مؤامرة "موجة الغلاء".. التجار يرفعون أسعار بضاعة موجودة بالمخازن منذ شهور تحت شعار ليه أكسب مليون لما ممكن أكسب عشرة.. الغرف التجارية متواطئة.. ودور الرقابة على الأسواق غير موجود

سلع- أرشيفية
سلع- أرشيفية
تحليل يكتبه حسين يوسف
لا يمكن تفسير الارتفاع الجنونى فى أسعار السلع والمستلزمات سوى بكونه مؤامرة تحاك ضد مصر، مؤامرة مدبرة ولها أدواتها التى تحركها وتقودها فى الأسواق للمضاربة على الأسعار، هذه المؤامرة يقودها عدد من التجار من أجل خلق حالة من السعار والتسابق نحو رفع أسعار المنتجات والسلع والخامات، لزيادة العبء على كاهل المواطن، وخلق حالة من الغضب الشعبى ضد الحكومة .

 

الارتفاع الكبير فى الأسعار الذى طال الكثير من السلع والخامات لا يخضع لأى نظرية اقتصادية، فالكثير من السلع والمستلزمات زاد سعرها أكثر من الضعف، رغم أنها سلع ومستلزمات لا يتم استيرادها من الخارج وليس لها علاقة مباشرة بالدولار، وبالتالى فليس لها علاقة بارتفاعه أو انخفاضه، فلماذا ارتفع سعرها بهذا الشكل الجنونى .

 

المؤامرة التى تحاك لصنع حالة من الغضب لدى قطاع كبير من المواطنين، لم تخطط فقط لتخزين واحتكار المواد الغذائية وتهريب المواد التموينية كالسكر مثلا، بل ركزت مخططها لخلق أزمات أخطر وأشد تأثيرا على المواطن، فالأسواق الخاصة بالخامات ومستلزمات الإنتاج، والتى تغذى الآلاف من الورش والمصانع الصغيرة، تلامس حياة ومعيشة الآلاف من المواطنين، وتؤثر على مستوى أحوالهم المعيشية تأثيراً مباشراً، وبين يوم وليلة ارتفعت أسعار الخامات ومستلزمات الإنتاج فى هذه الأسواق للضعف، بل ربما أكثر، رغم أن غالبية هذه البضاعة المباعة لايتم استيرادها، أو تم استيرادها منذ فترة طويلة وموجودة بمخازن التجار، فاستغل هولاء التجار ارتفاع الدولار ودخلوا فى مضاربات لرفع أسعار بضاعتهم، مطبقين شعار " ليه تكسب مليون واحد لما ممكن تكسب عشرة " .

 

 وأدت مؤامرة رفع أسعار السلع والخامات إلى زيادة كبيرة فى تكلفة المنتج بالنسبة للورش والمصانع الصغيرة، مما دفع أصحاب تلك الورش والمصانع إلى التوقف عن التصنيع أو تقليل خطوط الإنتاج، وفى الحالتين نتج عن ذلك الاستغناء عن بعض العمال، أو تقليل مرتبات البعض الأخر، الأمر الذى سيزيد من وطأة مشكلة البطالة، وسيؤدى إلى زيادة الغضب لدى قطاع كبير من المواطنين، وهو الغرض الذى تخطط له المؤامرة، حيث تعمل على صنع أزمات مفتعلة فى الشارع، وزيادة الاحتقان لدى المواطنين ضد الحكومة .

 

ورغم وضوح مؤامرة هؤلاء التجار، وزيادة أسعار السلع بشكل هيستيرى، إلا أن الغرف التجارية وأجهزة الرقابة على الأسواق لا تحرك ساكنا لإفشال تلك المؤامرة، واتخاذ تدابير رادعة ضد كل من تسول له نفسه التلاعب بقوت الشعب أو مصدر رزقه، ومع غياب الرقابة على الأسواق عن المشهد، أصبح المستهلك فريسة لهذه المؤامرة، فتسابق هؤلاء التجار فى رفع أسعار بضاعتهم وسلعهم دون أى رقيب أو حسيب.

 

وبما أن الغرف التجارية تضم طائفة من التجار، فتجد هذه الغرف لا تتحرك ولا تتدخل لضبط أسعار السلع والخامات، بل إن بعض التجار قد يكونون أعضاء فى هذه الغرف، وقد يكون البعض منهم متواطئ ويقودون موجة ارتفاع الأسعار فى الأسواق .

