ذات يوم.. السادات ببدلة المارشال.. والأسد يسأله: هل خضنا الحرب من أجل هذا؟

السادات
السادات
كتب : سعيد الشحات
وقف الرئيس أنور السادات فى قصر الطاهرة مرتديا زيه العسكرى الكامل برتبة «المارشال»، فى انتظار الرئيس السورى حافظ الأسد فى مثل هذا اليوم «24 نوفمبر 1973».
 
كان «الأسد» فى طريقه إلى الجزائر لحضور مؤتمر القمة العربية يوم 26 نوفمبر، وتوقف فى القاهرة للقاء السادات، وكان هذا اللقاء هو الثانى بينهما منذ بدء حرب 6 أكتوبر 1973 بين الجيشين المصرى والسورى ضد إسرائيل، أما اللقاء الأول فكان يوم 1 نوفمبر 1973 فى مطار الكويت.
 
جاء اللقاء فى القاهرة وسط حالة غموض تلف المنطقة حول ما هو قادم بعد قرار وقف إطلاق النار للحرب يوم 22 أكتوبر، وكان وزير الخارجية الأمريكية هنرى كيسنجر، مهندس هذا القرار وسط خطوات مدروسة منه لاستقطاب السادات إلى الحل السلمى الذى يتبناه هو والمنحاز لإسرائيل، وفى هذا السياق دارت مباحثات «الكيلو 101 بين الوفد العسكرى المصرى ونظيره الإسرائيلى لبحث كيفية تطبيق قرار وقف إطلاق النار»، كما زاد الحديث عن مؤتمر للسلام يعقد فى جنيف، وتصرفات من السادات يبدو منها ثقته الكبيرة نتائج هذا المؤتمر، اعتمادا على ثقته «كيسنجر»، ويذكر محمود رياض، أمين عام جامعة الدول العربية وقتئذ فى الجزء الأول من مذكراته «دار المستقبل العربى- القاهرة»، أنه وصل إلى الجزائر يوم 22 نوفمبر، واجتمع الرئيس الجزائرى هوارى بومدين الذى بادره بالقول: «لقد سمعت من الرئيس السادات بأنه قد أصبح لديه أمل بنسبة تصل إلى خمسين بالمائة لتحقيق الحل السلمى المشرف للعرب، الذى يضمن استعادة كل الأراضى العربية المحتلة وحقوق الشعب الفلسطينى»، فرد رياض: «فى الظروف الراهنة لا يزيد أملى واحد فى المائة، والمسألة الأساسية التى تواجهنا حاليا هى تصفية الجيب الإسرائيلى غرب القناة عسكريا قبل التفاوض، لأننا لو تفاوضنا فى ظل وجود هذا الجيب فلن نستطيع التقدم خطوة واحدة».
 
فى ظل هذه الأجواء، جاء «الأسد» إلى القاهرة، وحملت مناقشاته مع «السادات» إثارة كبيرة يذكرها الصحفى البريطانى «باتريك سيل» فى كتابه «الأسد.. الصراع على الشرق الأوسط» الصادر عن «شركة المطبوعات للتوزيع والنشر- بيروت».
 
يذكر «سيل» أن السادات انطلق فى حديث طويل كالمونولوج بعد أن لاحظ دهشة الأسد من ارتدائه زى «المارشال»، وشمل حديثه مشاكل «فصل القوات» بين إسرائيل ومصر، قائلاً: «إن الإسرائيليين سينسحبون كذا كيلو مترا والمصريين كذا كيلو مترا، وقد طالبوا بكذا وكذا» وأنه، أى السادات، رد عليهم بكذا وكذا».
 
يعلق «سيل»: «كانت هذه أول مرة يسمع فيها «الأسد» كلمة «فصل القوات»، وهى كلمة لم ترد من قبل فى أحاديث العرب العسكرية أو السياسية»، ويؤكد أن «الأسد» فور سماعه هذا الكلام صرخ فى أسى قائلاً: «ما الذى تفعله؟ ما فصل القوات هذا؟ هل خضنا الحرب من أجل أن نصل إلى هذا؟ كيف يمكنك فصل قواتك عن إسرائيل بينما إسرائيل لاتزال تواجه سوريا فى القتال؟ ألك حق فى التصرف وحدك بهذه الطريقة؟».
 
يذكر «سيل» أن كلام «الأسد» وضح منه أنه «لم يقدر مدى ثقل محنة الجيش الثالث على ذهن السادات»، كان الجيش الثالث محاصرا وقتئذ بفعل «ثغرة الدفرسوار» التى صنعتها القوات الإسرائيلية أثناء الحرب، وحسب «سيل»، فإن السادات وبعد تدافع أسئلة «الأسد» صاح: «ألا تثق بى؟ هل تتهمنى بالتصرف وحدى؟ وسرعان ما علم الأسد أن السادات كان يقترح اتفاقية ثنائية مع إسرائيل حول فصل قواتهما، رغم أن شيئا من هذا القبيل لم يتم التنبؤ به قبل الحرب خلال فترة التخطيط لها»، وكانت هذه «يقظة مؤلمة» بالنسبة للأسد يشرح «سيل» انعكاسها عليه قائلاً: صاح «الأسد»: «هل هذا قرار مشترك؟ لقد مشيت ثلاثة أرباع الطريق نحو الاتفاق مع إسرائيل، فتساءل السادات: «لابد أن هناك ثقة بيننا بالتأكيد؟»، رد «الأسد»: «هناك أعمال تكذب الثقة»، أجاب السادات بعصبيته المعهودة، طبقا لوصف سيل: «حسنًا إذن سألغى كل شىء». 
 
فى اليوم التالى سافر الرجلان بطائرتين منفصلتين إلى الجزائر، وحسب «سيل»: «عندما هبطت طائرة الأسد انتحى به مضيفه «الرئيس الجزائرى هوارى بومدين»، وقال إن السادات قد شكا له من أنك تتهمه بالتصرف من جانب واحد، فسأله «الأسد»: «ما الذى تظنه يجرى؟».. فرد بومدين بجفاف: «من الواضح أن السادات يهتم بنفسه فقط».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

زيادة 15٪ سنويا.. قانون الإيجار القديم يضع قواعد جديدة للأجرة

فنيون وعمال وبائعون.. تعرف على 747 فرصة عمل جديدة فى الجيزة

باريس سان جيرمان يتحدى فلامنجو فى نهائى كأس القارات للأندية الليلة

معلومة قانونية.. تعرف على عقوبة دفن جثة بدون تصريح

هل يشترط امتلاك توكتوك للتقديم فى منظومة الإحلال والحصول على السيارة الكيوت؟


فاكسيرا توجه رسائل هامة لمنع عدوى الالتهاب الرئوى فى الشتاء

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 17-12-2025 والقنوات الناقلة

ليلة زفاف نجم الأهلى.. أحمد عبد القادر يحتفل وسط أسرته وأصدقائه فى الدقهلية.. عمر كمال وأحمد رمضان بيكهام أبرز الحضور.. وعصام صاصا وأورتيجا يشعلان الأجواء بالأغانى.. فيديو وصور

نتيجة مباراة جوادالاخار ضد برشلونة فى كأس ملك إسبانيا

مواعيد إجازة نصف العام 2026 لصفوف النقل والثانوية والإعدادية


موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة

شبورة وأمطار على عدة مناطق.. تفاصيل طقس اليوم الأربعاء 17-12-2025

فيفا يسدل الستار على جوائز ذا بيست 2025.. عثمان ديمبيلى أفضل لاعب فى العالم.. بونماتي لاعبة برشلونة تخطف لاعبة العام.. الكشف عن تصويت حسام حسن ومحمد صلاح.. و22 قائدا يدعمون الفرعون فى السباق العالمى

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور

أمم أفريقيا 2025.. منتخب مصر يفوز على نيجيريا بعد غياب دام 9 سنوات

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية

منتخب مصر يهزم نيجيريا 2 - 1 فى البروفة الأخيرة قبل أمم أفريقيا.. صور

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

وظائف فى محطة الضبعة بمرتبات تصل لـ40 ألف جنيه.. اعرف التفاصيل

التأمين الصحى الشامل.. خطوات الاشتراك ومزايا الرعاية الطبية المتكاملة للأسرة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى