ننشر تفاصيل سقوط أخطر مافيا لتجارة الأعضاء البشرية بقيادة ربة منزل بعين شمس.. التشكيل يستقطب القادمين من الأقاليم بحثا عن لقمة العيش.. تسعيرة الكلى الواحدة 15 ألف جنيه.. والعمليات تتم بمستشفيات مجهزة

صورة أرشيفية

كتبت ندى سليم

الخميس، 24 نوفمبر 2016 05:45 م

انتشرت ظاهرة تجارة الأعضاء البشرية خلال الآونة الأخيرة، بل أصبحت تتم فى شكل مقنن وبات تديرها عصابات قادرة على استقطاب الضحايا بعناية، ويتم اتخاذ عدد من المستشفيات الخاصة ملجأ لإتمام مثل تلك العمليات، بعيدًا عن أعين وزارة الصحة والأجهزة الأمنية، حيث تتم فى سرية تامة، وتستفيد كل الأطراف المريض الذى يحتاج كلى لإنقاذ حياته، والوسيط الذى يغتنم مبالغ ليست بالقليلة، ويعتقد المتبرع أنه مستفيد إلا أنه يكون فى نهاية الأمر الخاسر الأكبر.

وعلى مدار الأيام الماضية، وجهت الأجهزة الأمنية ضربة جديدة لتشكيل عصابى جديد فى تجارة الأعضاء البشرية، بمنطقة عين شمس، يضم 16 شخصًا من المتهمين والمتبرعين بأعضائهم البشرية، فى سبيل بضعة آلاف من الجنيهات، يواجهوا بها تدنى الأحوال المعيشية.

كيف يتم استقطاب ضحايا مافيا تجارة الأعضاء البشرية من ميدان رمسيس

كشفت تحقيقات نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية برئاسة المستشار إبراهيم صالح، المحامى العام الأول، والمستشار إسلام الجوهرى، رئيس النيابة، عن أن المتهمين يلجأون إلى عدة حيل لاستقطاب الشباب القادمين من المحافظات والأقاليم، بحثًا عن لقمة العيش وإغرائهم بالحصول على مبالغ طائلة فى ساعات قليلة بدلاً من العمل الشاق والحصول على أجور زهيدة، وذلك مقابل إجراء عملية جراحية بسيطة لبيع كليته والحصول على مبلغ 15 ألف جنيه، ومن ثم يتمكن الشاب من شراء "توك توك" للعمل عليه أو أن يبدأ بمشروع خاص به يتمكن من خلال إثبات نفسه بالقاهرة وتأمين مستقبله.

ربة منزل تلعب دور الوسيط فى التشكيل العصابى

استمع المستشار محمد الجرف، وكيل نيابة الحوادث، والمستشار إيهاب مهيب، وكيل النيابة، إلى أقوال 3 متهمين تم ضبطهم بالواقعة وعلى رأسهم المتهمة "م.ن"، 30 عامًا، ربة منزل، وهى زوجة أحد أبرز قيادات التشكيل العصابى، واعترفت بدورها فى القضية أنها تقوم باستقطاب الشباب وإقناعهم بالموافقة على إتمام العمليات كما تلعب دور الوسيط فى الاتفاق على المبالغ المالية وتسديد المبلغ المتفق عليه فى شكل دفعات الدفعة الأولى تشمل نصف المبلغ قبل العملية والبقية تقوم بسدادها بعد العملية.

أين يتم إجراء تلك العمليات المشبوهة

واستمعت النيابة لأقوال 3 من المجنى عليهم، واعترف أحدهم الذى أجرى العملية بالفعل، بمحضر تحريات المباحث وأن المتهمين قاموا باستدراجه بمجرد وصوله إلى محطة السكك الحديدية بميدان رمسيس وحاولوا التقرب منه، وأقنعوه أن تلك العملية وهى نقل الكلى لمريض آخر، لن تؤثر على صحته وأنه سينقذ حياة مريض مهددة حياته بالزوال، فضلاً عن حصوله على بضعة آلاف، قائلاً: قالولى خدلك قرشين اشترى بيهم توك توك واصرف على نفسك.

وتابع بقية المجنى عليهم خلال التحقيق، أن افراد العصابة تتولى كافة تكاليف التحاليل والأشعة المطلوبة، ويتم تحديد عيادات ومستشفيات محددة لاجراء تلك التحاليل، ومن ثم يتم تحديد موعد العملية التى تتم فى احدى المستشفيات.