 

جريمة التجار فى حق الوطن لا تقل عن جريمة الموكلين بالرقابة على الأسواق وضبطها، حيث ترك رجال الرقابة الحبل على الغارب لهؤلاء التجار يفعلون ما يشاءون فى الأسواق، دون رقيب، لدرجة أن البعض قد يرتاب فى أن عدم أداء رجال الرقابة على الأسواق لدورهم "متعمد"، وأن تجاهلهم للتفتيش على الأسواق وضبط الأسعار وترك بعض التجار ينفذون مؤامرتهم له "ثمن"، وإلا أين هولاء الرقباء من البضائع المهربة التى تملأ المحال التجارية، وأين هؤلاء الرقباء من الارتفاع الجنونى فى الأسعار، ولماذا لا يطالبون التجار بأوراق الإفراج الجمركى عن بضائعهم للتأكد من عدم دخولها عن طريق التهريب وكذا تحديد سعرها الحقيقى؟.

 

الحل الجذرى لموجة غلاء الأسعار غير المنطقى هو الضرب بيد من حديد على كل من يتآمر ضد الشعب الكادح، وتفعيل دور الرقابة على الأسواق بشكل قوى، وأن يكون هناك عقاب رادع لكل من يرفع الأسعار دون منطق أو سبب سوى الرغبة فى الربح الوفير، وزيادة العبء على المواطنين، وأيضا عقاب رادع لكل مسئول تقاعس عن أداء دوره فى الرقابة وضبط الأسعار.

 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الهلال يغري كريستيانو رونالدو بعرض غير متوقع للمشاركة في كأس العالم للأندية

1000 وظيفة فى الإمارات ورواتب تصل إلى 4000 درهم شهريا.. رابط التقديم

العالم هذا المساء.. أمير قطر يهدى ترامب قلما فاخرا من طراز مونت بلانك.. رفع كسوة الكعبة استعدادا لموسم الحج.. وأبرز الاتفاقيات الموقعة بين السعودية وأمريكا خلال زيارة الرئيس الأمريكى للمملكة

تحويل طفل تعدى جده عليه بشبرا الخيمة للطب الشرعى

موعد وصول حسام البدري وباقي الرياضيين المصريين من ليبيا الليلة


أغلى من الصفقات.. أمير قطر يهدى ترامب قلما فاخرا من طراز مونت بلانك (صورة)

إحالة أوراق متهم ادعى النبوة وقتل مدرسا إلى المفتى

إحالة أوراق شقيقين للمفتى بتهمة تسديد 6 طعنات لسائق توك توك وإلقائه حيا بالترعة

حصاد أول دورى لكرة القدم النسائية بمشاركة الأهلى والزمالك وبيراميدز.. مسار الأقوى

البحوث الفلكية: الهزات الارتدادية الناجمة عن زلزال أمس في "اضمحلال" مستمر


مصرع 3 أشخاص وإصابة 3 آخرين فى حريق هائل بمخزن خردة بالدقهلية

إمام عاشور يتصدر بوستر كأس العالم للأندية قبل شهر من انطلاق البطولة

الريال ضد ريال مايوركا.. لوائح الاتحاد الإسباني تضع الملكي في ورطة

هيئة الأرصاد تكشف حقيقة تعرض مصر لـ العاصفة شيماء

وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

أرسنال يتمسك بضم وجيوكيريس.. وسبورتينج لشبونة يحدد سعره

بعد زلزال كريت.. تقرير لمعهد الفلك يكشف أسباب الهزات الأرضية.. التقرير يوضح كيفية قياس قوة الزلزال وتحديد شدته.. يستعرض أكبر الزلازل قوة فى التاريخ.. ويؤكد: لا أحد يستطيع التنبؤ بحدوثها فى العالم حتى الآن

دفاع الفنان محمد غنيم: إنهاء إجراءات إعادة المحاكمة وحبس موكلى لحين تحديد جلسة

الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته

زلزال مصر 2025.. البحوث الفلكية يكشف أسباب شعور المصريين بالزلزال.. معهد الفلك: لا يمكن التنبؤ بالزلازل والأوضاع فى مصر مستقرة.. تعليمات عاجلة للمواطنين وخط ساخن للإبلاغ عن حالات الطوارئ

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى