمواجهة مشكلة المصانع المتوقفة - مثلا - ولماذا لا يخصص رئيس الوزراء جزءا من وقته لزيارات ميدانية، ليكتشف على أرض الواقع، أوجه الخلل والقصور، ويبادر إلى إصلاحها؟.
 
ثالثا: دور البرلمان هو مشاركة الحكومة، وليس جلدها والتربص بها، فأسهل شىء هو سحب الثقة واستثمار الغضب، أما المساءلة والمحاسبة فلها قواعد منضبطة، تتطلب من النواب أن يضعوا أمام الحكومة أجندة هموم الناس، وأن يدعموها باقتراحات وحلول عملية وممكنة، وأن يكونوا جسر التواصل بينها وبين الرأى العام، بدلا من السعى لشعبية الفضائيات الليلية، فالجميع فى مركب واحد، ولن يكسب أحدا إذا حاول الفرار على حساب الآخرين.
 
رابعا: البطء عنوان الفشل وصانع الأزمات، وسرعة الإنجاز تحفز الصبر والاحتمال، وتبنى الثقة وتفتح طاقات الأمل، ونحن فى أمس الحاجة إلى حزمة من المشروعات ذات العائد السريع، التى تتجسد آثارها فى زمن قياسى، وليكن لنا فى الجيش أسوة حسنة، فى العزيمة والانضباط والالتزام، والأهم القدرة على التنبؤ بالأزمات، والاستعداد المبكر لمواجهتها والتعامل معها.
 
رغم كل شىء فالمؤشرات تؤكد أن القادم أحسن، ولكن ينقصنا المصارحة والمكاشفة، وأن تقدم الحكومة إجابات واضحة لثلاثة أسئلة: أين نحن الآن؟ أين نريد أن نصل؟ وكيف نصل إلى هناك؟.
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

طب المنصورة قلعة طبية مصرية مصنفة من أفضل كليات الطب في الشرق الأوسط وأفريقيا.. دشنت برنامج "مانشستر للتعليم الطبي" في 2006 لمنح مستوى عالمي لدرجة البكالوريوس.. ويمكن للطالب السفر للتدريب فى جامعة مانشستر

تفاصيل التحقيقات مع المتهمين بالنصب على المواطنين بالعلاج الروحانى

الزمالك يجهز بدائل شلبى والزنارى بعد رحيلهم فى صفقة ربيع

هبة عبد الغنى تتلقى عزاء والدتها فى مسجد الحامدية الشاذلية مساء اليوم

اليونسكو: 40% من مواقع التراث المهددة تقع فى الشرق الأوسط بسبب المناخ والنزاعات


بيراميدز يبدأ الإعداد للموسم الجديد تحت قيادة يورتشيتش.. اليوم

أسرع قطارات السكة الحديد.. اعرف مواعيد قطار تالجو اليوم الثلاثاء

تايلاند تقدم عرضا تجاريا جديدا لواشنطن لتجنب رسوم جمركية تصل إلى 36%

"أمبرى": تضرر كبير لأرصفة ميناء الحديدة اليمنى جراء غارات إسرائيل

ثورة تطوير فى اتحاد اليد استعدادا للموسم الجديد


وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات التى تأثرت نتيجة عطل الاتصالات والإنترنت

نتنياهو يرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام

نتنياهو: إيران كانت تدير سوريا والآن هناك فرصة لتحقيق الاستقرار والسلام

10 تغييرات فنية لأندية الدوري استعدادا للموسم الجديد

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 8 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة

بعد عطل الاتصالات والإنترنت.. إقلاع 36 رحلة طيران وجار العمل على 33 أخرى

تجدد اشتعال النيران في مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تحاول السيطرة.. صور

الزمالك يواجه أورانج فى أولى ودياته استعدادا للموسم الجديد

سر ظهور آمال ماهر بفستان زفاف أبيض.. اعرف الحكاية

‎وزير الصحة يتابع تداعيات حادث حريق سنترال رمسيس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى