مراكش تطلق خدمة الدراجات الهوائية الذاتية صديقة البيئة

أطلقت مدينة مراكش المغربية التى استضافت مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ بين 7 و18 نوفمبر أول مشروع صديق للبيئة لدراجات الخدمة الذاتية باسم (ميدينا بايك).

يركز المشروع الذى يستخدم 320 دراجة جديدة تتوقف فى عشر محطات رئيسية عند مناطق تمثل معالم بالمدينة على تقليد قديم يتمثل فى شغف سكان المدينة باستخدام الدراجات فى تنقلاتهم.

وقالت حكيمة الحيطى وزيرة البيئة المغربية "مدينة مراكش كانت من أوائل المدن التى أخذت هذه المبادرة لأنها أولا داخلة فى ثقافة المراكشيين. ثانيا هذه مبادرة نريد أن نراها فى جميع المدن المغربية. مبادرة خالقة لفرص شغل. ومبادرة تُسهل التنقل بالنسبة للعديد من المواطنين لأن الكلفة ديالها صغيرة بالزوف (تكلفتها منخفضة)."

ويُنظر للدراجات فى مراكش على أنها وسيلة لتخفيف زحام شوارع المدينة إضافة إلى أنها تتطابق مع التزام المغرب بتنفيذ سياسات خضراء.

ومشروع ميدينا بايك من تصميم منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) ومدعوم من الحكومة المغربية على الصعيدين المحلى والمركزى.

وتنفذ المشروع شركة استيت فيزون المغربية بالمشاركة مع شركة سموف الفرنسية المتخصصة فى تصميم وصناعة وتثبيت أنظمة دراجات الخدمة الذاتية والتى أطلقت برامج مماثلة حول العالم فى مدن بينها موسكو وشيكاجو وفانكوفر.

وقال عبد اللطيف بويسكران ممثل شركة استيت فيزون أن هناك هدفين رئيسيين للمشروع.

وأضاف "من أهداف هذه الدراجات اللى هى دراجات صديقة للبيئة.. هدف بيئى أولا التقليص من الكربون. والهدف الثانى اللى هو النقص من الازدحام لان بإمكان الناس أن يتنقلوا عن طريق هذه الدراجات التى هى صديقة البيئة وتمكن الناس بالتنقل بسلاسة داخل المدينة."

وساهمت فى تعزيز المشروع بمراكش أيضا جمعية بيكالا بايسكل الهولندية التى قدمت صيانة مجانية للدراجات خلال مؤتمر تغير المناخ. وتم فى تلك الفترة إصلاح أو تنفيذ عمليات صيانة لأكثر من ألف دراجة مجانا.

وقال متطوع مع جمعية بيكالا بايسكل الهولندية يدعى يونس الكراوى "تهدف الجمعية أول حاجة لتشجيع الناس على ركوب الدراجات الهوائية سهلة الاستعمال فى مراكش لان طرق المدينة منبسطة وسهلة يمكن لأى إنسان أن يستعمل فيها الدراجات الهوائية عكس مدن أخرى كأغادير والجديدة والدار البيضاء التى تتميز بالمرتفعات والمنخفضات."

وأشاد مغربى من مراكش يستخدم دراجة فى تنقلاته ويدعى عبد القدوس مصباح بالمشروع.

وقال "من المعروف أن سكان مراكش يعشقون البسكليتة (الدراجات الهوائية) ويستعملونها خصوصا وأن أغلب سكان المدينة ما عندهم شى (لديهم دخل متواضع). بفضل هذه المبادرة يمكن إصلاح الدراجة الهوائية بالكامل بدون مقابل. إنهم يصلحون كل ما يمكن إصلاحه."

وتبلغ تكلفة الاشتراك السنوى فى الخدمة 500 درهم مغربى (50 دولارا) بينما تبلغ قيمة الاشتراك الأسبوعى 150 درهما (50 دولارا) واليومى 50 درهما (5 دولارات).

وهذه الأسعار تبدو مرتفعة جدا بالنسبة لكثير من سكان المدينة كما أن هناك حاجة ماسة لمزيد من الاستثمار فى البنية التحتية مثل توفير مزيد من المواقف المخصصة لتقف فيها الدراجات لتعزيز استخدامها فى المدينة.

وإذا حقق المشروع النجاح المأمول فإن المغرب يأمل فى أن يوسع (ميدينا بايك) ليشمل مدنا أُخرى بينها الدار البيضاء المصنفة فى المرتبة الخامسة عالميا من حيث معدلات تلوث الهواء فى أحدث مسح لمنظمة الصحة العالمية.

وتأمل المملكة المغربية فى أن تصبح رائدة عالميا فى مجال حماية البيئة. وحظرت فى يوليو تموز استخدام الأكياس البلاستيكية والتزمت باستخدام طاقة نظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح فى إنتاج 52 فى المئة من احتياجاتها من الطاقة بحلول عام 2030.