فى دور الأيتام.. دُفنت الرحمة فى مقابر القسوة!

كرم جبر
كرم جبر
بقلم - كرم جبر
دُفنت الرحمة فى مقابر القسوة، وانتحرت القيم فى زمن الطفح الأخلاقى، وأتصور أحيانا أننا فى غابة يسيطر عليها وحوش، وكيانات يرتدون ملابس البشر، وتدارى حيوانات شرسة بلا قلب ولا عقل ولا ضمير، وإلا بماذا أفسر قيام مشرفة دار «جنة الخير» للأيتام، بإجبار أربع فتيات صغيرات، بالجلوس على سخان كهربائى أو جسم مشتعل، مما أدى لإصابتهن بحروق فى أماكن حساسة، ولمن لا يعلم فالسخان هو ذلك القرص البدائى، ذات السلك اللولبى، الذى يتحول إلى كتلة لهب بعد توصيل الكهرباء.
 
لو كانت المشرفة ومعاونيها فى بلد آخر لحكموا عليها بالإعدام أو السجن مدى الحياة، لأن الجريمة بهذا الشكل تخرج عن نطاق العقل والمنطق، وتقترب من الانتقام الدموى المجنون، الذى يفتقد النوازع الإنسانية، فما بالنا بصغيرات يتيمات لا حول لهن ولا قوة، ووقعن تحت سيطرة وسادية وجبروت، حيوانات بشرية ضارية، يطربهم أنات العذاب وألم الوجع وذل الاستغاثة، فلا عقل يفكر ولا قلب يرق ولا ضمير يهتز.
 
إحنا فين بالضبط، فى مصر الرحيمة التى تكره العنف وتعشق التسامح، وترفض الظلم والتسلط والوحشية، أم فى بلد آخر غير بلدنا الذى نعيش فيه، وهل مشرفة الدار ومن معها من نفس جنسنا، ويعيشون بيننا ويسكنون بالقرب منا ويذهبون إلى الأسواق؟ ومن الذى منحهم حق إهدار الحياة والكرامة وسلامة الجسد، فاستباحوا صغيرات بأبشع الطرق  وأحط الوسائل، أليس للمشرفة المتوحشة بنت أو قريبة فى نفس سنهن، ألم تفكر يوما ماذا تفعل إذا كانت الضحية ابنتها أو ابنه أختها؟
 
يا من تفعلون الخير، لا تفعلوه إلا إذا تأكدتم أنه يذهب للخير، ولا تتبرعوا لدور تعذيب الأطفال والتنكيل بهم، وإذا كانت الصدفة البحتة هى التى تكشف جرائمهم، فكم كارثة تُرتكب فى الخفاء وتدفن فى طى الكتمان، وكم من طفل معذب يضيع صوته ولا يسمعه أحد؟ وهل كُتب على هؤلاء اليتامى أن يشربوا كؤوس العذاب مرتين، من أسرهم الذين رموهم، ومن مرضى ساديين ينفثون فيهم عقدهم؟
 
ليس وطنيا الذى كنت أعرفه، وليسوا أبناء بلدى الطيبين، الذين انقلب بعضهم إلى شياطين، ولا ينفع مع مثل هؤلاء السفاحين ردع العدالة البطيئة.. ويا ريت كان فى القانون المصرى عقوبات المثل، لتذوق المشرفة المتوحشة نفس العذاب عندما يجلسونها فوق سخان كهربائى ملتهب.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

خسارة مؤلمة.. "ميرور": محمد صلاح يعانى فى صمت بعد وفاة جوتا

جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن انتهاء عملية "عام كلافي" ضد إيران

الداخلية تضبط عملات أجنبية فى السوق السوداء بقيمة 5 ملايين جنيه

الداخلية تنفي شائعات إخوانية عن قيام ضابط شرطة بتجميع مبالغ مالية

تحذير عاجل من الأرصاد.. ارتفاع جديد فى الرطوبة تقترب من 100%


صفقة محمد شريف تفتح أبواب الرحيل مُجدداً أمام وسام أبو على من الأهلى

طريق الموت ينهى رحلة جوتا نجم ليفربول.. تقرير يفضح كارثة الطريق الأخطر بإسبانيا

سلمى أبو ضيف تكشف سر تقديم فيلم "إن شالله الدنيا تتهد"

لن تسير وحدك أبدًا.. جوتا يتصدر عناوين الصحف الإنجليزية بعد رحيله

رابطة الأندية تجرى تعديلات جديدة على مرحلة التتويج بالدورى فى الموسم الجديد


مفاوضات فى الأهلى لإنهاء أزمة أحمد عبد القادر

طقس اليوم الجمعة 4-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة وشبورة ورطوبة مرتفعة

المحكمة العليا تؤيد ترامب في معركته لترحيل مهاجرين إلى جنوب السودان

سافر براحة وأمان.. مواعيد قطارات القاهرة - الإسكندرية اليوم الجمعة 4-7-2025

العراق: إسقاط طائرة مسيرة قرب مطار أربيل الدولى

لرحلة آمنة.. نصائح ذهبية لحماية نفسك أثناء استخدام خدمات النقل الذكى

قدم الآن.. 1787 فرصة عمل بمشروع الضبعة النووى بمرتبات تصل لـ11 ألف جنيه

شاهد لحظة غرق حفار البترول العملاق فى البحر الأحمر.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى